هل تراجعت مبيعات الكتب في 2022؟.. ناشرون يجيبون
خلال مؤتمر الموزعين الدولي، وهو المؤتمر الأول من نوعه في العالم، وتنظمه هيئة الشارقة للكتاب في مقرها بالشارقة، على هامش فعاليات الدورة الـ13 من "مهرجان الشارقة القرائى للطفل"؛ وجهت الشيخة بدور القاسمى، رئيسة الاتحاد الدولى للناشرين، رسالةً إلى موزعى الكتب وأصحاب المكتبات فى العالم أجمع، قالت فيها: "أنتم لستم وحدكم فيما تقدمونه من جهود كبيرة لتعزيز ثقافة القراءة، وبناء وعى المجتمعات والأفراد تجاه أهمية القراءة، فالناشرون يقفون إلى جانبكم، ويقدمون لكم كامل الدعم لاستكمال مسيرتكم للوصول إلى نتائج أكبر، مؤكدة أن الناشرين ملتزمون بدعم موزعي الكتب.
طرح "الدستور" هذا الأمر على عدد من الناشرين لمعرفة رأيهم، وكيف يمكن تطبيق هذا الأمر في مصر، والحديث عن مبيعات الكتب خلال عام 2022 وهل تراجعت أم لا؟
محمود عبد النبي، مدير منشورات أبييدي للنشر والتوزيع، قال إن صناعة النشر بالكامل تحتاج المزيد من الدعم ككل، فالموزع شريك أساسي في صناعة النشر وهو قد يكون من ضمن الحلقات الأساسية لتكملة مسيرة النشر، فبدون الموزع لن يقرء الكتاب في كثير من البلدان وبدون الموزع لن يصل الكتاب للقراء فالمنتج الأدبي والثقافي قد ينعدم ولن نراه بدون الموزع، مشيرًا إلى أن الدعم الواجب للموزع من قِبل الناشر هو الصبر والانتظار، فالناشر يرسل الكتب للموزع وينتظر الأموال والضغط علي الموزع قد يؤدي إلى فقدان التوزيع في مناطق عدة.
وأوضح أنه من الملاحظ أن جائحة كورونا والحرب الروسية قد أثرت بالسلب في حجم التوزيع الداخلي والعالمي للكتاب، فضلا عن ارتفاع مصاريف الشحن الخاصة بتلك السلع التي أوقفت كثير من عمليات الشراء وليكن مثلًا كتاب قد يكون سعر بيعه خمسة دولارات وقيمة فاتورة شحنه لاحدى الدول القريبة سبع دولارات، هل ستتم عملية الشراء ..بالطبع لا.
واستطرد مدير منشورات إبييدي: لذلك أرى إن أهم الحلول لمعالجة مشاكل التوزيع هي عمل بروتوكولات من قِبل اتحاد الناشرين الدولي مع شركات الشحن العملاقة بجعل قيمة شحن الكتب بأرقام زهيدة لجعل الثقافة تنتشر بين الأمم وأن يكون الكتاب في متناول جميع البشر ومبيعات الكتب خلال عام 2022 خير دليل على وضعية بيع الكتب الهزيلة، حيث لن يتعافى الناشرون والموزعون من آثار جائحة كورونا حتى أتت الحرب الأوكرانية، مضيفا: كلنا على يقين أن الأوضاع لن تستقيم إلا بتكاتف الموزعين والناشرين جنبا لجنب حتى نمر من تلك الأزمات المتلاحقة.
وقالت الدكتورة فاطمة البودى، مدير دار العين للنشر، إن الناشرين يدعمون منافذ الكتب والمكتبات من خلال انتظار أموالهم بالشهور، مشيرة إلى أن هناك تراجعا كبيرا في مبيعات الكتب خلال عام 2022، وكانت الأزمة الاقتصادية العالمية آخر أسباب تراجع المبيعات، في كافة السلع، وليست الكتب فقط.
وأوضحت البودي أن دور النشر لن تتعافى حتى اليوم من آثار جائحة كورونا، حتى جاء شهر رمضان وعيد الفطر والامتحانات الدراسية، وكذلك الأزمة الاقتصادية، مؤكدة أن وضع صناعة النشر شديد الوطأة.
أما الناشر شريف بكر، مدير دار العربي للنشر والتوزيع، أشار إلى أن الناشرين في مصر ليس لهم علاقة بموزعي الكتب، فهي علاقات فريدة، ولا يوجد تقنين لذلك رغم طرح مشروع لاتحاد الناشرين من خلال إضافة شعبة لموزعين الكتب، لتكون نقطة التقاء مع الناشرين، إلا أنه لم يتم تفعيله حتى الآن.
وعن مبيعات الكتب خلال عام 2022 أوضح أن الوضع كان جيدا حتى معرض القاهرة الدولي للكتاب، ولكن بعد انتهاء فعالياته توجد حالة من الكساد من ناحية شراء الكتب وعدم الحماس، وكذلك الوضع الحالي نتيجة ارتفاع سعر الدولار وتعويم الجنيه، فهناك نوع من القلق وعدم الاستقرار يشعر به الجميع وكذلك الناشرين، وهذا أمر طبيعي.
ومن جهتها؛ عبرت الناشرة نورا رشاد، المدير التنفيذي للدار المصرية اللبنانية، عن استيائها الشديد من وضع صناعة الكتب والنشر الذي يمر به العالم بأجمعه، مشيرة إلى أنه كان هناك حالة من التفاؤل مع بداية العام الحالي، إلا أن الأمر ازداد صعوبة وتحديدا بعد انتهاء فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، فالبعض ينظر إلى الكتاب على أنه سلعة ترفيهية.
وترى نورا رشاد أن أصحاب المكتبات ومنافذ توزيع الكتب يحملون على عاتقهم أمورا صعبة كثيرة، من ناحية المصاريف والتسويق للإصدارات المتوفرة لديهم، وهو ما ليس سهلا، مشيرة إلى أنه رغم امتلاك المصرية اللبنانية لمنفذ بيع بجانب الدار، إلا أنها ترى أنه من الأفضل والأنجح أن يركز الناشرون على اختيار عناوينهم، ويتركون مهمة التوزيع للمكتبات بعيدا عنهم.