في ذكرى ميلاده.. سلفادور دالي وجالا «المرأة التى شكلت وجدانه»
يعد سلفادور دالي أحد أبرز الفنانين التشكيليين الذين شكلوا وجدان فناني القرن العشرين، وأحد أبرز مؤسسي مدرسة السوريالية، وأشهرهم وأكثرهم إنتاجا وغرابة وإثارة سواء على مستوى ما يقدمه من فنه أو على مستوى سيرته الذاتية وواقعه، في التقرير التالي نرصد قصة حب دالي ل جالا "هيلينا ديمتريفنا".
يعتبر سلفادور دالي هو النموذج الأمثل للمزيج بين العبقرية والجنون، ولد في بدايات القرن الفائت في ال 11 من مايو 1904 ، ببلدة فيغيراس الإسبانية، وكان لوفاة أخيه الذي رحل قبل ولادته بأربع سنوات أكبر الأثر في حياة دالي فقد عاش باسمه وسجل في أوراقه الشخصية باسم أخيه سلفادور.
ظهرت موهبة دالي في فترة مبكرة جدا من حياته، كان لوالديه دور كبير في تنمية موهبته،فقد بني له استديو ومرسم فني، وفي الـ 14 عشر من عمره الحق بأكاديمية الفنون الجميلة عام 1922 بمدريد، وفي أثناء تلك المرحلة ظهرت غرابة دالى التي وصلت لحد الجنون فقد كان غير منتظم في الدراس ، ودائم النقد لاساتذته ، مما تسبب ذلك في فصله من الأكاديمية إلا انه عاد مرة اخرى
1926 فصل نهائيا باعتباره ان لا أحد في كليته مؤهلا بشكل كامل لامتحانه، كان لبيكاسو وجوان ميرو فضل كبير في رحلة دالي وكان للأخير دور كبيرفي تقديمه إلى عالم السوريالية.
جالا" هيلينا ديمتريفنا"
" إن كل رسام جيد يريد أن يكون مبدعاً وينجز لوحات رائعة ، عليه أولاً أن يتزوج زوجتي" هكذا يقول دالي على جالا"هيلينا ديميريفنا" رفيقة عمره وقصة العشق الأبدية لدالي.
بعد مقابلة دالي لجالا حاول دالى أن يستميلها بطريقته الخاصة فارتدى قميصا قص أطرافه ولطخه بغراء السمك وروث الماعز وارتدى سروالا مقلوبا وحلق شعر إبطيه ثم لون إبطيه باللون الأزرق وتقلد قلادة من اللؤلؤ ووضع منقار طائر فى أذنه، لكنه عندما قابلها لم يقو على الكلام، بينما اجتاحته موجة من الضحك الهيستيرى المجنون، ثم انهار تحت قدميها فى هلع ورغبة.
يقول دالي عبر مذكراته: “اتسمت بداية علاقتي العاطفية مع جالا بطابع دائم من الذوذ المرضي والأعراض النفسية العلنية الواضحة، كما أن انتقال نوبات الضحك من حالة مبهجة إلى حالة مؤلمة تشنجية شبه هستيرية ،أرعبتني على الرغم من ملامح الرذا الذاتي الذي حاولت أن استجره من كل تلك الأعراض”.
كان عمر دالي لم يتجاوز الـ 25 عاما عندما التقى جالا، والتي كانت تكبره بعشر سنوات ، تزوجا ب في عام 1934 ،وذلك بعد وفاة زوجها إلوارد. عاشا معًا لمدة 50 عامًا تقريبًا. في رحلة طويلة مع الحب والفن والجنون، كانت ملهمته الأولى ورسم العديد من اللوحات كانت جالا بطلتها وتعد لوحدة.
بعد رحيل جالا، بدأ سلفادور دالي يضعف، وتوقف تمامًا حتى عن خدمة نفسه ،ومرض ، وهاجم الممرضات. كما استقال من وظيفته، عاش سبع سنوات أخرى. في 23 يناير 1989 ، لم يصبح العبقري نفسه ، الذي أعلن أن "السريالية هي أنا". لكن دعونا نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية: السريالية هي سلفادور وجالا.