8 يونيو.. دير أبو مقار يحيي ذكرى رحيل الأب متى مسكين
يٌستعد دير أبو مقار بوادي النطرون، لذكري رحيل الـ16 للأب متي المسكين، في 8 يونيو المقبل، وذلك بإقامة صلوات القداس الإلهي بالكنيسة الأثرية بدير أبو مقار بوادي النطرون بمشاركة رهبان الدير وعدد من الأقباط.
من هو الأب متي المسكين؟
ولد الأب متى المسكين "يوسف إسكندر " يوم 20 سبتمبر عام 1919 في أسرة كبيرة عددًا فقيرة معيشةً، التحق بمدرس شبين الكوم الثانوية 1935، ثم تخرج من كلية الصيدلة عام 1944، وبعد تخرجه تعيَّن بالتكليف العسكري في المستشفيات الحكومية، ثم بعدها انخرط في العمل الحر، فقام بإدارة صيدلية في الإسكندرية، ثم فتح صيدلية في دمنهور، ونجح في عمله حتى 1948.
وانطلق إلى دير الأنبا صموئيل بصحراء القلمون في مايو 1948، وتم اختياره لكونه الأفقر والأبعد عن العُمران، وقضى في الدير ثلاثة سنوات، حيث ترهّب فيه على يد القمص مينا الصموئيلي رئيس الدير.
نزل بعد ذلك إلى دير السريان للعلاج إثر مرض أصاب عينيه في مارس 1951، فرسمه أنبا ثاؤفيلس قسًا رغمًا عنه باسم "القس متى المسكين"، بسبب وجود راهب آخر في الدير باسم متى، فاختار اسم القديس متى المسكين من القرن الثامن.
وفي عام 1957 رشح للبطريركية ضمن مجموعة من الرهبان، ولم يتم ذلك بسبب لائحة 1957، وفي عام 1958 أنشأ القمص متى بيتًا للمكرسين من الشباب المتبتل الذين يرغبون في الخدمة- دون الرهبنة- وكان مقره المؤقت في حدائق القبة، ثم انتقل في أوائل عام 1959 إلى حلوان، زتوجه أبونا متى من دير الأنبا صموئيل في 27 يناير 1960 مع 12 راهبًا إلى بيت التكريس في حلوان، وأقاموا فيه بصورة مؤقتة لحين صدور توجيهات البابا كيرلس السادس لاختيار الدير الذي يناسبهم.
قصة إلحاقه بدير أبو مقار
وبعد ستة سنوات، أرسل البابا كيرلس السادس خطابًا له يطلب منه إرسال ثلاثة رهبان لدير الأنبا صموئيل، فتم ذلك، وبعد ثلاثة سنوات أخرى طلب البابا كيرلس لقاء مع القمص متى عام 1969 لإجراء المصالحة وإعادته للرهبنة، يوم 9 مايو 1969، وتم إلحاقهم بدير القديس أنبا مقار، وذلك في حضور الأنبا ميخائيل مطران أسيوط ورئيس الدير.
وبدأ الراهب متى في مسؤولية إعادة إعمار الدير وإعادة تخطيطه، وإدارة شئون الدير والرهبان والعمال والزراعة والإنتاج الحيواني في سنة 1971، ورشح مرة أخرى للبطريركية ضمن 9 من الآباء، ولكن ذلك لم يتم.
ورحل عن العالم الأب متى المسكين يوم الخميس الموافق 8 يونيو 2006 عن عمر يناهز 87 عامًا، ودفن في مغارة في صخرة ضمن الأسوار المحيطة بأرض الدير، كان قد اختار مكانها قبل نياحته بثلاث سنوات، حيث نشر رهبان الدير في بعض الجرائد أنه ترك وصية بأن لا تصلي عليه أية قيادات كنسية، إنما يصلي عليه رهبان الدير فقط.