رغم التحذيرات.. لماذا لم يغير «بينيت» مسار مسيرة الأعلام الإسرائيلية؟
أصر رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، على إتمام مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس، الخاصة بالصهيونية الدينية في شرقي القدس، والتي صادق المستوى السياسي في إسرائيل على مسارها على الرغم من التحذيرات والتهديدات، ووسط توقعات بأنها قد تؤدي إلى مواجهة جديدة في القدس والضفة.
فرص التصعيد واردة، حسب تقديرات المُحللين في تل أبيب، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يشكك في نية قيادة "حماس" إلى تصعيد جديد في القطاع، بعد عدة أسابيع من الهدوء.
فرص للتصعيد
قيادات منظمات في المنطقة، ومن ضمنهم زعيم "حزب الله" حسن نصر الله، وإسماعيل هنية، وخالد مشعل، هددوا المشاركين في المسيرة في القدس بعنف إذا اقتربوا من المسجد الأقصى، فيما علق المسئولون في تل أبيب بأن المسار بعيد عن المسجد، ولا توجد أي نية للاقتراب منه.
العام الماضي، وفي ذات المناسبة، عندما تزامن "يوم القدس" مع شهر رمضان الذي كان مشحوناً، سمح رئيس الحكومة، حينها، بنيامين نتنياهو، الذي كان في ختام ولايته، للمشاركين فيها بالمرور من باب العامود والحي الإسلامي، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة.
وعلى الرغم من ذلك، أطلقت "حماس" ست قذائف من قطاع غزة على القدس، وبدأت المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحماس، التي عرفت باسم حملة "حارس الأسوار"، والتي استمرت 11 يوماً.
وتشير التقديرات إلى أن الاشتباكات قد تبدأ بسبب تحصُّن شبان مسلمين في المسجد الأقصى، صباح اليوم الأحد، حيث من المتوقع أن تحدث مناوشات بينهم وبين اليهود العابرين خلال المسيرة.
في الوقت الذي توجد مسيرة أخرى في مدينة اللد، والتي قد تمر مقابل الأحياء العربية، فيما يعني أن هناك فرصة أخرى للاشتباكات، فضلاً عن التأثير في علاقة القائمة الموحدة بالائتلاف الحكومي.
لماذا لم يغير بينيت مسار المسيرة؟
خلال هذا العام، يتصرف رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، بشكل مختلف، فقد أعلن عن المصادقة على المسيرة قبل أسبوعين، وهناك من فسر هذا بأنه يريد أن يمنح الوقت الكافى للفلسطينيين لتفريغ بعض الضغط خلال هذه الفترة الزمنية من جهة، ومن جهة أُخرى، منح مصر الوقت الكافي لتهدئة "حماس"، حسب تحليل الكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل في صحيفة «هآرتس».
من ناحية أخرى، فإن «بينيت» يريد أن يثبت للجمهور- خاصة اليمين- أنه لا يزال رجل اليمين، فعلى مدى عشرات السنوات كان هذا مسار المسيرة، ولا يوجد أي سبب لتغييره، خاصة أن شهر رمضان المشحون بالتوتر قد انتهي، وقلت العمليات خلال الأيام الأخيرة.
كما أن بينيت، الذي يواجه ائتلافه الحكومي مشكلات كبيرة، يتعرض لضغوط كبيرة من اليمين، وعلى رأسهم الوزيرة أييليت شاكيد ونواب آخرون من حزبه "يمينا"، بهدف تبنّي سياسات أكثر قوة.