«الحشمة في الكنائس».. أساقفة: الصلاة بأزياء لائقة
لم تكن قرارات الأنبا ديمتريوس، أسقف ملوي للأقباط الأرثوذكس، بمطالبة السيدات الالتزام بالحشمة داخل الكنائس، الأخيرة، إذ تبعتها تحذيرات وتعليمات من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما سبقتها تعليمات من أساقفة والمطارنة بالالتزام بالحشمة في الملابس، خاصة بالتزامن مع احتفالات الكنائس بالأعياد والخماسين المقدسة التي تشهد إقامة الأفراح داخل الكنائس.
أصدر الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة أول أمس الجمعة، عدة تعليمات بشأن تنظيم حضور الخطوبات والأكاليل والمتعلقة بالملابس بما يتماشى مع قدسية الكنائس.
وقال الأنبا أغاثون فى بيان له: إن مراعاة واحترام قدسية، بيوت الله واجب عَلىَّ يا أبنائى الأحباء بصفتى كأب أسقف، مسئول عنكم أمام الله، أن أذكركم بمراعاة واحترام قدسية بيوت الله، التى أمرنا بها فى الكتاب المقدس، وفى مقدمة ذلك دعيت الكنائس والأديرة وببيوت الله، لأن الله حال فيها ومعه ملائكته وقديسيه، ونعمه الإلهية.
أضاف وبالتالى مادامت الكنائس والأديرة بيوت لله، يجب أن نتذكر أثناء دخولنا أو زيارتنا لها، فى أى مناسبة قول داود النبى أَمَّا أَنَا فَبِكَثْرَةِ رَحْمَتِكَ، أَدْخُلُ بَيْتَكَ أَسْجُدُ فِي هَيْكَلِ قُدْسِكَ بِخَوْفِكَ ومن هنا يجب أثناء دخولنا وزيارتنا إلى بيوت الله فى أى مناسبة، وأن نكون فى توبة وتقوى، ووقار وحشمة وهدوء.
وتابع أنه يجب مراعاة الحشمة فى حضور الأعياد والخطوبات والأكاليل بالكنيسة، فالحشمة يطالب بها الله الرجال مثل النساء، وذلك بملابس لائقة محتشمة، تناسب قدسية ومكانه بيوت الرب، عاملين بوصيته الإلهية، لأن الملابس غير المحتشمة لا تناسب قدسية ومكانة بيت الله، بل تتسبب فى عثرة متعددة الجوانب للآخرين، كما تتسبب فى إدانة وعقوبة إلهية لمن كان سبباً فى العثرة، موضحًا: وأيضاً من قوانين الآباء الرسل بالدسقولية الباب الثانى – من واجبات المرأة المسيحية عدم التزين – عدم لبس الملابس الغير لائقة – السلوك بعفة وحشمة.
وتابع “بصراحة شديدة يا أبنائى الأعزاء أرى فى هذه الأيام وخاصة أثناء حضور الأعياد وطقس الخطوبات والأكاليل فى كنائسنا فى هذه المناسبات حضور البعض بملابس لا تليق، بأبناء وبنات الكنيسة، المؤمنين القدوة لغيرهم”.
واختتم بيانه: نرجو مراجعة أنفسنا فى هذه الأمور، والحضور بملابس لائقة بقدسية بيت الله، وتتميم الأسرار الإلهية، وذلك لنوال النعمة والبركة، بدلاً من الغضب والعقوبة الإلهية، وأتعشم فى محبتكم وأوصيكم قراءة هذه الرسالة والتعمق فيها، والالتزام بما جاء بها ليكون كل إنسان مسئولاً عن نفسه أمام الله.
وكان قد أصدر الأنبا ديمتريوس، أسقف ملوي، في أوائل مايو الجاري، تعليمات بشأن الأحتشام داخل الكنائس، وذلك مع احتفالات الكنائس بفترة الأحتفال بالأعياد والتي تتزامن مع تنظيم صلوات أكاليل الزواج في الكنائس بشكل مكثف خلال الفترة الحالية، قائلاً إنه من واجب الكنيسة أن تعلم وترشد أبناءها وبناتها بأن يسلكوا بمخافة الله، لذلك تنصح أبناءها بمراعاة الحضور بملابس لائقة ومحتشمة ببيت الله.
وأوضح أن الكنيسة تنصح أبناءها وبناتها بألا يغيبوا عقولهم وينساقوا وراء ما يسمى «الموضة» كما يفعل البعض غير مكترثين بوصية الكتاب المقدس التي تنص على أن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل.
ودعا أسقف ملوي الأسر أن توعي أبناءها وبناتها للتدقيق بكل ما يتعلق بحياتهم الروحية والحرص على خلاص أنفسهم، والتدقيق في شكل الملابس اللائقة للتواجد في الكنيسة.
وكان قد قرر الأنبا بولا مطران طنطا في يناير الماضي، إلزام جميع كنائس الإيبارشية بتقديم جرعات تعليمية مكثفة عن الاحتشام، وتطبيق وصايا الإنجيل من خلال العظات المقدمة فى اجتماعات الشباب والخريجين والخُدام، وكذلك جميع مراحل التربية الكنسية، مع عمل نبذات مطبوعة بصفة دورية فى هذا الشان مدعمة بآيات الكتاب وأقوال الآباء.
وقال مطران طنطا في بيان له سابقًا: من منطلق القدوة والنموذج لا يسمح لأي خادمة بحضور القداس بدون لبس الإيشارب ونشر هذا الوعي في جميع مراحل خدمة البنات الخدمات والمخدومات، مع عدم السماح للشباب بالدخول من بوابة الكنيسة بالشورت أو ببنطلون ممزق يكشف أجزاء ساقه وماينطبق على الشباب فى هذا الأمر ينطبق على الشابات أيضًا.
وواصل: أنه عند حجز الأكاليل والخطوبات يتم توقيع تعهد من العروسين وأولياء أمورهم بالالتزام بملابس الاحتشام هم وأقاربهم، وأن يدون على كارت الدعوة سواء المطبوع أو المرسل بوسائل التواصل الاجتماعى عبارة: "غير مسموح بحضور الإكليل أو الخطوبة بملابس غير محتشمة".
وأوضح أنه لا يتم تاكيد الحجز إلا بعد التأكد من صياغة الدعوة مع الجهة المختصة بالحجز، كما يلتزم العروسان أو أسرتيهما بالتوقيع على كارت إرشادى يبين حدود الملابس غير المسموح بدخولها الكنيسة، هذا ويتم دفع مبلغ تأمين قدره 2000 جنيه لا يتم ردها فى حالة التجاوز فيما يخص البنود السابقة. مُضيفًا: “تقوم كل كنيسة بتعيين أمن نسائى من سيدات فضليات وبزي موحد على أن تحمل تحقيق شخصية خاص بذلك، وعليها تنفيذ هذه التعليمات على كل الداخلين من بوابات الكنيسة ولهن سلطة منع المخالفين من الدخول، كما يفوض الآباء الكهنة بإيقاف الصلوات فى حالة المخالفة وإخراج كل المخالفين من الكنيسة لضمان استمرار الصلوات”.
يذكر أنه لم تكن المرة الأولى التي تظهر فيها مثل تلك الحملات داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث أصدر الأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ ودمياط الراحل في 2012 بيانًا طالب فيه الفتيات المسيحيات بالاقتداء بالمسلمات في ملابس الاحتشام، وأصدر تنبيه على الفتيات القبطيات اللاتي تزيد أعمارهن عن 11 عامًا والسيدات بعدم ارتداء البنطال، أو وضع مكياج في أثناء تقدمهنّ لـ"التناول" وهو أحد أسرار الكنيسة السبعة، ما أثار عليه عاصفة من الهجوم وصلت لتنظيم وقفة ضده داخل جدران الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ليتراجع المطران عن تصريحاته عقب ذلك.
وفي 2015، حذر المجلس الإكليريكي المحلي في إيبارشية ملوي وأنصنا والأشمونين للأقباط الأرثوذكس، المعني بالأحوال الشخصية للأقباط، بشأن "ممنوعات ليلة الحنة"، والتي تشمل "الرقص الخليع، والدي جي، والمخدرات، والخمور".
وأصدَر الأنبا بموا أسقف السويس، في 2015، تنبيه بإلزام العروس والمدعوات بالحشمة وارتداء "برنص طويل" داخل الكنيسة في أثناء مراسم الزواج، وألغى الزينة خلال الأفراح بالكنيسة أما الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، منع الفتيات من دخول قداسات الأكليل أو نصف الأكليل بملابس غير محتشمة في الكنيسة، وأمر بتفصيل "برنص" للحشمة ترتديه الفتاة قبل دخولها الكنيسة.