أبرزها «ثرثرة فوق النيل» و«زينب والعرش».. روايات تناولت حرب 1967
قبل 55 عامًا مر على مصر أسوأ أوقاتها، خلال حرب 1967 والتي لم تتح لجيشها الفرصة في خوضها، مرارة الهزيمة التي منيت بها مصر وتجلت آثارها في كافة مناحي الحياة، سواء السياسية أو الاجتماعية وما انعكس على المزاج المصري العام أو على مستوى الفكر والأدب خاصة الرواية.
وفي هذا التقرير نقدم لكم قائمة بأبرز الروايات التي تناولت هزيمة حرب 1967
ــ رواية “ثرثرة فوق النيل” لنجيب محفوظ
في هذه الرواية التي تحولت إلي الفيلم السينمائي الشهير بنفس العنوان، يشرح أديب نوبل ويرصد الأسباب والتداعيات التي أدت إلي هزيمة 67، سواء على المستوى المجتمعي وفساد الأفراد، من خلال نماذج الرواية “رجب القاضي” كنموذج للفساد الذي طال الفن وتحول إلى نزعة استهلاكية لتغييب المتلقى، “مصطفي راشد” المحامي الفاسد، وإن كنا لا نستطيع اعتبار “أنيس” جزءًا من هذا المناخ الفاسد الذي أدى إلى الهزيمة.
ــ "الكرنك"، “ميرامار”، “الحب تحت المطر” لنجيب محفوظ، وفي الروايات الثلاث يواصل نجيب محفوظ، توثيقه للمناخ العام الذي قاد إلى نتيجة حرب 67، خاصة في غياب مناخ الحرية، وهو ما يظهر جليًا في روايتيه “الكرنك”، و"ميرامار".
أما الرواية الثالثة “الحب تحت المطر” فترصد أيضًا غياب الوعي المجتمعي بحالة الهزيمة والتعامل معها بما يشبه “النكران” لتفادي آثارها النفسية المدمرة.
ــ رواية "67" لصنع الله إبراهيم
وضمن أعمال الروائي صنع الله إبراهيم القليلة، تنشر لأول مرة في العام 2017 روايته “67”، والتي ظلت حبيسة أدراجه لمدة 47 عامًا.
وعن الرواية يقول الناقد “ممدوح فراج النابي”، في دراسته المنشورة عنها بمجلة العربي: الجوّ العام بعد النكسة وحالة الانكسار التي خلقتها انعكسًا على الشخصيات العامة أو الخاصّة، فصارت شخصيات غير مبالية أو شخصيات ضدّ، بينها وبين الآخر تواطؤ غريب، فالجميع على معرفة بالخطأ لكن دون السعي إلى كشفه، فأثناء تحرّشه داخل الأتوبيس كان البعض يلاحظ، ومع هذا لم يتدخل أحد لمنع التحرّش، بل كان البعض يدخل في تنافس ليحتل ذات المساحة حتى يقوم هو بما كان يفعله الآخر، وأيضًا الفتيات كن يقفن دون اعتراض أو إبداء تذمّر، فالجوّ العام مشحون بالغضب والخمول والبرودة أيضًا، كما أن “رمزي” كان يتواطأ مع صديقه بترك الشقة له، وإعلامه بساعة قدومه، حتى ينتهي من الأمـر، وكذلك الـزوج كـان يعـرف أن زوجتـه على علاقة ما لكن دون أن يسعى جاهدًا إلى الكشف عن الطرف الثاني، مكتفيًا بالبحث عن دليل في حقيبتها أو غرفتها، حالة التواطؤ المهيمنة هي إحدى نتائج الأزمة السياسية، وكأن ثمّة معارضة ولكن بطريقة سلبية.
ــ رواية “أخبار عزبة المنيسي” ليوسف القعيد
تتناول الرواية أيضًا بعض من العوامل والتراكمات التي قادت إلى هزيمة 67، وإن كانت في عالم القرية، فرغم قيام ثورة 23 يوليو 1952 إلا أن ما يدور في القرية مسرح أحداث الرواية من تجاوزات وقهر اجتماعي.
وتتناول الرواية أيضًا الآثار التي تسببت فيها الهزيمة علي أهالي الريف المصري، خاصة وأن هذه النوعية من الروايات كانت تدور أغلبها في عالم الحضر والمدن.
ــ رواية “زينب والعرش” لفتحي غانم
تدور الرواية التي تقع فيما يقارب الـ 900 صفحة خلال ربع قرن، يبدأ من نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى عام 1967، وفيها يكشف فتحي غانم ــ بحكم عمله الصحفي ــ كواليس المؤسسات الصحفية الكبرى خلال وقت أحداث الرواية، وما يدور فيها من فساد وتبادل للمصالح على حساب رسالة الصحافة في كشف الحقائق للقراء.
وفي حوار أجراه الكاتب محمود عبد الشكور مع فتحي غانم، قال الأخير عن شخصيات الرواية: “هذه الشخصيات موجودة فى المجتمع المصرى، ولكن ليس بكل حذافيرها أو تصرفاتها، فمثلا لو طبقت وقائع حياة عبد الهادى النجار على وقائع حياة مصطفى أمين كما قيل مثلا ستجد أنها مختلفة تمامًا، والطريف أنني سمعت أن مصطفى أمين نفسه قد قال: ”أنا عبد الهادي النجار”، وقد قال البعض الآخر أنني أقصد هيكل، لأنني أتحدث عن أكبر صحفي في مصر خلال تلك الفترة، والواقع أنني لا يعنيني هيكل أو مصطفى أمين بالذات، ولكن الذي يعنيني هو رصد الآليات الموجودة، والتى تمثل الصحافة والسلطة في هذه الفترة، أي أريد أن أقول أنه في وجود هذه الظروف وهذه السلطة تنشأ علاقة من نوع معين بين السلطة وبين الجهاز الإعلامي والصحفي، أريد أيضًا أن أشرح كيف ينجح الإنسان في الوصول إلى قمة الهرم الصحفي، وكيف تكون علاقته مع السلطة، هل هي علاقة قائمة على مبادئ أم هي مغامرة انتهازية؟ عبد الهادى النجار إذن نموذج لصحفيين كثيرين فى تلك الفترة كانوا يسيرون مع التيار، ولكنه ليس تمثيلاً إطلاقًا لشخص بعينه.”
ــ رواية “انكسار الروح” لمحمد المنسي قنديل
تعبر الرواية عن مجموعة من الخيبات والهزائم التي مني بها بطلي الرواية “فاطمة”، و"علي"، وآثار الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية عليهما وعلى علاقتهما، وفي القلب منها حرب 67.
فمع توالي أحداث الرواية بالطفل “علي” الذي يصير طبيبًا من طبقة فقيرة، والده عامل بأحد المصانع يسجن فيناشد الرئيس عبد الناصر الإفراج عنه، فيستجيب له الأخير.
وعندما يلتحق “علي” بكلية الطب ينتمي إلى الحزب الشيوعي ويتخلى عن حبيبته “فاطمة”، ومع قيام حرب 1967 يتقدم علي للتطوع في إسعاف ومداواة الجرحى والمصابين في الحرب، وتنقلب حياته رأسًا على عقب وتتغير 180 درجة عندما يستشهد شقيق حبيبته فاطمة وهو يحاول إسعافه ولكنه يفشل، مما يخلف في قلبه وروحه الحسرة والانكسار إلي الأبد، خاصة مع اختفاء حبيبته فاطمة تمامًا.