ما حكم إخراج كفارة اليمين نقدًا بدلًا من الإطعام؟
ورد سؤال إلى مجمع البحوث الإسلامية يقول صاحبه: ما حكم إخراج كفارة اليمين نقدًا بدلًا من الإطعام؟، وذلك عبر الصفحة الرسمية لمجمع البحوث الإسلامية عبر «فيسبوك».
وأجاب المجمع بأنه أجاز فقهاء الحنفية وغيرهم دفع القيمة بدلا عن الإطعام في كفارة اليمين وغيرها، خلافا لجمهور الفقهاء الذين لم يجيزوا ذلك.
وأوضح أن الأولى في هذا الأمر أن ينظر إلى ما فيه مصلحة الفقير، وهذا يختلف من فقير لآخر، فبعض الفقراء الأصلح لهم الطعام، خاصة إذا عرف عنهم إنفاق المال في غير موضعه أو الإسراف فيه.
ولفت إلى أن بعض الفقراء ربما يحتاجون إلى المال لشراء الدواء أو غير ذلك مما هو أشد حاجة من الطعام، فينبغي النظر في هذا الأمر واعتباره.
وفي سؤال آخر ورد إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث يقول: سمعت الأذان من الإذاعة فأفطرت مباشرة؛ اعتمادا على أن الأذاعة تتحرى الدقة في مواعيد الأذان، ثم تبينت أن الأذان وقع قبل الموعد الصحيح بخمس دقائق، فهل صومي صحيح؟
وجاء الرد كما يلي:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد، فقد جرت العادة بمتابعة الإذاعة في مواقيت الصلاة عموما وفي أذان المغرب والفجر خصوصا؛ لما اعتاده الناس من تحرِّي الإذاعة للدقة في متابعة مواقيت الصلاة، فصارت الإذاعة بمثابة الإمام الذي يتابعه الناس في تحديد مواقيت الصلاة، وعن أبى هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين»، وقال ابن الرفعة: "ووصف المؤذن بالأمانة للاعتماد عليه في المواقيت"، فالناس مطالبون شرعا بمتابعة المؤذن، وحيث أخطأت الإذاعة في هذا العام فأذيع أذان المغرب من يوم عرفة قبل موعده بخمس دقائق تقريبا فتبين لجنة الفتوى بالأزهر حكم الصوم في هذا اليوم؛ اتفق الفقهاء على أن صوم يوم عرفة سنة، وثبت في الحديث أن صيامه يُكفِّر سنتين.
واختلف الفقهاء في صحة صوم من أفطر قبل موعد غروب الشمس لعذر- والعذر هنا تقليد الإذاعة- فذهب داود الظاهري والحسن وعطاء إلى صحة الصوم، وهو ما نختاره للأدلة التالية:
قال تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 5].
وعن أبي ذر الغفاري، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه».
وعن عمر بن الخطاب أنه أفطر يوما في رمضان في يوم ذي غيم ورأى أنه قد أمسى وقد غربت الشمس، ثم جاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين قد طلعت الشمس، فقال عمر: الخطب يسير وقد اجتهدنا.
وبناء على ما سبق، فإن صوم عرفة صحيح بإذن الله تعالى؛ لأن الناس قد قلدوا الإذاعة والمعهود عنها التحري والدقة في مراعاة المواقيت، ويعد هذا الخطأ نادرا، والنادر في حكم المعدوم.