المصريون بالخارج كلمة السر.. كيف نجحت مصر في زيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي؟
مع استمرار الأزمة الاقتصادية التي ضربت دول العالم أجمع ومنها مصر، نجحت الدولة فى الصمود بفضل القيادة الحكيمة وعزيمة أبنائها وبالأخص العاملين بالخارج الذين اعلنوا دعمهم لبلدهم فى مواجهة التداعيات.
ففي بيان للبنك المركزي المصرى أوضح أن تحويلات العاملين بالخارج ارتفعت 12.8 بالمئة في مارس، لتسجل نحو 3.3 مليارات دولار مقابل نحو 2.9 مليارا قبل عام، وارتفع إجمالي التحويلات في الشهور التسعة الأولى من السنة المالية 2021-2022 بنسبة 1.1 بالمئة على أساس سنوي لـ 23.6 مليار دولار.
وقال الدكتور عيسى اسكندر، رئيس اتحاد العمال المصريين في إيطاليا، إن المصريين في الخارج لهم دورا كبيرا في دعم الاحتياطي النقدي من خلال تحويلات يقومون بها، خاصة وأن عددهم أكثر من ١٠ ملايين في كل دول العالم أي ما يقرب من ١٠% من تعداد سكان مصر، يحولون مدخراتهم في هذه الدول بمختلف عملاتها سواء دولار، استرليني أو أي عملات أجنبية.
وأكد “اسكندر”، في تصريحات للدستور، أن هذه العملات بمختلف أنواعها في غاية الأهمية خاصة في المرحلة الحالية التي يمر بها العالم بسبب الحرب بين أوكرانيا وروسيا التي سببت مشكلة في التداول النقدي ومنها إجبار حكومة موسكو على شراء الغاز بالروبل.
وتابع: مصر استطاعت من خلال المشروعات العملاقة التي نفذتها بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي تخطى تلك الصعوبات التي واجهتها خاصة بعد أن قلت قيمة الجنيه أمام الدولار، ولولا هذه المشروعات والتوجيهات لأصبح الوضع الاقتصادى صعبا.
وأضاف رئيس اتحاد المصريين في إيطاليا أن أبناءنا في الخارج جزء لا يتجزأ من الوطن واستقراره على رأس اولوياتهم، فالمصريون في الخارج هم قوة اقتصادية فى غاية الاهمية لبلدنا غير التمثيل الدبلوماسي.
وأكد أن المستوى الذي وصل إليه الاحتياطي النقدى الأجنبي في مصر جيد جدًا رغم الظروف التي يمر بها العالم ولم نتأثر مثلما تأثرت دول كبرى ودول شقيقة، بل استطعنا الصمود بفضل القيادة الحكيمة، لأنها تعلم جيدًا كيف تدير الأزمة باقتدار وليست هذه المرة الأولى لعبورهذه المحن.
واستكمل أن أزمة فيروس كورونا التي فاجئت العالم وتوقف بعدها عن النمو أكثر من ٢٤ شهرا ، فقد شهدت إيطاليا افلاس عدة شركات في حين أن مصر استمر البناء والتشييد بها وحركة الازدهار لم تتوقف لحظة لتستمر النهضة التي فقدتها دول أوروبية، بل استطاعت مصر أن تستمر في تحقيق انجازاتها، بفضل دعم المصريين في الخارج لبلدهم لترتقي إلى المستوى الذي تطمح له.
تحويلات المصريين مورد رئيسي للاحتياطي الأجنبي
وقال الدكتور الشافعي، الخبير الاقتصادي، إن دور المصريين في الخارج في زيادة التحويلات المالية أحد موارد الدولة من النقد الأجنبي، خاصة وأن مصادره الرئيسية تبدأ بالتصدير وتحويلات العاملين بالخارج وقناة السويس والسياحة والاستثمارات المباشرة وغير المباشرة.
وأوضح الشافعي، في تصريح للدستور، أن زيادة هذه التحويلات له دور كبير في زيادة حجم الاحتياطي الأجنبي مما يكون له تأثير هائل على الاقتصاد المصري، فكلما زاد حجم الاحتياطي النقدي يصبح قادرا على الوفاء بالالتزامات للاستيراد لمدة أكثر من ٣ إلى ٤ شهور ويجعل الوضع أكثر أمانًا وأكثر استقرارًا، وتصبح الدولة قادرة على توفير متطلبات المستوردين والصناع في كل مكان.
وأضاف أن ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي يساعد في استيراد الاحتياجات الضرورية للمواطن في كل ربوع مصر، وكل هذا عائد من هذه الزيادة والتي يلعب المصريين العاملين في الخارج دورا كبيرا فيها، ويفتح آفاقا أمام مزيد من الاستثمارات وتشغيل العمالة وحجم الناتج المحلي والطاقات الإنتاجية، وتحسن في المؤشرات الكلية ويلقى بظلاله لصالح الاقتصاد المصري.