من روائع الادب العالمى
«السوداء».. قصة جى دى موبلسان عن الحب واللون والحرية
تعد السوداء واحدة من قصص الكاتب الفرنسى جى دى موبلسان، التى يناقش فيها تصنيف الإنسان ليس حسب شخصه بل حسب لونه. والمعروف أن الأدب كلما كان إنسانيًا كان شاملا يخص البشرية جمعاء لذا كانت قصة السوداء، والتى تتحدث عن تعامل أصحاب البشرة البيضاء مع الزنوج السود من القصص الهامة للكاتب الفرنسى موبلسان.
تفاصيل القصة
تبدأ القصة من سرد الكاتب لشخصية بطل قصته، ويدعى بواتيل الذى يعمل فى مهن وضيعة فى قريته ينظف الحظائر، ويرفع السباخ كما أن هذا الرجل له من الأبناء أربعة عشر ولدا.
وكلما تحدث إليه أحد الشخوص فى قريته عن سر قبوله لهذه المهن الوضيعة، فيحكى قصته والتي جاءت عبارة عن قصة داخل القصة، وسردها الكاتب الفرنسى موبلسان بطريقة لطيفة وشيقة، وجاءت القصة كالتالي:
كان بواتيل فى شبابه يحب النظر إلى الببغاوات، والحديث إليها وأثناء إجازته من أداء الخدمة العسكرية كان فى المدينة وقف أمام حانوت لبيع الببغاوات، وكانت البائعة شابة زنجية أحبها بواتيل وأحبته، فعرض على والديه أن يتقدم لخطبتها، فلما علما أنها زنجية انزعجا، فأرسل إليها فنزلت إلى القرية، وهى ترتدي فستانا مزركشا أثار سخرية أهل القرية، مما أزعج بواتيل ولما دخلت بيته كتم الأب والأم غيظهما، وقالا لابنهما لو كانت سمراء لهانت المصيبة لكنها سوداء غطيس.
حاول بواتيل تهدأة والديه، وفى اليوم التالى نزل الأب والأم والابن والزنجية إلى الحقل فسخر منهم أهل القرية. بكت الزنجية ورحلت إلى غير رجعة رغم أخلاقها الحميدة، وتزوج بواتيل من امراة بيضاء كان يوقرها لكنه مازال يحب الزنجية.
الهدف من القصة
أراد موبلسان من قصته السوداء أن يقول إن الحب يعلو فوق الفوارق الاجتماعية، الحب لا يعرف اللون ولا الجنس ولا الغنى أو الفقر.
كما بين جى دى موبلسان من قصة السوداء أن الحب لا يندثر بل يظل كامنا فى النفس حتى الممات. كما أن خيبة الأمل فى الحب تؤدى إلى مٱلات سيئة وهذا ما جعل بواتيل لا يفكر فى مستقبل جيد او مهنة جيدة فكل الأمور عنده أضحت على صعيد واحد.