خدعة جديدة.. الجارديان تكشف سر المخاوف الطائفية في الهند
أثارت تصريحات قس هندوسي خلال هذه الفترة، الكثير من الجدل في الهند، بسبب نشر معلومات كاذبة حول زيادة عدد السكان المسلمين في البلاد، بسبب الصراعات بين الهندوس والمسلمين في البلاد.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الثلاثاء، عن خدعة جديدة تزعم بأن المسلمين في الهند يخططون لزيادة عدد سكان المسلمين في الهند خلال الفترة المقبلة، وذلك نتيجة التوترات المتصاعدة بسبب الطائفية بين الهندوس والمسلمين في الهند.
وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير لها، إلي أن الحقيقة وراء نظرية الاستبدال العظيم التي يطلقها المتطرفون الهنود المعادية للمسلمين، فقد تثير مخاوف القومية الهندوسية من المحو الديمغرافي من قبل المسلمين أذكها المتعصبون لسنوات.
قس هندوسي
وكان قد وجه نارسينجاناند القس المتطرف في اجتماع ديني الشهر الماضي، بعد اعتقاله في وقت سابق من هذا العام بتهم خطاب الكراهية، قد تحذيرًا صارخًا لمليار هندوسي في الهند، أنجبوا المزيد من الأطفال أو استعدوا للعيش في دولة إسلامية.
وأضاف سيكون هناك رئيس وزراء مسلم في عام 2029،" أعلن القس المتطرف في اجتماع ديني الشهر الماضي،"بمجرد حدوث ذلك، سيضطر 50٪ من الهندوس للتحول الديني، وسيُقتل 40٪".
في وقت سابق من هذا الشهر، كشفت بيانات من مسح حكومي عن كذبه، على الرغم من أن 14٪ فقط من البلاد يتبعون الإسلام، فإن دعوة نارسينغاناند تكرر الخط الذي استخدمه الهندوس لأجيال للتحريض على القلق بشأن احتمالية وجود أغلبية مسلمة في الهند في دولة يسكن بها 80٪ من الهندوس.
النسخة الهندية من نظرية الاستبدال العظيم لليمين المتطرف
وأشارت الصحيفة البريطانية في تقريرها، إلى أنه بالتزامن مع شرارة تدقيق جديدة لـ "نظرية الاستبدال العظيم" لليمين المتطرف الأمريكي، فقد اخترقت البيانات الجديدة نسخة الهند الخاصة، حيث تشير المزاعم إلى أن الهندوس ضحايا للنمو الديموغرافي الإسلامي الدراماتيكي.
ويُظهر أحدث مسح وطني لصحة الأسرة أن معدل الخصوبة لدى المسلمين انخفض أكثر في الولايات الهندية، بين 2015-16 و2019-20 ، ويبلغ الآن 2.36 ، أي ما يقرب من نصف الرقم - 4.4 - منذ ثلاثة عقود.
في حين أن هذا لا يزال الأعلى بين جميع الأديان في الهند، فإن الفجوة بينه وبين معدل الخصوبة الهندوسي - 1.94 - آخذ في التقلص، حسبما نقلت أحدث الاحصاءات التي توصل إليها مركز بيو للأبحاث في سبتمبر الماضي.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مفوض الانتخابات الهندي السابق سي قريشي، الذي يتحدى كتابه في عام 2021، الأسطورة السكانية وهذه الفكرة: "إنه واضح كضوء النهار، ان فكرة أن المسلمين سيصبحون أكبر مجتمع في الهند هي خدعة كاملة".
وقال التقرير البريطاني إلى أن تعليقات نارسينجاناند في أبريل ألحقت بذعر ثانٍ وهو جزء من مجموعة أدوات القومية الهندوسية، كما يقول النقاد: أن التحولات الدينية القسرية تؤدي إلى استنزاف سكان المجتمع.
وأثبتت ستيفاني كرامر، عالمة الديموغرافيا الدينية التي قادت دراسة مركز بيو العام الماضي، أن العديد من الأشخاص الذين تحولوا إلى الهندوسية يساوي عدد الذين يتركون العقيدة، وفقًا لدراسة Pew ، فإن 0.7٪ من الهنود الذين ولدوا هندوسًا يتعرفون حاليًا على ديانة مختلفة، بينما نشأ 0.8٪ في دين آخر.
وأضاف قريشي الي أن طالما يوجد دعم مؤسسي لهذه النظرية، مضيفاً الي أنه لا يزال يتعين علينا مواجهة الأكاذيب بالحقائق، مضيفاً الي انه نفس الشيء بالنسبة للمسلمين الهنود.
ويقول كرامر: "يخسر المسلمون عددًا من الناس يساوي ما يكسبونه من خلال التصاعدات الطائفية، ويغادر عدد أكبر من المسلمين الهند أكثر من المهاجرين".
ويقول قريشي إن الخوف من التهديد المفترض للأغلبية الهندوسية في الهند قد ازداد خلال السنوات الثماني الماضية.
وتتزامن تلك الفترة مع حكم رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزبه القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا.