مصروالصين.. وبناء الحزام والطريق
فى 18 و19 مايو 2022 عُقِد اللقاء الافتراضى بين دائرة العلاقات الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى "إدارة غرب أسيا وشمال إفريقيا" والأحزاب المصرية، وأيضًا بين السادة ممثلى الشركات الصينية العاملة فى مصر وممثلى الشركات المصرية من رجال الأعمال، حضر اللقاء عدد كبير من الأحزاب المصرية (الحزب الاشتراكى المصرى، والحزب الشيوعى المصرى، وتنسيقية شباب الأحزاب، وحزب المؤتمر، والحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، وحزب التجمع، والعدل، ومستقبل وطن، والمصريين الأحرار، والكرامة، والحرية، وحماة وطن، والشعب الجمهورى، والوفد).
فى كلمته أمام الحضور أكد السيد تشو روى مساعد وزير دائرة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعى الصينى أن الحزام والطريق يعتبر إضافة مهمة لبناء المستقبل المشترك للبشرية وآلية مهمة للتعاون والبناء، وأضاف "فى ظل جائحة كورونا وقَّعت عشر دول على اتفاقية الحزام والطريق، ووصل عدد الدول الموقعة حتى الآن 180 دولة، وتعتبر مصر من أهم شركاء الصين الاستراتيجيين للدول العربية والإفريقية، وهناك تعاون وجهود مثمرة بين الدولتين، وتعتبر الصين أكبر شريك تجارى لمصر على مدى السنوات الثمانى الأخيرة".
وفى الجلسة الثانية قدم مسئول إدارة غرب وشمال إفريقيا عرضًا عن الصين وضح من خلاله تجربة الصين فى القضاء على الفقر، ووصول الناتج القومى الإجمالى للصين إلى 18% من الناتج الإجمالى العالمى، وأن الصين فى المرتبة الثانية اقتصاديًا فى العالم، وتطرق فى حديثه إلى العقوبات الاقتصادية التى تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على الدول وتأثيراتها السلبية على الشعوب.
كما تطرق فى حديثه إلى الحرب الروسية الأوكرانية مؤكدًا أن الصين تعمل على استقرار العالم بالتمسك بإيجاد حلول سلمية من خلال الحوار والتشاور بدلًا من المواجهة والصراعات والحروب، وأضاف "الصين تعمل مع العديد من دول العالم والدول المجاورة من أجل حل عادل للقضية الفلسطينية للحفاظ على استقرار النظام الدولى والإنصاف والعدالة فى العالم".
ولقد قدم الحزب الاشتراكى المصرى كلمة فى المؤتمر نقدمها فى السطور التالية للسادة القراء والسيدات القارئات.
فى عالم يموج بالعديد من الصراعات والنزاعات والاستقطابات، لا يوجد أمام شعوب ودول العالم، سوى التضامن الذى من شأنه تعزيز الثقة البشرية، للتغلب على الأزمات المتلاحقة والتحديات والأوقات العصيبة، من خلال العمل والتعاون معًا والإيمان بأن استقرار وتقدم العالم يكمن فى تنوعه.
تجمع الصين والدول العربية صداقة وشراكة وثقة متبادلة، فعلى طريق الحريرالقديم سارت القوافل من التجار والمبعوثين الأسلاف الصينيين والعرب، وسطرت صفحات فى تاريخ التبادل والاستفادة بين الشعوب، وفى السنوات الأخيرة أسهم "منتدى التعاون الصينى العربى"، على نمو العلاقات بين الصين والدول العربية، حيث أكد الرئيس الصينى شى جين بينج فى المنتدى الصينى العربى فى يوليو 2020 على تعميق العلاقات ودعم الصين للدول العربية لضمان الحفاظ على الأمن السياسى والاستقرار الاجتماعى والسير فى طريق التنمية الذاتية.
وقدمت الصين يد العون لجميع الدول لمواجهة جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية، وأصبحت مصر أول دولة إفريقية تتعاون مع الصين فى إنتاج اللقاحات المضادة لكوفيد 19.
وفى القمة الافتراضية بينه وبين كل من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والمستشار الألمانى أولاف شولتز قال الرئيس الصينى شى جين بينج "نحن بحاجة إلى دعم محادثات السلام بشكل مشترك بين روسيا وأوكرانيا، وتشجيع كل منهما للمحافظة على زخم المفاوضات والتغلب على الصعوبات واستمرار المحادثات، وتحقيق نتائج سلمية" ودعا إلى بذل الجهود المشتركة للحد من الأثر السلبى للأزمة، حيث ستؤثر العقوبات على التمويل العالمى والطاقة والنقل واستمرار سلاسل التوريد، وتثبط الاقتصاد العالمى الذى دمره الوباء، وهذا ليس فى مصلحة أحد.
ولقد أشارت مجلة الصين اليوم فى عددها الصادر فى إبريل 2022 فى تقرير عن "الشركات الصينية واستثمارتها فى الخارج" إلى أن الحكومة المصرية بدأت عام 2015 فى تخطيط عاصمة جديدة على بعد 45 كيلومترًا شرق القاهرة تغطى مساحة 700 كيلومتر مربع، وفى يناير 2016 وبحضور الرئيس الصينى شى جين بينج والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى وقَّعت شركة CSCEC اتفاقية إطارية مع وزارة الإسكان المصرية لبناء العاصمة الإدارية الجديدة، وتم توقيع عقد إنشاء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة بين الجانبين، وفى 2020 تم افتتاح "ورشة لوبان للتدريب المهنى" فى ثلاثة تخصصات فى الهندسة المعمارية، ولقد وفر المشروع عشرات الآلاف من فرص العمل للسكان المحليين ووفر أيضًا فرصًا لتطوير صناعة البناء والتشييد فى مصر.
إننا نتمنى استمرار الحوار بيننا، والتعاون معًا من أجل دفع عجلة التنمية، وتعزيز الاستقرار والسلام فى منطقتنا العربية، كما نأمل فى استمرار تعزيز التعاون بين الصين والدول النامية لتحقيق تنمية مشتركة.