«الجارديان»: حكومة بريطانيا تطالب بإيلاء الاهتمام لأزمة الغذاء بمنطقة القرن الإفريقى
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على مطالبات حثيثة للحكومة البريطانية بعدم التركيز على أزمة الحرب الأوكرانية فحسب، وتجاهل الأزمات العالمية الأخرى، وإيلاء الاهتمام المناسب لأزمة الغذاء التي تجتاح منطقة القرن الأفريقي.
وبحسب الصحيفة البريطانية، أظهرت استطلاعات الرأي الجديدة أن اثنين فقط من كل 10 أشخاص في بريطانيا يدركون أن أسوأ موجة جفاف منذ 40 عامًا تضرب القرن الأفريقي حاليا، لاسيما تفاقم الأزمة الغذائية التي تهدد بوقوع مجاعة في تلك المنطقة التي ترزح تحت وطأة الفقر منذ عقود طويلة.
وأشار التقرير إلى أن الآثار المترتبة على ندرة المياه الأمطار خلال الثلاثة مواسم الماضية وتحديدا في كينيا والصومال وإثيوبيا دفعت تلك البلاد التي تعتمد على مياه الأمطار بشكل أساسي، إلى حافة الهاوية ، مما أدى إلى نفوق الماشية وإجبار المواطنيين على النزوح من منازلهم فضلا عن ارتفاع مستويات سوء تغذية بين الأطفال.
ووفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة "كريستيان إيد" البريطانية بالتعاون مع شركة " سافانتا كومريس" لاستطلاعات الرأي، فإن 91 بالمئة من الشعب البريطاني على دراية بالحرب التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا، مقابل 23 بالمئة فقط على دراية بالأزمة الإنسانية المتفاقمة في شرق إفريقيا.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة "كريتسان أيد" باتريك وات، إن نتائج الاستطلاع كانت "مقلقة للغاية"، مشيرا إلى أن منطقة القرن الإفريقي بها نحو 20 مليون شخص يرزح تحت وطأة الجوع.
وتابع: "أصبحت معظم مناطق القرن الإفريقي تعاني من حالات الجفاف الشديدة والمتكررة بشكل متزايد حتى في المواسم المطيرة. إلى جانب تسبب الحرب في أوكرانيا في تفاقم الوضع السيئ وتحوله إلى أزمة خارجة عن السيطرة".
وأضاف: أنه مع ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة في جميع أنحاء العالم بسبب الحرب الأوكرانية، تشهد كل من إثيوبيا وكينيا والصومال أزمة غذاء طاحنة.
وبحسب التقرير، حذرت العديد من المنظمات غير الحكومية الدولية ووكالات الأمم المتحدة من أن التدفق غير المسبوق للتمويل والتعاطف مع أوكرانيا، قد يحول الانتباه عن بعض الأزمات الإنسانية الأخرى في العالم مثل الأزمات التي تعاني منها القارة الأفريقية.
وأشار التقرير إلى أن هناك حوالي 6 ملايين شخص في الصومال وحدها، أي حوالي 40 بالمئة من إجمالى السكان، يعانون من مستويات شديدة من الجوع والفقر الغذائي، وقد حذر برنامج الغذاء العالمي الشهر الماضي من تفاقم الوضع وتحول لـ "خطر المجاعة" إذا استمر الجفاف ولم يتم إرسال المساعدات المطلوبة.
كما أعلن برنامج الأغذية العالمي أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية في كينيا قد ارتفع بأكثر من أربعة أضعاف في أقل من عامين، كما أشار إلى أن ما يقدر بنحو 7.2 مليون شخص في جنوب وشرق إثيوبيا يرزحون تحت وطأة الجوع الشديد.
وبحسب التقرير حث ائتلاف من جمعيات الإغاثة الخيرية الحكومة البريطانية للعمل على الحيلولة دون تفاقم الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي وتحولها إلى مجاعة، والالتزام بالتراجع عن التوجه الرامي لخفض المساعدات الدولية التي تقدمها.