الحداد: نحتاج نموذج تنموي داعم للتحولات التكنولوجية والاقتصادية
قال الدكتور محرم صالح الحداد، أستاذ بمركز الأساليب التخطيطية بمعهد التخطيط القومي، إن الدولة تواجه تحديات تفعيل مقومات بناء الإنسان المصري من جانب، ودفع عجلة الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى من جانب آخر، والسّعي للحاق بركب التقدم العلمى والتكنولوجى من جانب ثالث.
جاء ذلك خلال مناقشة معهد التخطيط القومى الذراع البحثية لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، فرص وتحديات التوسع فى نُظم التّحول الرقمي والذكاء الاصطناعى فى ظل الثورة الصناعية الرابعة، وذلك بما يتواكب مع التطورات السريعة والمتلاحقة التى يشهدها العالم فى المجالات التنموية المختلفة.
وأضاف حداد أن التحدي، الآن، يرتبط بموقعنا كمصر وباقى الدول النامية الساعية إلى حجز موقعها وتفعيل دورها ومساهمتها فى هذه الحضارة الجديدة، انطلاقًا من تفعيل دورنا كقوة منتجة للمعرفة ومشاركة فى تلك الحضارة، وليس مجرد مستقبل ومستخدم لمنتجاتها وثقافتها وهو ما يعني بالتبعية القدرة على الانتقال بخطوات متسارعة وتراكمية نحو إنتاج المعرفة، وإعادة تشكيل التكوينات المجتمعية وثقافتها التقليدية، وتحديد سبل الاشتباك مع الثقافة العولمية الجديدة التى سوف تولدها الثورة الصناعية الرابعة.
وشدد على أهمية الحاجة لوجود نموذج تنموي داعم لإعادة هيكلة الحياة اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، وأن يستند إلى جملة من السياسات الداعمة لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، وقادرة على مواجهة الاختلالات التى أفرزتها عملية الانتقال من مجتمع تقليدي زراعي إلى مجتمع حديث صناعى، وما رسخته تلك العملية من انتقائية وعشوائية انعكست على تشوه النموذج التنموي ومقوماته، وتركت بصمتها على هوية وثقافة المجتمع، ومنظومته القيمية وهو ما يتطلب صياغة جديدة لمفهوم التنمية، وهيكلة للاقتصاد، وبناء وعى مجتمعى جامع يساعد على تلافى التداعيات السلبية المهددة لحالة الاستقرار المجتمعي، الناتجة عن المراحل السابقة ومتطلبات الإصلاح والبناء الراهنة.