في ذكرى ميلاده.. كيف انطفأ صلاح منصور بعد مرض «نجله»؟
شعلة من الإبداع الفني، اشتعلت ببطء وانطفأت سريعًا، لم يكتب له الانتشار الذي كان يستحقه، والذي حظى به الكثير من أبناء جيله، لاسيما وأنه لا يقل عنهم موهبة، فهو من جيل شكري سرحان، وأحمد مظهر، وغيرهم ممن تمتعوا بالعمل في الكثير من الأعمال الفنية على خلاف الأعمال التي شارك فيها هو، إنه العملاق الشرير الطيب، صلاح منصور.
اليوم السابع عشر من مايو، تحل علينا ذكرى ميلاد الأستاذ الكبير صلاح منصور، والمولود في مثل هذا اليوم من عام 1923، وفي السطور التالية نشير إلى جانب من حياته الخاصة، وآخر من حياته الفنية:
فترة سطوع نجم صلاح منصور:
التعاون مع المخرج الكبير صلاح أبو سيف، أخرج صلاح منصور إلى النور، فأعماله الفنية حُفظت في ذاكرة الجمهور، وأصبح اسمه مرتبط بها إلى الأبد، فهو البقال الشرير في «بداية ونهاية» الذي يقوم بإغواء سناء جميل، والإيقاع بها في شباكه ثم يتركها تواجه مصيرها وحدها، وقد استطاع القيام بالدور على أكمل وجه، الأمر الذي أدى إلى اختياره بعد ذلك لأداء دور العمدة عتمان في فيلم «الزوجة الثانية»، وهو الدور الذي أداه بجدارة كبيرة أيضا، وكانت تلعب دور البطولة أمامه في هذا الفيلم الفنانة سناء جميل أيضا، وأصبح هذا الفيلم علامة من علامات السينما المصرية، فإذا ذكر الزوجة الثانية، نتذكر صلاح منصور.
نجل صلاح منصور يتسبب في توقف بريق اسمه:
بينما هو مشتعل فنيًا ينتظر أن يقدم أدوار البطولة، أسوة بأبناء جيله من الفنانين، أصيب نجل صلاح منصور، بمرض ضمور العضلات، فما كان من الأب الشرير على الشاشة، الحنون في الواقع، أن يترك كل شيء ويختار السفر إلى البلد التي يعتقد أنه سوف يحصل فيها نجله على العلاج، الذي استمرت رحلته سنوات، حتى أنه عندما التقى السادات لأول مرة، لم يتركه إلا بعد أن حصل منه على قرار بعلاج نجله على نفقة الدولة، خاصة بعد أن صرف كل ما يملك عليه ولم يبقى معه ما يمكنه من الاستمرار في علاجه، إلا أن هذا الأمر لم يستمر طويلا، وتوفي نجله بعد القرار بفترة قصيرة، الأمر الذي أثر في صلاح منصور، وأصابه هو الآخر بمرض السرطان الذي توفي به، بعد فترة قصيرة من العلاج.