«العقاد محدود القيمة».. ماذا قال عبد الرحمن بدوي في شهادته عن الكبار؟
أجرى الشاعر الكبير فاروق جويدة حوارًا مع الدكتور عبد الرحمن بدوي أعرب فيه عن آرائه ضد كبار المثقفين والأدباء.
وكشف الدكتور عبد الرحمن بدوي في حواره لـ "الأهرام" 2000، أنه لم يهاجم د.طه حسين، فهو الكاتب الوحيد الذي يحمل له قدرًا خاصًا ويعرف قدره تماما، وهو عكس رأيه تمامًا في الأديب عباس العقاد الذي وصفه "بدوي" بأنه كاتب محدود القيمة، لم يكمل دراسته.
وسرد موقفه تجاه الرئيس الراجل جمال عبد الناصر بأنّه أيد الثورة في سنواتها الأولى، لكنه تخلى عن موقفه معها بعدما قال: "ليس بيني وبين عبد الناصر الإنسان أي شيء على الإطلاق، حفيده تزوج ابنة أخي".
وحكى عن حياته في باريس في أنه لم يشعر بالغربة إذ يراها مدينة جميلة متناسقة، فالغربة بالنسبة إليه أن يعيش صاحب الفكر غريبا في وطنه.
وعاش الدكتور عبد الرحمن بدوي في باريس في حجرة في فندق "لو يتسيا": "أنا سعيد في حياتي، لماذا أندم وأنا عشت أعمق تجاربي في العلم والمعرفة، وقدمت أفضل دراساتي وأبحاثي وكتبي وعشت في مناخ ثقافي وإنساني احترم وجودي، لقد تزوجت المعرفة، فلو أنني تزوجت ما كتبت كل هذه الكتب"، لافتًا إلى أنه يرى أن الشاعر أحمد شوقي هو قمة الشعر في القرن العشرين.
والدهُ بدوي بدوي محمود الشرباصي، عمدة قرية شرباص، تعرض لمحاولة اغتيال قبل ولادة عبد الرحمن بأربعة سنين، وهو من أثرياء منطقته، ولأجل ذلك كان بدوي يصرح بعدائه ومعارضته المطلقة لمشاريع التأميم ونظام جمال عبد الناصر
ولد عبد الرحمن بقرية شرباص بدمياط، وكان تسلسله الخامس عشر من بين 21 شقيقا وشقيقة وأنهى شهادته الابتدائية في 1929 من مدرسة فارسكور ثم شهادته في الكفاءة عام 1932 من المدرسة السعيدية في الجيزة.
وفي 1934 أنهى دراسة البكالوريا، حيث حصل على الترتيب الثاني على مستوى مصر، من مدرسة السعيدية، التحق بعدها بجامعة القاهرة، كلية الآداب، قسم الفلسفة، سنة 1934 وابتعث سنة 1937 لمدة 4 أشهر إلى ألمانيا وإيطاليا أثناء دراسته لإتقان اللغتين الألمانية والإيطالية وذلك بناءً على تعليمات من طه حسين، وعاد عام 1937 إلى القاهرة، ليحصل في مايو 1938 على الليسانس الممتازة من قسم الفلسفة.
توفي بدوي في مستشفى معهد ناصر في القاهرة صباح الخميس 25 يوليو 2002 عن عمر يقارب 85 سنة، حيث كان قد عاد من فرنسا إلى مصر قبل وفاته بأربعة أشهر بسبب إصابته بوعكة صحية حادة، إذ سقط مغشيًا عليه في أحد شوارع باريس واتصل طبيب فرنسي بالقنصلية المصرية بأن أمامه شخصًا مريضًا يقول إنه فيلسوف مصري يطلب مساعدتهم.