الإثنين.. مناقشة رواية «بهجة الحضور» فى قصر ثقافة الأنفوشى بالإسكندرية
ينظم قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية، في السادسة والنصف من مساء بعد غد الإثنين، لقاء مفتوح لمناقشة رواية “بهجة الحضور”، جزء ثان من دوامات الغياب للكاتب محمد عطية محمود، ويتناول الرواية بالنقاش والتحليل كل من: الناقد الدكتور محمد عبد الحميد خليفة، والدكتور محمد الحداد ويدير اللقاء الكاتب رشاد بلال.
والكاتب محمد عطية محمود، سبق وصدر له خمس مجموعات قصصية هي: "على حافة الحلم" 2003، "وخز الأماني" 2004، "في انتظار القادم" 2009، "عيون بيضاء" 2016، "جمر اللحظة" 2019، بالإضافة إلى 4 كتب نقدية في السرد، وهو عضو اتحاد كتاب مصر، ونادي القصة بالقاهرة، ومحاضر بالعديد من المؤتمرات الدولية بالمجلس الأعلى للثقافة واتحاد الكتاب، ومؤتمرات الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومكتبة الإسكندرية، وغيرها من الملتقيات الثقافية.
وتعد رواية "بهجة الحضور"، .. جزء ثان من دوامات الغياب للكاتب محمد عطية محمود، حلقة من ثلاثية روائية، يعتمد بناؤها على الجزء الأول من ثلاثية روائية، وهو روايتي الأولى "دوَّامات الغياب" بتأثير شخوصها واستحضار ذواتهم الغائبة، حيث تتمدد أدوار بعض شخصيات الرواية الأولى لتصير شخوصا رئيسة في متن الرواية الثانية "بهجة الحضور"، وتتعلق بها حالة من الوجود والتفسير الضمني لبعض ما كان يدور من أحداث في الجزء الأول اعتمادا على فلسفة البوح وانشطار الذات للتعبير عن ذاتها تارة وعن الآخرين وما حولها تارة أخرى في محاولة لتفسير العالم، ومعرفة وجوه جديدة من وجوه الحقيقة غير المكتملة.
ومما جاء في رواية “بهجة الحضور” .. جزء ثان من دوامات الغياب، للكاتب محمد عطية محمود، نقرأ: "ربما سنتعب كثيرا، يا توأم الروح، حتي نقنع أنفسنا أننا غادرنا حلما جميلا ــ ما كان لنا أن نغادره، وإن كان عسير المنال ــ ولأننا مشينا مشوارا طويلا ما كان ينبغي لنا أن تطأ فيه أقدامنا الأرض، لأن حلمنا كان عصيا علي أن يلامس أديمها، بل كان عليه أن يظل محلقا دائما بملائكيته وعصمته من الزلل، في عنان السماء، ومعلقا بالخلود.
فهل اقترفت أنامل الروح إثما، وهي تنقاد، تكرارا عصيا علي التفسير، لبوح الروح والقلب المعذبين، والعقل المصطلي بلهيب الحيرة والسؤال المر، الذي غاب عنا في تلك اللحظة الحرجة، المختزنة، لينفلت منك الزمام، وترضخ بلا نهاية، كما رضخت منذ البداية، الأسطورية لأوامر عليا من الروح، ثم من القلب الذي أعطي أعطي الإشارة مبكرا كي يغيب في حضرة السطوة والخطوة التي سبقت واجتازت جبال وبحار المسافات علي جناحي الروح .. القلب الذي اهتز وارتعد وارتمي في أحضان هاتف الحضور المتخفي في غلالات الغياب، وامتثل للطيف قبل الصوت، والصوت قبل المشاهدة، والمشاهدة قبل التحقق، ثم التحقق المطلق بمزيج السحر وعبق الصب المتداني، المتشرب من مناهل الروح التي عانقت الروح من قبل التكوين، في عالم الذر، وحواء التي عادت من بعد تخفيها بين الضلوع، لتستقيم ضلعا ضالعا في حياكة الحكاية التي بدأت (هناك) في اللا مكان، حيث لا (هنا) ولا (هناك) التي كنا نعرفها.