علماء الفلك يكتشفون مصدرا راديويا جديدا من أصل غير معروف
خلال عمليات المراقبة الراديوية المستمرة لمجرة حلزونية تُعرف باسم NGC 2082، اكتشف علماء الفلك مصدرا راديويا غامضا ومشرقا ومضغوطا، أطلق عليه اسم J054149.24–641813.7.
وحسبما أفادت وكالة أنباء “تاس” الروسية، ما يزال أصل وطبيعة هذا المصدر غير معروف للعلماء حتى الآن، ويحتاج إلى مزيد من التحقيق. لكن الفريق يطرح عدة فرضيات تم الإبلاغ عنها في ورقة بحثية نُشرت في 23 مايو في مجلة arXiv.
وبشكل عام، المصادر الراديوية هي كائنات مختلفة في الكون تنبعث منها كميات كبيرة نسبيا من موجات الراديو. ومن بين أقوى مصادر هذا الانبعاث، النجوم النابضة، وبعض السدم، والكوازارات، والمجرات الراديوية.
والآن، أبلغ فريق من علماء الفلك، بقيادة جويل بالزان من جامعة ويسترن سيدني في أستراليا، عن اكتشاف مصدر راديو جديد، لا تزال طبيعته الحقيقية غير مؤكدة.
وأثناء مراقبة NGC 2082 باستخدام مصفوفة باثفايندر الأسترالية (ASKAP)، ومصفوفة تلسكوب أستراليا المدمجة (ATCA)، وتلسكوب باركس الراديوي، حددوا مصدرا راديويا قويا يقع على بعد 20 ثانية قوسية من مركز المجرة.
ومجرة NGC 2082 هي مجرة حلزونية من النوع G في كوكبة دورادو، تقع على بعد نحو 60 مليون سنة ضوئية من الأرض، ويبلغ قطرها نحو 33 ألف سنة ضوئية.
ووجدت الدراسة أن لمعان الراديو J054149.24-641813.7 عند 888 ميغاهرتز عند مستوى 129 EW / Hz، وأن له مؤشر طيف راديو مسطح (نحو 0.02)، وهذا، وفقا لعلماء الفلك، لا يؤيد السيناريو الذي قد يكون فيه J054149.24–641813.7 بقايا مستعر أعظم (SNR) أو نجما نابضا، ما يشير إلى أن المصدر قد يكون من أصل حراري.
ولاحظ الفريق أن الطبيعة المدمجة لـ J054149.24–641813.7 وموقعه في ضواحي NGC 2082 تذكرنا ببعض الانفجارات الراديوية السريعة (FRBs). ومع ذلك، تشير النتائج إلى أن J054149.24–641813.7 ربما لا يكون ساطعا بدرجة كافية ليكون مصدرا راديويا ثابتا من أصل انفجار راديوي سريع.
وخلص علماء الفلك إلى أن الاحتمال المتبقي على الأرجح هو أن J054149.24–641813.7 هو مصدر خلفية خارج المجرة، مثل جسم شبه نجمي (كوازار أو كما يعرف بالنجم الزائف)، أو مجرة راديوية أو نواة مجرة نشطة (AGN). وأضافوا أن مؤشر الطيف المسطح جنبا إلى جنب مع الاستقطاب الضعيف إلى حد ما عند 5500 و9000 ميغاهرتز يدعم هذه الفرضية.
ومع ذلك، لا توجد حاليا بيانات امتصاص عالية الدقة للهيدروجين الذري المحايد (HI) لـ NGC 2082، والتي يمكن أن تؤكد هذا الافتراض.