هجرة داخلية من أبناء الصعيد لعروس المتوسط بحثاً عن الرزق
لا تستعد الإسكندرية بشواطئها لاستقبال المصطافين الوافدين من المحافظات المجاورة للاستمتاع بإجازتهم الصيفية فقط، فهي أيضًا تتيح المجال لأرزقية الكورنيش والشواطئ والوافدين من المحافظات خاصة محافظات الصعيد، والتي تكون بمثابة هجرة داخلية لاستغلال تلك الفترة الصيفية لكسب مزيد من أرزاقهم.
يتجول من شاطئ إلى آخر يحمل على كتفيه عصا خشبية تحمل ملابس صيفية لزوار الشواطئ، ألوانها مبهجة، عبدالرحمن راشد، جاء من محافظة سوهاج إلى الإسكندرية منذ 4 سنوات ليفتح لنفسه مجال رزق جديد، ويقول إن محافظات الصعيد فرص العمل فيها محدودة، ويلجأ الكثير من شباب مدن الصعيد إلى مدن الوجه البحري والمحافظات للبحث عن أرزاقهم، خاصة في الأعياد والمواسم والتي تعد بمثابة هجرة داخلية.
ليجاوره في البحث عن مكسب وقوت يومه صلاح محمود، من محافظة الأقصر والمقيم في الإسكندرية منذ 10 سنوات، ويقول إن موسم السياحة كان في ذلك التوقيت في الأقصر ضعيفا، وأصبح الرزق شحيحا ومقتصرا على عدد من المجالات بقيمة إيجارية لا تكمل احتياجات اليومية، ولهذا كان لا بد من الانتقال إلى مدينة مصرية أخرى ذات مصدر رزق متنوع ما بين المواسم والفصول السنوية، معلقًا «إحنا دلوقتي في عمر الشباب، ولازم نشقى علشان رزقنا».
وبأقدام منهكة حفرت آثارها في رمال عروس البحر المتوسط وفد إسماعيل أحمد، من محافظة أسيوط برفقة أولاد عمه الذين قرروا أن تكون شواطئ الإسكندرية محل عملهم ليتوزعوا على مختلف الشواطئ لبيع الحلوى والزلابية والمشروبات الساخنة على المصطافين وذلك في فصل الصيف، أما شتاء فيكون لهم عربتهم الخشبية والتي تقدم الذرة المشوي وحمص الشام وغيرها من المشروبات الساخنة.
يقول أحمد، إن الرزق يتطلب أن تبحث عنه لا يبحث هو عنك، فالهجرة الداخلية وترك أهالينا وأقاربنا ليست باليسيرة، ولا نحن نعمل في بلد المصايف فتصبح الحياة وردية ومريحة ما بين الرمل والبحر ولكن هذا يتطلب منا العمل منذ فجر كل يوم لفجر اليوم الذي يليه، فنحن نعمل بنظام الورديات حتى لا يتوقف العمل على مدار اليوم.