تقرير بريطاني: إسبانيا والبرتغال تشقان صف الاتحاد الأوروبى فى ملف الطاقة
كسرت إسبانيا والبرتغال صفوف الاتحاد الأوروبي عبر لجوئهما إلى خفض فواتير الطاقة بنسبة 40% ومخالفة قواعد الاتحاد بينما تواجه دول القارة أزمة في ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وكشفت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية في تقرير اليوم أن إسبانيا والبرتغال تتحركان لمغادرة سوق الطاقة في الاتحاد الأوروبي مؤقتًا واللجوء إلى تخفيض فواتير الطاقة لمواطنيهم بنسبة 30-40 في المائة.
الشهر الماضي، سمحت المفوضية الأوروبية لإسبانيا والبرتغال بفرض سقف مؤقت على أسعار الغاز الطبيعي والفحم الذي تستخدمه محطات الطاقة، في حين أن بقية دول الاتحاد الأوروبي فرضت حوالي 90 يورو (76.56 جنيهًا إسترلينيًا) لكل ميجا واط / ساعة، ومع هذا سمح لإسبانيا والبرتغال بتحديد سعرهما عند 50 يورو (42.50 جنيهًا إسترلينيًا).
وكانت إسبانيا والبرتغال في الماضي، رغم امتلاكهما كميات كبيرة من الطاقة المتجددة، تدفعان لفرض أسعارًا عالية للكهرباء لأن سوق الطاقة في الاتحاد الأوروبي يتأثر بشدة بالوقود الأحفوري.
في الوقت الحالي، أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري إلى مستويات قياسية، ومع ذلك، في ظل هذا النظام الجديد، من المقرر أن تخفض إسبانيا والبرتغال فواتير الطاقة لمواطنيهم بنسبة 30-40 في المائة.
قال رنا أديب، المدير التنفيذي لشركة REN21 إن أصحاب المصلحة في مجال الطاقة المتجددة سلطوا الضوء على الطرق التي يمكن للدول الأوروبية من خلالها إنهاء اعتمادها على الوقود الأحفوري، لا سيما الوقود المستورد من روسيا، مشيرًا إلى أنه يجب على الحكومات بناء قدرات توليد الطاقة المتجددة بشكل كبير، والاستثمار في توفير وكفاءة الطاقة لخفض التكلفة في أسرع وقت ممكن.
وأوضحت الصحيفة ان إسبانيا والبرتغال تفاوضوا مع المفوضية الأوروبية بأنهم سيتركون بشكل أساسي آلية سوق الطاقة الأوروبية لمدة 12 شهرًا لأن الربط البيني لا يسمح لهم بتلقي الكثير من الكهرباء المتجددة من شمال القارة، لكن من خلال تطوير قدرات الكهرباء المتجددة الخاصة بهم، تتوقع الحكومة الإسبانية أنها ستكون قادرة على خفض تكلفة الفواتير بنسبة 30-40%.
بالنظر إلى أن توليد الطاقة المتجددة أرخص بكثير من الوقود الأحفوري، أشارت الصحيفة إلى أن إسبانيا والبرتغال لديهما الآن إمكانية تحديد آلية السوق الخاصة بهما حيث ستحدد سعرًا للوقود الأحفوري، وبالنسبة للكهرباء المستندة إلى الطاقة المتجددة، فإنها ستحدد سعر آخر.
وأضافت رنا أديب أن أسواق الطاقة في الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى الإصلاح لكي تحذو حذوها بقية الدول موضحة "يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى العمل من أجل وضع سياسة وأطر تنظيمية واضحة تعكس وتوفر الطاقة المتجددة التي تعتبر أقل تكلفة وأكثر مرونة".