طارق النبراوى: تحسين أوضاع المهندسين وإعادة النظر فى القوانين المنظمة أبرز مقترحاتنا فى الحوار الوطنى
قال طارق النبراوى، نقيب المهندسين، إن النقابة أعدت ورقة عمل بشأن مشاركتها فى الحوار الوطنى، وقدمتها للأكاديمية الوطنية للتدريب، تمثل وجهة نظرها المبدئية فى القضايا المطروحة.
وأضاف «النبراوى»، فى حواره مع «الدستور»، أن النقابة ستفتح حوارًا مفتوحًا مع أعضائها قريبًا من أجل إبداء آرائهم فى كيفية المشاركة فى الحوار، لافتًا إلى أن النقابة لن تتناول الجوانب السياسية خلال الحوار، بل ستتحدث فقط عن الحركة المهنية والملفات التى تخص النقابات.
وذكر أنه يتم التواصل مع النقابات المهنية الأخرى للتوافق على رؤية ومقترحات متقاربة لطرحها خلال الحوار، حتى يكون لها وزن وقوة أكبر، وحتى يتحدث المهنيون بلغة قريبة ومطالبات محددة.
■ كيف تُقيّم دعوة الرئيس السيسى لإجراء الحوار الوطنى؟
- خطوة مهمة للغاية، خاصة أن الحوار الوطنى يفتح آفاقًا للتفاعل المجتمعى حول كل القضايا الوطنية، وهو ما يؤكد أن مصر دائمًا تتسع لكل أبنائها تحت مظلة وطنية جامعة تصب فى مصلحة ورفعة الوطن.. وعلى المستوى النقابى سنشارك بفاعلية فى هذا الحوار.
■ من وجهة نظرك.. ما دلالة توقيت الدعوة؟
- الرئيس رأى أننا طوال الـ٨ سنوات الماضية، التى شهدت الكثير من العمل، كان الحديث الدائم فى مصر يجرى حول الإرهاب وقضايا حفظ الأمن والاستقرار، وبالتالى كانت هناك مجموعة من السياسات مرتبطة بهذه القضايا إلى أن تحقق المنشود فى هذا الملف ووصلنا إلى درجة عالية من الأمن وانكمشت العمليات الإرهابية التى كانت تتم.
والمجتمع ككل أصبح قادرًا على مواجهة الأفكار المتطرفة، فكان يجب أن ينتقل الشعب كله إلى مرحلة جديدة، وذلك سيتحقق من خلال الحوار الوطنى الذى سيتم بين طوائف المجتمع، وصولًا إلى الاصطفاف وحشد الجهود لمرحلة جديدة لانطلاقة الشعب المصرى على جميع المحاور، سواء المحور السياسى المرتبط بالكثير من الأفكار على الساحة، أو المحور الاقتصادى، وبإيجاد حلول لهذين الملفين نكون جاهزين إلى الدخول فى عصر جديد ومرحلة جديدة من تاريخ الشعب المصرى.
■ كيف رأيت دعوة رموز المعارضة لحفل إفطار الأسرة المصرية الذى شهد إطلاق دعوة الحوار؟
- التعبير الذى أطلقه الرئيس خلال الحفل «الخلاف لا يفسد للوطن قضية» يوضح أهمية الترحيب بأى شخص لديه أفكار مختلفة فى أى وسط من الأوساط، وأن يكون له مكان ويتم الاستماع إليه، فهذه رسالة أعتقد أنها موجهة إلى الأحزاب بشكل عام، والأحزاب ذات الأغلبية فى مجلسى النواب والشيوخ بشكل خاص، مضمونها إتاحة فرصة الاستماع ووجود الصوت المخالف لرأى الأغلبية، فالمجتمع أصبح أكثر استعدادًا للانطلاق، وما حدث فى نقابة المهندسين منذ ٣ أشهر خلال الانتخابات الماضية كان تعبيرًا عن هذا المعنى.
