ما هي الحرب التي تستعد لها إسرائيل في مناورة "مركبات النار"؟
بدأ الجيش الإسرائيلي قبل أيام، مناورة عسكرية موسعة عرفت باسم "مركبات النار"، تم وصفها بأنها أكبر تدريبات أجراها الجيش الإسرائيلي في تاريخه. المناورة الإسرائيلية ستستمر لمدة شهر، والتدريب فيها على حرب متعددة الجبهات، تكون الجبهة المركزية فيها مع حزب الله في لبنان، بالإضافة إلى جبهات أخرى ضد ميليشيات إيرانية تنشط في سوريا واليمن والعراق، وفي الوقت ذاته تتضمن عملية ضد "حماس" والتنظيمات في قطاع غزة، بالإضافة إلى أحداث أمنية داخلية على خلفية قومية في المدن المختلطة.
افتُتح التدريب انطلاقًا من وضع يشهد تصعيدًا في الساحة الفلسطينية، وحربًا تندلع مع حزب الله، بعد أن يقوم الجيش الإسرائيلي بضرب أهداف للتنظيم في لبنان، وبعد ذلك تتطور الحرب، ويتم فتح بها جبهات جديدة.
في العام الماضي، تم إلغاء هذا التدريب بسبب التوتر الأمني قبيل العملية العسكرية على غزة التي تسمى في إسرائيل باسم "حارس الأسوار"، لكن اتُّخذ القرار بالقيام به هذا العام، مع منح أولوية للتعامل مع "موجة العمليات"، والتحضيرات لمواجهة تصعيد إضافي في الساحة الفلسطينية.
محاكاة سياسية وفرق عسكرية
استغرق الجيش الإسرائيلي في التحضير لهذا التدريب قرابة عام ونصف، وتم إجراء الكثير من التعديلات عليه بسبب الدروس المستخلصة من المواجهة العسكرية مع حماس في مايو الماضي "حارس الأسوار".
التدريب يشمل أيضًا، محاكاة للإدارة السياسية للمعركة، حيث تشارك وزارات حكومية مختلفة في التدريب، وتحاكي العملية أمام مجلس وزاري مصغر يؤدي فيه اللواء في الاحتياط يعقوف عميدرور دور رئيس الحكومة، كما يؤدي الجنرال نيتسان ألون دور وزير الدفاع، ويقوم الجنرال غيورا آيلند بدور رئيس مجلس الأمن القومي.
يشارك في التدريب كل المستويات القيادية، والأذرع المختلفة للجيش، حيث يتم إجراء تدريبين، الأول للفرقة 162 في وادي عارة وأم الفحم، والثاني للفرقة 98 في قبرص، بهدف محاكاة البحث عن مراكز قيادة ومقاتلين في منطقة خارج الحدود.
في الأسبوع الثالث، سيحاكي التدريب اجتياحًا عسكريًا للبنان، إلى جانب القتال في غزة. وفي الأسبوع الرابع والأخير، سيحاكي التدريب قصفًا لمواقع داخل إيران، إلى جانب عمليات إضافية من مواقع أُخرى في الشرق الأوسط، من المتوقع أن يتم الهجوم على إسرائيل إما من خلال صواريخ، وإما عبر طائرات مسيّرة من الأراضي العراقية أو اليمنية.
بنك أهداف
بحسب التقارير التي تطرقت إلى تدريب "مركبات النار"، فإن الجيش الإسرائيلي قام بتغييرات كبيرة في كل ما يخص بنك الأهداف في الأعوام الماضية، وبصورة خاصة على الجبهة الشمالية ضد إيران.
فكما يبدو أن المعركة التي تحاكيها المناورة، تعتمد على هجوم أقوى وبوتيرة أسرع مما كان الحديث عن في الأعوام الماضية.
وفي الوقت ذاته، يبدو أن الجيش الإسرائيلي قد وسع بنك أهدافه، حيث يتطرق التدريب إلى خطط لضرب البنية التحتية اللبنانية، من ضمنها الكهرباء، والطاقة، والطرقات الرئيسية، وأهداف أُخرى، إذ ترى إسرائيل أن هناك علاقة بين هذه البنية التحتية وبين استغلالها من قبل حزب الله، ولشل حركة الحزب لا بد من ضرب هذه الأهداف.
بحسب المناورة، فإن بنك الأهداف الذي سيستهدفه الجيش الإسرائيلي يحتوي على عشرات الآلاف من الأهداف المنفردة، الموزعة بحسب مجموعات نوعية مختلفة، فيما تم توسيعها وتطويرها بسبب التغييرات البنيوية والتكنولوجية التي حدثت خلال الأعوام الأخيرة في أسلحة حزب الله.