«ليالي الحلمية كانت بمثابة بلدوزر» اعترافات أسامة أنور عكاشة عن الدراما والمسرح والكتابة
الإسكندرية كانت الملاذ الأول للكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة، ارتبط بها في مقتبل العمر، إذ كان يهرب إليها حقيقة وخيالا. لم يكن يكتب إلا في الإسكندرية، حيث يدخل في حالة وجدانية مختلفة وكأنه يعيش في عالم آخر.
حققت أعمال السيناريست أسامة أنور عكاشة نجاحا ممتدا، من بداية عرضها إلى الوقت الحالي، وتركت أثرا ثابتا في وجدان الجمهور الذي ارتبط لـ "ليالي الحلمية"، "المصراوية" و "الراية البيضا" وغيرها من الأعمال الدرامية.
ليالي الحلمية "البلدوزر"
قصد أسامة أنور عكاشة عدم الإشارة إلى الفتنة الطائفية تحت وطأة إحساسه بالمسئولة تجاه المجتمع، لأنه كان يرى أن هذه القضايا الحساسة الخاصة مثل الفتنة الطائفية لا تكون المواجهة هي الأسلوب الأمثل، بل عدم الإشارة، خاصة وأن الفترة التي تناول فيها أحداث الفتنة الطائفية لم تكن بها أحداث ذات أهمية، إذا قام بعمل نقلة زمنية من عام 1980 إلى 1983، وأحداث الفتنة في الزاوية الحمراء وقعت عام 1981.
واعترف أسامة أنور عكاشة بأن الجزء الرابع من مسلسل "ليالي الحلمية" هو أصعب أجزاءها، قال في حواره لمجلة "صباح الخير" 1992: "ففي الأجزاء السابقة والتي تتناول العصر الملكي ثم عهد الثورة والحقبة الساداتية، كانت هناك أحداث سياسية مستفزة ومثيرة تخلق حولها الجدل، ومن ثم تخلق إثارة درامية في أحداث المسلسل".
وعبر أسامة أنور عكاشة عن متاعبه من المسلسلات ذات الأجزاء المتعددة، وأنه سيكون آخرها "ليالي الحلمية" بسبب المشاكل الإدارية وعدم التخطيط الجيد للأعمال ذات الأجزاء المتعددة، إذ تؤخذ الأمور من المسئولين في الإنتاج بشكل جزئي، وهو ما يحدث أزمات سواء في التلفزيون نفسه أو للقائمين على العمل.
ولفت أسامة أنور عكاشة إلى أن النجاح الجماهيري الذي يحققه "أنا وأنت وبابا في المشمش" التي تزامن عرضها مع مسلسل "ليالي الحلمية" كان بسبب المسئولين عن العمل إذ كان غرضهم منافسة "ليالي الحلمية" في الوقت الذي يلفت فيه الجمهور حولها، وبالتالي كان ذلك ظلما وقع على المسلسل.
ورفض إذاعة مسلسل "وما زال النيل يجري" في وقت عرض "ليالي الحلمية" بل أكد أنه سيضطر للجوء إلى المحاكم إذا وصل الأمر وأصروا على عرضه أمام "بلدوزر" اسمه "ليالي الحلمية".
دارت أحداث الجزء الرابع من "ليالي الحلمية" الجزء الرابع حول حال أهل الحلمية بعدما ولت فترة الستينات وأصبح الانفتاح أمرًا واقعًا، يعمل "علي" ممدوح عبد العليم في شركات والده "سليم البدري" ممدوح البدري، ويعتبر كل أفكاره السابقة عن الوطن والحب عائقًا في طريق نجاحه. في حين تنفصل "زُهرة" إلهام شاهين عن "عمر" محمود الحديني، بعدما اكتشفت كذبه عليها لكن يأتي ذلك بعد إنجابها طفلًا منه، وفي محاولة منها لتعويض على ما سببته له سابقًا؛ تضع "شيرين" صابرين في طريقه حتى يتزوجا.
وبعد النجاح الذي حققه في مسلسل "ليالي الحلمية" تقدم أسامة أنور عكاشة بمشروع مسلسل "المصراوية" فإذا برقابة التلفزيون تحيله إلى اللجنة العليا للقراءة التي رفضت المسلسل.
وعرضت مسلسل "المصراوية" عام 2007، إخراج إسماعيل عبد الحافظ، ودارت أحداث المسلسل يتناول حقب زمنية مختلفة مر بها المجتمع المصري استعرض "عكاشة" حياة العمدة "فتح الله" هشام سليم، وعلاقاته مع أبناء عمومته وطمعهم في كرسي العمودية ومعاناته مع زوجاته.
وعرض الجزء الثاني من المسلسل عام 2009. ولم تكن مسلسل "ليالي الحلمية" هي العمل الدرامي الأخير الذي كتبه أسامة أنور عكاشة.
المسرحية الأولى
كانت أولى الأعمال المسرحية تنفذ للسيناريست أسامة أنور عكاشة في مسرح الدولة هي "الناس اللي في الثالث" كتبها لمسرح الدولة عام 1993 بطلب من المسرح القومي وقت تولي محمود الحديني إدارته، وبقيت المسرحية في الرقابة سنوات حتى أفرج عنها مدير الرقابة مدكور ثابت.
وصف "عكاشة" تجربته في مسرح القطاع الخاص بالـ "الغلطة" لأنه دخل تحت وهم الموازنة بين الفكر والفرجة لكنه فشل، لأن المسرح الخاص له قوانينه التي لم يكن يعرفها وبالتالي لا يجيد التعامل معها.
كانت المسرحية الأولى "البحر بيضحك ليه"، ثم كتب لمسرح جلال الشرقاي "القانون وسيادته".
أنهى أسامة أنور عكاشة مسرحية "الناس اللي في الثالث" بعد الجزء الرابع من مسلسل "ليالي الحلمية"، ودخل للمسرح بحكم كتابه للقصة والرواية، قال في حواره لجريدة "الأهرام" 2001: "أنا أساسا قصاص ودخولي للمسرح لأنه حالة خاصة جدا، هو الدراما الحقيقية وله تفرده، فالمسرح هو المعمل الأساسي لكاتب الدراما".