■ كيف تم ذلك؟
- أقصد بذلك التأكيد على أهمية الاستماع إلى الأفكار الأخرى وعدم التشدد مع اتجاه واحد أو فكرة واحدة، بما يؤدى إلى صالح الدولة، كما يجب أن نترك الحق للمواطنين فى تقييم ما هو الرأى الصائب وما هو غير صائب، فالشعب واعٍ ومدرك للأمور، ولا بد أن نعطى له فرصة للانطلاق بما يحقق المصلحة للطرفين، سواء الحاكم الذى سيستمع لجميع الآراء أو المواطن الذى سيتحمس له وسيقف بجانبه بكل إخلاص طالما كان مقتنعًا به، فالجميع مطالب بترجمة مشهد تجمع جميع فئات وشرائح المجتمع فى حفل إفطار الأسرة المصرية؛ فالمحافظون لا بد أن يستمعوا فى محافظاتهم إلى كل الآراء، وكذلك الأحزاب والوزراء يجب أن يلتقوا مع العاملين بوزاراتهم، وما شاهدناه من إشراك كل فئات المجتمع فى حفل الإفطار لا بد أن يتم تطبيقه على الجميع.
■ بمتابعة موقف المعارضة وبياناتهم.. هل ترى أن هناك تحركًا لإفشال الحوار؟
- على الإطلاق، وإذا كانت هناك بعض الأصوات المتشائمة، ففتح الحوار ومشاركة جميع الأطراف فيه، والاستماع لجميع الأفكار، ستزيل نغمة التشاؤم هذه، وسينخرط غير المتحمسين فى الحوار خلال المرحلة المقبلة.
■ بشكل عام.. ما الأولويات التى ترى ضرورة طرحها على طاولة الحوار؟
- سنتدخل فقط فيما يخص العمل النقابى المهنى، وسنقدم نظرتنا للقضايا الاقتصادية الملحة ووجهة نظرنا كمهندسين فى كيفية التحرك للأمام فيها وحلها، سواء فى الصناعة أو الزراعة أو السياحة أو غيرها، أما القضايا السياسية التى لا تخص النقابة، فلن نتدخل فيها لأن هذه مهمة الأحزاب.
■ كيف تلقيت قرار إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى؟ وهل النقابة لديها أسماء لتقديمها إليها؟
- كلنا سُعداء بهذا القرار، ونتمنى ألا يكون هناك أصحاب رأى داخل السجون، وهذه اللجنة تعمل بشكل سريع فى ظل تدخل الرئيس السيسى وتوجيهه بسرعة الإنجاز، ونقابة المهندسين لم تتلقَ أى طلب فى هذا الشأن، ومستعدون للتعاون والتواصل مع اللجنة حال تقديم طلبات لنا.
■ ماذا عن مشاركة النقابة فى الحوار؟
- أعددنا ورقة عمل وقدمناها للأكاديمية الوطنية للتدريب، تمثل وجهة النظر المبدئية للنقابة فى القضايا المطروحة، وهذه هى الخطوة الأولى لنا، وخلال الفترة المقبلة سنعمل على باقى الخطوات من خلال حوار مفتوح متصل مع أعضاء مجلس النقابة لإبداء آرائهم، وإطلاق دعوة مفتوحة لكل من يرغب من المهندسين لإبداء آرائهم، وسننظم جولات فى المحافظات للتشاور حول كيفية مشاركتنا فى الحوار.
■ ما بنود ورقة العمل؟
- مقترحاتنا التى قدمناها للأكاديمية، خلال المدة المحددة لتقديم المقترحات، تتضمن ٦ نقاط أساسية، تشمل التأكيد على أن نقابة المهندسين هى الاستشارى الأول للدولة، بما تضم من خبرات مهنية فى كل التخصصات، وما يترتب على ذلك من التعاون اللازم بين الحكومة وأجهزة الدولة مع النقابات المهنية من هذا المنطلق، الأمر الذى سيسهم فى غلق أبواب الجدل التى تؤثر على مسيرة التنمية فى الدولة، وكذلك تفعيل الدور التوعوى للنقابات المهنية فيما يتعلق بأداء وجهود الدولة فى سبيل التنمية وتطوير المجتمع وتطهيره من الأفكار الهدامة والمساعدة فى استيعاب أى احتقان اجتماعى أو اقتصادى، وأيضًا العمل على حل مشكلات وأزمات المهنيين بشكل عام فى حياتهم اليومية وتحسين أوضاعهم، ليكون الجميع وحدة متكاملة تقف وبكل قوة لنزع فتيل الفكر المتطرف الذى طالما تصيّد أزمات المهنيين.
