«الأهرام»: الزراعة قادرة على أن تكون «كلمة السر»
أكدت صحيفة "الأهرام"، أن الزراعة كما كانت أساس حضارة مصر وأمجادها عبر التاريخ، فإنها قادرة أيضا على أن تكون "كلمة السر" وراء نهضتها الحديثة، وصلابتها في مواجهة الأزمات.
وشددت الصحيفة، في افتتاحية عددها الصادر اليوم الأربعاء تحت عنوان "الزراعة.. كلمة السر"، على أن الدولة المصرية تولي اهتماما كبيرا للملف الزراعي، بل وتمنحه أولوية قصوى في أجندتها.
وأفادت بأن المواطن العادي يلمس بسهولة هذا الاهتمام، سواء منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى المسئولية، أو حتى من خلال التوجيهات والتكليفات والخطط التي تعمل عليها الدولة في تلك الظروف الاستثنائية الراهنة التي نعيشها حاليا، ويمر بها العالم، بسبب الحرب في أوكرانيا، ومن قبلها تداعيات جائحة كورونا.
ونبهت "الأهرام" إلى أن الاهتمام بالملف الزراعي يحقق 3 أهداف رئيسية شديدة الأهمية بالنسبة لاقتصاد مصر وشعبها: الأول، هو زيادة الإنتاج الزراعي كما وكيفا، وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين في فترة صعبة للغاية تواجه فيها دول كبرى مشكلات حقيقية وهائلة في توفير سلع أساسية لمواطنيها.
وأشارت إلى أن الهدف الثاني يتمثل في تقليل فاتورة استيراد السلع الزراعية من الخارج، قدر الإمكان، مثلما حدث في ملف القمح، أما الهدف الثالث فهو زيادة صادرات مصر من المواد الغذائية، وهو ما يساعد على توفير مصدر مهم للنقد الأجنبي، بجانب المصادر الرئيسية الأخرى، مثل عائدات قناة السويس، وإيرادات السياحة، وتحويلات المصريين في الخارج.
ونوهت الصحيفة إلى أنه في هذا الإطار جاءت توجيهات الرئيس خلال اجتماعه أول أمس مع كل من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، بضرورة تكامل جهود وخطط قطاعات الدولة في مجال الإنتاج الزراعي، بهدف تحقيق أقصى كفاءة إنتاجية واقتصادية ممكنة لموارد الدولة المتاحة في هذا القطاع، من أجل تعزيز الأمن الغذائي من المحاصيل الاستراتيجية، ودعم القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية المصرية محليا ودوليا، وربط الإنتاج الزراعي بالصناعات ذات الصلة، وتوفير المزيد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في العديد من التخصصات.
ولفتت إلى أنه إذا كان الرئيس قد أعرب في السابق عن أمله في أن تصل قيمة الصادرات المصرية إلى مائة مليار دولار، فإن صادرات مصر من المنتجات الغذائية، قادرة على الإسهام بدور كبير في زيادة حصيلة الصادرات حاليا، سواء الحصيلة الإجمالية، أو حجم الصادرات غير البترولية.
وأكدت "الأهرام" أنه يحق لكل مواطن مصري أن يفخر بأن بلاده، التي لم تشهد أي أزمات تذكر في توافر أي سلعة غذائية رغم الأوضاع الحالية، تصدر الآن نحو 350 منتجا زراعيا متنوعا إلى أكثر من 150 دولة حول العالم، في مقدمتها الدول العربية والأوروبية، وتحظى المنتجات المصرية بسمعة طيبة لدى المستهلك الخارجي.
وأفادت بأنه رغم ظروف جائحة كورونا، فقد نجحت الصادرات المصرية الزراعية في تحقيق طفرة غير مسبوقة خلال عام 2021، فبلغت 5٫6 مليون طن تقريبا، بقيمة 3 مليارات دولار، والتوقعات تشير إلى أن هذه الأرقام ستشهد طفرات كبيرة في عام 2022، خاصة بعد الإجراءات المتتالية التي اتخذتها الدولة لزيادة المساحات المنزرعة، وتعزيز إنتاجية المحاصيل الزراعية بالوسائل التكنولوجية الحديثة، فضلا عن برامج تحسين حياة المزارعين وتشجيعهم على تحقيق مزيد من الإنتاج.