شقيقها ملك القطن.. حكاية أول سيدة تحصل على رخصة قيادة فى مصر
تداول رواد مواقع التواصل صورة رخصة قيادة لأوّل سيدة تحصل عليها تسمى عباسية فرغلى، وتعد المرأة الأولى التي منحت هذه الرخصة في العالم النامي، فقد استَطاعت أن تحصُل على رخصة القيادة في فرنسا في ٢٥ يوليو ١٩١٩ ثم عَادت لتحصل على رُخصتها في مصر عام ١٩٢٩.
نشأت عباسية فرغلى شقيقة محمد أحمد فرغلي باشا، الذي لُقب بملك القطن في مدينة أبوتيج بصعيد مصر لأب من أكبر رجال الأعمال الوطنيين بمصر قبل ثورة ٢٣ يوليو، وكان من المهتمين بتحسين اقتصاد مصر عن طريق التجارة.
تلقّت تعليمها الابتدائي بمدرسة الچيزويت الفرنسية في الإسكندرية، ثم دخلت "ڤيكتوريا كوليدچ" وبعدها سافرت إنجلترا، واستقرت مع شقيقها لسنوات في فرنسا، وهناك حصلت على رخصة قيادة في ١٩٢٠، ثم حصلت من وزارة الداخلية المصرية على رخصتها في القيادة في عام 1929.
عباسية فرغلى كانت تعشق السيارات لذا تعلمت قيادتها، والذي ساعدها على امتلاك سيارة حالتها الاجتماعية الميسورة، فقد والدها كان أحد أكبر التجار في جَنوب الوادي، وكان شَقيقها الأكبر محمد فرغلي باشا هو صاحب شِركة فرغلي أكبر وأنجح شَركات القطن فى تَاريخ مصر، وهذا ما ساعدها على امتلاك سيارة، فقد كانت عائلتها متفتحة وساعدها على ذلك.
ويرجع عشق عباسية فرغلى للسيارات عندما كانت طفلة صغيرة، حِينما انبَهرت تلك الطفلة الصَغيرة بتلك الآلة التي يَستخدمها والدها في التَنقل بين الحقول الخضراء كانت كلما خَرج من المنزل تَطلب منه أن يَأخذها معه لتري الحقول والناس السَائرين على شط الترعة من نافذتها، ثم أفصحت عن ذلك الحلم الذي راودها بأن تَقود بنفسها تلك الآلة ليُعلمها شَقيقها محمد فن قيادة السيارات.
سمحت لها ظروفها العائلية الميسورة الحال بتعلم القيادة وقد اشترى لها والدها سيارة، وذلك لتستكمل بها متعتها الخاصة وسط زميلاتها اللاتى اعتادت على التميز وسطهن فى مجتمع عرف حرية المرأة رغم ما يبدو عليه من جمود ظاهرى في المجتمع الصعيدي، لتكون الفتاة لديهم ملكة متوجة عليها أن تحلم وأحلامها مجابة.