كما اقترحنا تفعيل دور النقابات المهنية فى مجال البحث العلمى، وخلق كوادر جديدة من الشباب ذوى العلم والفكر، وكذلك العمل على إبعاد النقابات المهنية تمامًا عن الأحزاب السياسية وعدم ممارسة الأنشطة السياسية أو الحزبية داخل النقابات.
■ هل هناك مطالبات قدمتها النقابة مع ورقة العمل؟
- بالفعل طالبنا بإعادة النظر فى كل القوانين المنظمة لعمل النقابات المهنية، حيث مضى على سن غالبية قوانين النقابات عشرات السنوات، ما يضيّق الخناق على أعضائها ويؤثر تأثيرًا كبيرًا على أداء دورها، وذلك من خلال فتح قنوات الاتصال والحوار المجتمعى للسلطة التشريعية داخل النقابات لسن قوانين جديدة توافق التغيرات المجتمعية وخطة التنمية للدولة.
كما اقترحنا تشكيل مجلس أعلى للنقابات، برئاسة رئيس الوزراء، لبحث السياسات والاقتراحات وإيجاد الحلول لأى من مشكلات قطاعات المجتمع.
■ أتعتقد أن النقابات ستشارك بفاعلية فى هذا الحدث؟
- النقابات المهنية كتلة هائلة من المجتمع المصرى، تشكل نحو ٤٠٪ من المجتمع، وبالتالى هناك ضرورة للحوار مع هذه الكتلة لإبداء آرائها وتصوراتها، ونجهز للتواصل مع باقى النقابات المهنية لمحاولة التوافق على ورقة واحدة نستطيع أن نقدمها مجتمعين، حتى يكون لها وزن وقوة أكبر، وحتى نتحدث بلغة قريبة، وسنتواصل معهم قريبًا لترتيب اجتماعات مشتركة للتوافق، ونأمل فى تعزيز التواصل بين المجتمع بنقاباته المهنية، وبين الدولة بمختلف أجهزتها.
■ ما الأولويات التى ستعمل عليها فى الفترة المقبلة؟
- حل مشكلات المهندسين والتركيز على مشروع الرعاية الصحية، وحل مشكلات الإسكان، والبدء فى إنهاء القضايا التى تواجه النقابة، ومنها المرتبطة بضرائب القيمة المضافة التى يتم تحديدها بشكل باهظ، ونتفاوض مع الدولة لتخفيض القيمة التى وصلت إلى ١٠٠ مليون جنيه، كما أنه على النقابة كذلك غرامة لوزارة الإسكان نتيجة أخطاء ارتكبها المجلس السابق فى التعامل مع مشروع إسكان تابع للنقابة، وأيضًا هناك مبالغة فى مستحقات الشركة المسئولة عن الموقع الخاص بمشروع العلاج بنحو ١٨ مليون جنيه، ونعمل على تخفيضها.
■ هناك مطالبات بإجراء تعديلات على قوانين البناء والتصالح.. ما موقف النقابة؟
- هناك تعديلات كثيرة مطلوبة فى هذه القوانين، وعلى مستوى النقابة فإن المتخصصين فى هذا الشان يدرسون الأمر، وسنقدم مقترحًا يمثل وجهة نظر النقابة فى التصالح والبناء الجديد ومنظومة التراخيص، كما نعمل على تقديم مقترحاتنا فى أزمات الصناعة والتراخيص والسلامة والصحة المهنية.
ألديكم مقترحات لتطوير ملف التعليم الهندسى؟
- مبادئنا واضحة فى قضية التعليم الهندسى، ونرى ضرورة تقليل الأعداد ورفع مستوى الكليات والمعاهد ورفع المجاميع المطلوبة فى الكليات والمعاهد الخاصة، وتدعيم الكليات التكنولوجية فى الفترة المقبلة.
ونحن بصدد الإعداد لمؤتمر يضم كل الأطراف للخروج بتوصيات فى هذا الشأن، وسيكون هناك تواصل مع وزارة التعليم العالى بشأنها.