فيروس سي
بعد حديث الرئيس السيسى.. كيف قضت مصر على «فيروس سى» فى 6 أعوام؟
«ربنا خلاني أساهم في إنهاء فيروس سي في مصر»، كلمات خرجت من الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد، في افتتاح المؤتمر الطبي الأفريقي الأول، خلال الحديث عن واحد من أعتى الأمراض الذي خاضت مصر للقضاء عليه رحلة طويلة.
وقال السيسي: «إحنا في مصر وعلى المستوى الشخصي كنت شايف إن المرض ده مؤلم، وكنا نعاني منه، لكن لو فيه إرادة وأمل هيبقى فيه إنجاز، وبالتالي لما كنت أقول زمان محدش قادر يكتشف لنا مرض فيروس سي وأيضا علاج ليه».
وأضاف: «لقينا مجرد أن كانت النوايا كده، كان دايمًا هاجس وأمر بفكر فيه بعمق، فربنا سبحانه وتعالى خلاني أعيش وأشوف المرض ده، وأشوف علاجه، ويخليني أساهم في بلدي أن أنهي هذا المرض في مصر».
وأعرب الرئيس السيسي عن تقديره وشكره باسمه واسم كل المصريين لمن اكتشف علاج فيروس سي، البروفيسور «هارفي جيمس أولتر» العالم الأمريكي في الفيروسات والحائز على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء والطب لعام 2020 ومكتشف فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي سي، والشركات المصنعة للدواء والأدوية الأخرى.
وبالفعل فإن مصر خاضت رحلة طويلة في القضاء على فيروس سي، من خلال إطلاق الحملات التي تستهدف الكشف المبكر عنه، وكذلك تقديم العلاج لمرضاه ومتابعتهم حتى التماثل للشفاء التام خلال تلك الرحلة.
في نوفمبر العام 2021 انطلقت إحدى الحملات الهامة ضد فيروس سي، والتي استهدفت طلاب المدارس بالصف الأول الإعدادي بالمجان للعام الرابع على التوالي، تحت شعار 100 مليون صحة، وبتوجيه من السيسي فمن المقرر أن يستمر عملها لمدة 5 أعوام.
وهدفت الحملة إلى الحفاظ على خلو مصر من فيروس سي، ضمن خطة القضاء عليه بشكل نهائي، بعدما كانت مصر تحتل لعدة سنوات ماضية المركز الأول في معدل الإصابات بالفيروس على المستوى العالمي.
وتوضح الأرقام الفارق الذي صنعته الدولة في القضاء على فيروس سي، ففي العام 2008 كان المرض منتشرا في مصر بنسبة 9.8% من إجمالي السكان مصابين به، أما في العام 2011 وصلت النسبة إلى 10%، بينما في العام 2015 بدأ الانخفاض حيث وصلت إلى 7%.
ووقتها كانت مصر أعلى الدول في معدلات الإصابة بالفيروس، بالمقارنة بعدد السكان، وتغير الوضع منذ العام 2014 حين انطلق قطار الحملة القومية للقضاء على فيروس سي في مصر، حيث بدأت في استيراد أدوية بأسعار مخفضة من أجل القضاء على الفيروس وصولًا للعام 2020.
وتحسنت معدلات الإصابة في العام 2016 حين دخل صندوق تحيا مصر على خط القضاء على الفيروس في الأقصر، وانطلقت وقتها القوافل الطبية ثم أقام الصندوق بالشراكة مع وزارة الصحة أول مركز لعلاج أمراض الكبد وفيروس سي بالأقصر، لتحقيق استراتيجية الصندوق في القضاء على فيروس سي والوصول بمصر إلى المستويات العالمية في نسب الإصابة.
وهدف المركز إلى علاج 12 ألف مريض، وبمساعدة الصندوق ومنظمات المجتمع المدني وصل عدد هذه المراكز لعلاج فيروس سي إلى 164 مركزا على مستوى الجمهورية، وكذلك وصل عدد المنافذ للعلاج ضمن التأمين الصحي إلى 84 منفذا.
وكذلك في العام 2018 انطلقت مبادرة القضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض السارية والتي عرفت باسم 100 مليون صحة، وتكلفت المبادرة 4 مليارات جنيه و2.5 مليار جنيه تكلفة المسح، و1.5 مليار جنيه تكلفة العلاج.
واستهدفت المبادرة الكشف عن فيروس سي، من خلال وحدات علاج الفيروسات الكبدية في المحافظات، وإجراء الكشف الطبي وتلقي العلاج، من أجل تحقيق هدف الوصول إلى مصر خالية من فيروس سي العام 2020.
وتكلل كل تلك الجهود بالنجاح وبإشادة أعظم المؤسسات الصحية في مصر، منه بيان منظمة الصحة في العام 2019 والتي قالت إنه خلال العامين 2018 و2019 أجرت حملة “100 مليون صحة” أكبر مسح لفيروس سي والأمراض غير السارية.
وأضافت أنه خلال 7 شهور تم مسح حوالي 58 مليون مواطن، واكتشاف حوالي 2.2 مليون مصري متعايش مع فيروس سي، وقد تم علاج حوالي 3 ملايين مصاب منذ عام 2014 من أصل حوالي 4.5 مليون متعايش مع فيروس سي تم اكتشافهم، وكلها إنجازات تعود إلى جهود الدولة في تلك الفترة.