أقل خطورة من كورونا.. إجراءات دولية مكثفة لمواجهة جدري القرود
مرةٌ أخرى يستقبل العالم فيروسًا جديدًا أثار الذعر لدى سكان الكوكب الأزرق، ولكن هذه المرة من غرب إفريقيا، وهو جدري القرود الذي أكد العلماء بأنه أقل خطورة من فيروس كورونا، إلا أن سرعة انتشاره أثارت حيرة العلماء خاصة أنه وصل لأشخاصٍ لم يختلطوا بمصابين.
ولمنع تحوله إلى وباء، اتخذت العديد من الدول إجراءات وقائية لمنع انتشار الفيروس وانتقاله من شخص لآخر.
لا ينتشر جدري القرود بسهولة، ومعظم المصابين بالعدوى تظهر عليهم أعراض خفيفة فقط، بما في ذلك الحمى والطفح الجلدي والبثور، والتي يمكن أن تزول دون علاج، لكن الفيروس يمكن أن يسبب أمراضًا أكثر خطورة لدى أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة والنساء الحوامل والأطفال الصغار.
المملكة المتحدة
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فمن المقرر أن يعلن مسئولو الصحة العامة عن المزيد من حالات الإصابة بمرض جدري القردة في المملكة المتحدة اليوم الاثنين، مع تكثيف الجهود لاحتواء أول تفشي للفيروس متعدد الجنسيات أدى إلى ظهور حالات في 14 دولة على الأقل.
وتابعت أن التفشي غير المعتاد للمرض النادر أثار موجة من تتبع الاتصال والاختبار ، حيث عرض أقرب المخالطين للحالات المؤكدة - مثل الشركاء والأشخاص في نفس المنزل - لقاحًا وطُلب منهم العزل في المنزل لمدة تصل إلى 21 يومًا.
وأضافت أنه بموجب إرشادات وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA)، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من مخاطر عالية بتجنب الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة والنساء الحوامل والأطفال دون سن 12 عامًا، لأنهم أكثر عرضة للإصابة بعدوى خطيرة، حيث ذكرت التقارير أن إحدى الحالات في المملكة المتحدة لطفل في العناية المركزة في لندن مصاب بالمرض، وقالت هيئة الخدمات الطبية البريطانية NHS و UKHSA أنهما لن تناقشا الحالات الفردية.
وأشارت إلى أنه في حين تم إدخال بعض مرضى جدري القرود إلى المستشفى، طُلب من العديد من الحالات المؤكدة التي لا تحتاج إلى رعاية متخصصة عزلها في المنزل حتى تثق فرق الحماية الصحية المحلية من أنها لم تعد معدية.
الولايات المتحدة
سجَّل المسئولون الأمريكيون حالة إصابة مؤكدة بفيروس جدري القردة لدى أحد سكان ماساتشوستس الذي سافر مؤخرًا إلى كندا، حيث يحقق مسؤولو الصحة في 17 حالة في منطقة مونتريال.
وبحسب وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، فإن هذه هي أول حالة إصابة بفيروس جدري القرود يتم اكتشافها هذا العام في الولايات المتحدة، ففي عام 2021، أبلغت كل من ماريلاند وتكساس عن حالات فردية لدى سكان سافروا مؤخرًا إلى نيجيريا، حيث يتوطن الفيروس.
وقال إنجر دامون، خبير في فيروس الجدري في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية (CDC) في بيان صحفي: "نحن نطلب من الجمهور الاتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص بهم إذا كان لديهم طفح جلدي جديد وهم قلقون بشأن جدري القرود".
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ، ينتشر جدري القرود من خلال ملامسة سوائل الجسم ، أو تقرحات جدري القرود ، أو العناصر المشتركة (مثل الملابس والفراش) التي تلوثت بسوائل أو قروح شخص مصاب بجدرى القرود.
حذرت إدارة الصحة العامة في ماساتشوستس الأطباء من أنه يمكن الخلط بين العرض المبكر لمرض الزهري أو الهربس أو فيروس الحماق النطاقي الذي يسبب جدري الماء.
وأكدت الوكالة، أنه من غير المعروف أن جدري القرود من الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، بدلًا من ذلك، يرتبط فيروس الأورثوبوكس بالجدري وينتشر من خلال الاتصال الوثيق بالمواد المعدية، على الرغم من أن معظم الحالات التي تم اكتشافها خارج إفريقيا كانت خفيفة، إلا أن المرض يمكن أن يكون شديدًا ومميتًا، ويمكن أن ينتج عنه ندوب على الجلد بينما يشفى الطفح الجلدي.
وتابعت أنه تم استخدام لقاح الجدري للوقاية من عدوى جدري القرود لدى المعرضين أو المعرضين لخطر كبير، بمعدل نجاح يصل إلى حوالي 85٪.
بلجيكا
أكدت مجلة "بلوتيكو" الأمريكية، أن بلجيكا أول دولة تطبق الحجر الصحي الإجباري لمدة 21 يومًا لمرضى جدري القرود بعد الإبلاغ عن أربع حالات للمرض في الأسبوع الماضي.
وتابعت أن السلطات الصحية البلجيكية اتخذت القرار يوم الجمعة الماضي، بحسب وسائل إعلام بلجيكية، ولا يُطلب من حالات الاتصال بفيروس جدري القرود العزل الذاتي ولكن يجب أن تظل يقظًا خاصةً إذا كانت على اتصال بأشخاص معرضين للخطر.
وأضافت أن جدري القرود هو مرض من نفس عائلة الجدري وتشمل الأعراض طفح جلدي وعر مميز وحمى وتقرحات في العضلات وصداع.
ويعتبر جدري القرود أقل فتكًا من الجدري، حيث يقل معدل الوفيات عن 4 في المائة، لكن الخبراء قلقون بشأن الانتشار غير المعتاد للمرض خارج إفريقيا حيث ينتشر عادة.