منظمة سياسية أوروبية.. لغايات مجتمع جيوسياسية أمني
بعد تجربة مريرة، عايشتها أوروبا وحلف الناتو والحلفاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، باتت سيناريوهات الحرب الروسية الأوكرانية، أكثر غموضا.
عن هذا المد الأمني والعسكري، وتداعيات في الاقتصاد وحركة العالم، بدأت الغرف السرية الاوروبية تدرس مع الحلفاء، كيفية تأسيس "منظمة سياسية أوروبية".. لغايات تحقيقد مجتمع جيوسياسية أمني.
هذا الطرح، في النظرات التحليلي الأولى، جاء من رئيس المجلس الأوروبي البلجيكي "شارل ميشال"، صاحب فكرة وضع عملية انضمام "تدريجي" إلى الاتحاد الأوروبي وطالب بإنشاء "مجتمع جيوسياسي أوروبي"،وهي قراءات سياسية أمنية يؤمن بأهميتها معظم السياسة في أوروبا القارة التي وصفت خلال العقد الماضي بالقاهرة العجوز.
*جدول أعمال المجلس الأوروبي
"شارل ميشال"، كشف رؤيته بعمق أمام المجلس الاقتصادي والاجتماعي للاتحاد الأوروبي في بروكسل وقال:"بدأت استشارة زعماء الدول الـ27 حول هذا الموضوع و سأضعه على جدول أعمال المجلس الأوروبي الذي سيعقد في حزيران/يونيو"،وهو الجدول الذي تضخم نتيجة تداعيات تقديم السويد وفنلندا لعضوية حلف الناتو.
في هذا السياق، قد يدرس الحلف افكار ميشال، بحيوية هدفها حمل ملف المتابعات المستقبلية للحلف، أو كما أكد ميشال :" أدعو إلى إنشاء مجموعة جيوسياسية أوروبية، الهدف منها هو تحقيق التقارب وتعميق التعاون العملياتي لمواجهة التحديات المشتركة والسلام والاستقرار والأمن في قارتنا".
.. وان:"هذا المشروع سيكون مفيدا خصوصا للبلدان التي تطمح إلى الانضمام إلينا" لكنه حذّر من أنه "ليس هناك ما يضمن بأن تكون الدول التي ستشارك فيه أعضاء في الاتحاد الأوروبي". حسب قوله.
المنظمة التي قد تولد، تدرس إجابات على أسئلة منها:
ما هي مطالب تركيا لعدم عرقلة انضمام فنلندا والسويد لحلف شمال الأطلسي؟
وايضا، مخاوف سؤال روسيا العسكري الاقتصادي، اذا فهم ان :فنلندا جارة روسيا.. تقدم رسميا طلب الانضمام إلى حلف الناتو.. والسويد اللاحقة.
هذا عدا عن مطالب رئيسة المفوضية الأوروبية، التي تعد بتسريع مسعى أوكرانيا للانضمام للاتحاد الأوروبي.
*بين شارل ميشال.. وإيمانويل ماكرون.
عمليا:يتبنى شارل ميشال تحت مسمى جديد اقتراح "المنظمة السياسية الأوروبية" الذي أثاره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مطلع أيار/مايو أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ.
وكان ماكرون قد عرض مشروعه هذا في التاسع من أيار/مايو في خضم إطلاق مسار انضمام أوكرانيا التي تتعرض لغزو روسيا، إلى الاتحاد الأوروبي.
وكان قد أشار إلى أن انضمام أوكرانيا المحتمل إلى الاتحاد الأوروبي قد يستغرق "عقودا" واقترح في الأثناء إنشاء "منظمة سياسية أوروبية" تتاح عضويتها لدول من خارج التكتل قد تكون من بينها مولدوفا وبريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوروبي في العام 2020.
واطلق هذه الفكرة للمرة الأولى عام 1989 الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران مع إنشاء "اتحاد أوروبي متقدم"، وربما يتم عقد مؤتمر في الصيف. سيجمع قادة الاتحاد الأوروبي وقادة الدول الشريكة المعنية، من أجل مناقشة الخيارات الملموسة لهذا المشروع المشترك الجديد".
هناك محددات أمنية اقتصادية، تجعل إطلاق نقاش حول مشروع "المنظمة السياسية الأوروبية" خلال قمة أوروبية مقرّرة في نهاية حزيران/يونيو، حالة استثنائية محرجة في ظل الحرب، لكن بعضا من القادة وجّهوا انتقادات لطرحه، على غرار الرئيس الليتواني غيتاناس نوسيدا الذي اعتبر أن الأمر يعكس عدم وجود رغبة في ضم أوكرانيا سريعا إلى الاتحاد الأوروبي.
.. واقعيا:يتزايد عدد الدول المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. فقد تقدمت أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا بطلبات للحصول على وضع مرشح وهي تطمح إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي مثل تركيا وست دول غرب البلقان صربيا وكوسوفو وألبانيا و جمهورية شمال مقدونيا ومونتينيغرو والبوسنة.
يأتي ذلك ضمن حساسية الأبعاد الجيوسياسية الأمنية والاستراتيجية، التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية، الأمر الذي واجه تحديًا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا ، والذي يقول الخبراء إنه يضمن فعليًا أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى تخصيص المزيد من الموارد على المدى القصير والمتوسط لتعزيز الأمن الأوروبي بالإضافة إلى تعزيز حلفائها الآسيويين أثناء مواجهة الصين.
*الروحات الاوروبية ورؤية بايدن
نجحت الولايات المتحدة، في جعل روسيا وبوتين في مرمى الكراهية، وتباين الرؤى حول دلالات الحرب، بينما تابعت روسيا أظهار نية عدوانية، بدون شك ستتطلب اليقظة في أوروبا الشرقية وستتطلب المزيد من القوات الأمريكية على الجناح الشرقي للناتو ، والمزيد من السفن ، والمزيد من الطائرات ، والمزيد من القدرات".
إلى الآن، البيت الأبيض، أوضح أن لديه القدرة على تكريس الموارد والاهتمام لكل من المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا ، ويرى المسؤولون أن بايدن يدخل الأيام العديدة القادمة من الاجتماعات في جولته الاسيوية، على أساس قوي ، بعد أن توحد الحلفاء وراء نهج مشترك لمعالجة العدوان الروسي.
.. ما زلنا في الإقليم والمنطقة والشرق الأوسط، نقف على حد تحولات وتداعيات الحرب، وربما استشراء نتائجها المدمرة