إنتاجية أعلى وتوفير للمياه.. الصوب الزراعية توفر الغذاء الآمن وفرص العمل المنشودة

بعزيمة وإرادة غير مسبوقة نفذت القيادة السياسية العديد من المشروعات الزراعية التي تسهم بدورها في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية المصرية وبل وزيادة حصيلة الصادرات الزراعية المصرية، ومن بين هذه المشروعات جاء مشروع الصوب الزراعية الذي ساهم بشكل كبير في توافر الخضر والفاكهة طول العام ومحاربة غلاء الأسعار.

ومن خلال مشروعات الصوب الزراعية تفتح الدولة آلاف  فرص العمل وبالفعل تستعد القيادة السياسية لزراعة 15 ألف فدان بالصوب، ضمن الـ300 ألف فدان الجاري تنفيذها بمشروع "مستقبل مصر" للإنتاج الزراعي.

وفي تصريح للرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افتتاح مشروع مستقبل مصر، أشار إلى أن إنتاج الـ15 ألف فدان من الصوب ليس مثل إنتاج الفدان العادي بل أعلى إنتاجية، ويوفر أكثر من نصف المياه المستخدمة في الزراعة العادية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل.

بداية المشروع

وفي ٢٠١٤ أطلق الرئيس السيسي المشروع القومي لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية كأحد أهم مشروعات الدولة الاستراتيجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية؛ ويهدف المشروع لإنتاج المحاصيل عالية الجودة والتي تسهم بدورها في رفع مستوى الصادرات الزراعية وتأمين الغذاء الصحي والآمن للمصريين، وتحقيق مردود اقتصادي عال، عبر زيادة الإنتاج  من خلال الاستخدام الأمثل لوحدات المساحة المتوفرة.

وبدأ المشروع على مساحة 100 ألف فدان، في 7 مناطق مختلفة، بناء على توزيع المشروع القومي لاستصلاح الأراضي، وهي مناطق، غرب المنيا، وغرب غرب المنيا، والمغرة، وسيناء، والمراشدة 1، والمراشدة 2، وحلايب وشلاتين.

الصوب الزراعية تساهم في توفير المياه وتحقيق الأمن الغذائي

قال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن مشروعات الصوب الزراعية غاية في الأهمية لدورها في توفير المياه فمع وجود أزمة في المياه يصبح الحل تحقيق  إنتاج زراعي بأقل ما يمكن من المياه والصوب الزراعية تحقق هذه المعادلة.

وأوضح صيام، في تصريح لـ"الدستور"، أن الصوب الزراعية تحمي النباتات من الظروف الخارجية سواء سقيع رياح درجة حرارة رطوبة وكل هذا يمكن التحكم فيه داخل الصوب إلكترونيا لأنها ذات تكنولوجية مرتفعة، والصوبة تعطي إنتاجية أعلى ٥ أو ٦ مرات أعلى من الإنتاج المفتوح، فالصوبة المزروعة على فدان تعطي إنتاجية لـ٤ أفدنة من الأرض وكذلك توفير المياه بنسبة ٥٠%؛ لأنه من خلال الصوب الزراعية يتم التحكم في المياه للنبات وسقيه بالقطارة إلكترونيا وأجهزة الاستشعار عن بعد وهي زراعة ذكية.

وتابع أن الدولة تشجع إقامة مشروعات الصوب الزراعية ولا نكتفي بالصوب الزراعية التابعة للقوات المسلحة، وهو ما جاء في تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسي بتشجيع الشركات لهذا المشروع، مشيرًا أن الصوبة تتكلف ما يقرب من مليون أو مليون ونص جنيه على الفدان ورغم تكلفتها المرتفعة الا أنه يتم الاستعاضة عن الارض برأس المال ولكن تحقق الربحية المرتفعة وتغطي تكاليفها وربحيتها أعلى من الزراعة العادية تصل إلى ٣٠%.

الصوب الزراعية بقاعدة محمد نجيب

ومن أبرز مشروعات الصوب الزراعية مشروع محمد نجيب للزراعات المحمية، حيُث يقام المشروع على مساحة ١٠ آلاف فدان، ويضم ١٣٠٠ صوبة زراعية، ويعادل الإنتاج نحو مليون فدان من الزراعات التقليدية، ويعتبر المشروع الأكبر في الشرق الاوسط لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتعظيم الاستفادة من الأراضي الزراعية مع ترشيد استخدام مياه الري بنسبة تتراوح ما بين ١٥٪ إلى ٢٠٪.

واستهدفت المرحلة الأولى من مشروع الصوب الزراعية إنشاء ٥ آلاف صوبة زراعية على مساحة ٢٠ ألف فدان بمناطق الحمام (قاعدة محمد نجيب) والذي يقع  على مساحة ٤٩٠٠ فدان وهي تمثل ٢٤,٥٪ من إجمالي مساحة المرحلة الأولى، وأبو سلطان، والعاشر من رمضان، وقرية الأمل بسيناء شرق الإسماعيلية، وتوفر نحو ٤٠ ألف و٥٠٠ فرصة عمل للشباب.

وتضم قاعدة محمد نجيب العسكرية ١٣٠٢ بيت زراعي بأحدث التقنيات العالمية وتتراوح مساحة البيت الواحد بين ٣ إلى ١٢ فدانًا على مساحة ٥٠٠ فدان، فضًلا عن مصنع للتعبئة والتغليف للمنتجات التي يتم إنتاجها ومجمع لإنتاج البذور.