ما حدث فى السبت والإثنين
خسر ليفربول الإنجليزى أمام ريال مدريد الإسبانى يوم السبت، وخسر الأهلى أمام الوداد المغربى يوم الإثنين، بطولة دورى أبطال أوروبا خسرها الفريق الأفضل فى الملعب، لأن البطل يملك حارسًا عملاقًا، لعب محمد صلاح واحدة من أفضل مبارياته، وهتفت باسمه رغم الخسارة جماهير فريقه فى شوارع باريس، وانتقده مشجعو ريال مدريد العرب، واعتبر أحدهم كريم بنزيما الفرنسى هو فخر العرب، وهذا حقه، محمد صلاح هو فخر المصريين فى المقام الأول.
والمصريون ليسوا ضد لاعب ريال مدريد الكبير المنحدر من أصول جزائرية، ويعشقون رياض محرز، لاعب مانشستر سيتى الموهوب ويعتبرونه فخرًا للعرب مثل صلاح، لأننا لسنا فى معركة، محمد صلاح تجاوز موقعه كلاعب كرة قدم من أفضل خمسة لاعبين فى العالم، ليصبح عنوانًا للموهبة والكفاح والاستقامة والاعتزاز بكرامته ووطنه ودينه وعروبته، محمد صلاح يمر بمرحلة عصيبة فى حياته، خسر مع منتخب بلاده كأس الأمم الإفريقية بضربات الترجيح، ولم يتأهل إلى كأس العالم بضربات الترجيح أيضًا أمام الفريق نفسه، فى مباراة لعب فيها المصريون فى ظروف غير عادلة وتواطأ الاتحاد الإفريقى وفيفا لكى يصعد السنغال الذى يملك فريقًا قويًا، وخسر مع ليفربول بطولة الدورى بفارق نقطة واحدة.
وفى جميع البطولات لم يقصر فخر المصريين والإنسانية، خرج من الموسم وهو هداف الدورى الإنجليزى للمرة الثالثة، وفى كل مباراة يحقق رقمًا قياسيًا ما.
سون، الكورى الجنوبى الذى تقاسم مع صلاح لقب هداف البطولة، خرج الآلاف من أهل بلده فى استقباله، احتفلوا كأنهم حصلوا على كأس العالم.
أما فى وطننا العربى الحزين، فظهر أشخاص استكثروا على أفضل ما أنجبت الكرة المصرية نجاحاته، السعادة التى يمنحها محمد صلاح لعشاق كرة القدم فى العالم تُقابل فى منطقتنا بالغل، ليس على اللاعب فحسب، ولكن على بلده القادر على صنع المعجزات، لقد أصبح فجأة ليس فخرًا للعرب.
وفجأة تحوّل عشاق ريال مدريد إلى أوروبيين بعيون زرقاء، ريال مدريد، نادى فرانكو، أهم عند أشخاص حديثى العهد بكل شىء مرتبط بالموهبة من فريق يلعب له صلاح، لأنه رمز مصرى، ورمز نبيل، نحن نحب صلاح لأسباب قديمة، لن يفهمها الحاقدون عليه هنا أو هناك، أسباب لها علاقة بالخيال، صلاح بطل فى كل البطولات التى خسرها، يخسر فى مباريات نهائية، ولكنه يكسب كل يوم أرضًا جديدة فى وجدان محبى كرة القدم وعشاق الصفاء والموهوبين، وخسر الأهلى أيضًا بطولته المفضلة، لتخرج مصر هذا العام دون بطولة، خسر لأنه لم يكن الأفضل، خسر لأن مدربه الجنوب إفريقى بالغ فى تقديره لنفسه، خسر بسبب فزلكته الزائدة فى اختيار التشكيل، لست مع الذاهبين إلى وجود مؤامرة ضد زعيم القارة، لأننا تعودنا على أن يكسب الأهلى فى أصعب الظروف.
المظلومية التى سبقت المباراة هى التى ضيّعت البطولة، وكشفت أيضًا عن تآكل روح الفانلة الحمراء، أهلى موسيمانى يحتاج لتدخل جراحى عاجل، فريق ينقصه أكثر من لاعب فى الدفاع، محمد هانى، أيمن أشرف، وياسر إبراهيم أقل من الأهلى، على معلول، ملك الحلول، تحوّل إلى موظف يقبض راتبه أول الشهر وينتظر التقاعد، أحمد عبدالقادر موهوب مستهتر، لا يعرف أنه يلعب لفريق عظيم يستحق أكثر مما يقدمه، تراجع مستوى أليو ديانج وحمدى فتحى لأسباب غير مفهومة، بيرسى تاو أغلى لاعب فى الدورى لا يستحق نصف المبلغ الذى دفع فيه، الأهلى فى أزمة حقيقية، ليس فقط بسبب الإصابات كما يقولون، ولا بسبب مغامرات المدرب، ولا بسبب ضعف بعض المراكز، ولكن بسبب عدم احترام الجمهور الذى يجد سعادته فى انتصارات الأهلى، سنعود للدورى وننسى، وسيجد الإعلام الرياضى موضوعات يشغل الناس بها، دون أن يحاول أحد مناقشة ما حدث للكرة المصرية، فريق وطنى فشل فى التأهل لكأس العالم وفشل فى الحصول على أمم إفريقيا، وأمام فريق واحد، وخروج كل الفرق من البطولات القارية، وأتمنى ألا تطول هذه المرحلة.