الجزائر: ندعم أى جهد مشترك لتحصين أفريقيا من أخطار الأوبئة
أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن تمسك بلاده الثابت بمبادئ التضامن والتكامل ووحدة المصير واستعدادها للمساهمة في أي جهد مشترك يرمي إلى تعزيز القدرات الجماعية للدول الأفريقية، وتحصينها من الأخطار الناجمة عن الأوبئة وتفادي تكرار الاجحاف والتهميش الذي تعرضت له في بداية جائحة "كورونا" من حيث التوزيع غير العادل سواء للمستلزمات الطبية والأدوية أو اللقاحات.
جاء ذلك خلال مشاركة لعمامرة، ممثلا عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم، في قمة مصغرة للدول الأفريقية المنتجة للقاح المضاد لفيروس "كورونا"، عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد (فيديو كونفرانس)، وتم تخصيصه لمعالجة موضوع "وصول اللقاحات المنتجة في أفريقيا إلى منصات الشراء والتوزيع العالمية.
وأوضحت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، أن الاجتماع شهد مشاركة العديد من رؤساء الدول الأفريقية، التي تمكنت فعليا من إطلاق عمليات إنتاج اللقاحات على غرار الجزائر وغيرها أو تلك التي هي بصدد التحضير للقيام بذلك، وكذلك مشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بصفته الرئيس الدوري الحالي للمجلس الأوروبي وذلك في إطار التعاون والتنسيق بين منظمتي الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي.
وبحسب البيان، تطرقت المداولات إلى السبل الكفيلة بتجاوز العقبات أمام تعزيز عملية إنتاج اللقاحات في أفريقيا، وتسويقها سواء داخل القارة أو على المستوى الدولي.
وفي كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة نيابة عن الرئيس الجزائري، ثمن لعمامرة الجهود التي بذلتها العديد من الدول الأفريقية من أجل التمكن من إنتاج اللقاح محليا، مشددا على أن تطعيم أفريقيا بأدمغة وبأيادي أفريقية ليس فقط ضرورة ملحة وإنما أمرا قابلا للتحقيق على أرض الواقع.
وفي هذا السياق، أطلع الوزير الجزائري المشاركين على تجربة بلاده و التي قامت بإطلاق عملية الإنتاج الفعلي للقاح كورونافاك (CORONAVAC) بتاريخ 29 سبتمبر 2021، وذلك بالاعتماد أساسا على قدراتها البشرية والمادية وبالتعاون مع الشريك الصيني سينوفاك (SINOVAC)، مؤكدا في ذات السياق أن هذه العملية ستسمح بتوفير 60% من قيمة اللقاح عند الاستيراد مع قدرة إنتاجية تقارب 100 مليون جرعة في العام كفيلة بتقديم مساهمة معتبرة في تحقيق الأمن والسيادة الصحية في أفريقيا.
وأضاف أن الإنجاز، الذي حققته العديد من الدول الأفريقية في هذا المجال يعد مكسبا ليس فقط للقارة وإنما للعالم أجمع، مشيرا إلى ضرورة دعوة الشركاء الأجانب من دول ومنظمات دولية إلى دعم الجهود التي تبذلها القارة الأفريقية من أجل تعزيز القدرة الإنتاجية العالمية وتجاوز خطورة الاعتماد على عدد قليل من مُصَنِّعِي اللقاحات.
وفي هذا السياق، قدم لعمامرة مجموعة من الاقتراحات، في هذا الاجتماع، تتمثل في دعوة الشركاء الدوليين لرفع القيود والسماح بنقل التكنولوجيا بغية تحقيق تنوع أفضل في إنتاج اللقاحات والأدوات الطبية الأخرى، وتشجيع الشركاء الدوليين لدعم الدول الأفريقية في مجال تدريب المتخصصين.
كما اقترح بإزالة العقبات التي تحول دون استصدار الموافقات الضرورية خاصة من قبل منظمة الصحة العالمية لتصدير وبيع واستعمال اللقاحات المنتجة على مستوى القارة، وحث المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC) على إسماع صوت القارة لدى المنظمات الدولية المتخصصة والمنصات العالمية للشراء والتوزيع، وإنشاء قاعدة بيانات حول القدرة الإنتاجية للدول الأفريقية المصنعة للقاحات المضادة للجائحة.