107 أعوام على ميلاده.. أسرار التجارب الصعبة في حياة المخرج صلاح أبو سيف
107 أعوام مرت على ذكرى ميلاد المخرج صلاح أبو سيف، الذي ولد في يوم 10 مايو لعام 1915، في محافظة بني سويف وتحديدا بقرية الحومة التابعة لمركز الواسطي، ويعد أحد رواد الواقعية في السينما المصرية، فقد قدم خلال مسيرته الفنية ما يقرب من أربعين فيلما، ونال عليها جوائز وأوسمة كثيرة في مهرجانات عربية ودولية.
رغم النجاح الكبير الذي حققه المخرج الراحل صلاح أبو سيف خلال مسيرته الفنية، إلا أنه مر بعدة تجارب فاشلة، كشف عنها خلال حواره بجريدة "السياسي" بعددها الصادر بتاريخ 19 أغسطس لعام 1990 قائلا: ليس هناك نجاح بدون فشل، وقد مررت بتجارب فاشلة مرتين في حياتي، وربما ثلاث مرات؛ أول هذه التجارب كانت فيلم "بين السماء والأرض" حيث كانت الغارة جديدة تقدم لأول مرة في السينما المصرية، إن لم يكن في السينما العالمية أيضا أن تقدم فيلما مدته 90 دقيقة في مساحة مترين في مترين داخل أسانسير فهذا كان جديدا، لذلك أثناء إعدادي للفيلم كنت أعتقد أنني أقدم جديدا ومختلفا وأنه سيحظى بإقبال كبير، وكانت الصدمة قاسية حيث كان لاستقبال للفيلم سيئا في حفل الافتتاح الذي يحضره نجوم الفيلم، حيث خرجت الجماهير مستاءة من العرض، وخرجت من هذا الفيم أبحث عن الخطأ الذي ارتكبته ولم أستطع الوصول إلى سبب، إلا أنه بعد 15 عاما عرض الفيلم في التليفزيون ولاقى نجاحا كبيرا، وحظى بكم هائل من النجاح والتقدير في المهرجانات الخارجية وأسابيع الأفلام التي تقام في الخارج.
"القضية 68" هو الفيلم الثاني الذي أخرجه صلاح أبو سيف بعد هزيمة يونيو، قائلا عنه: يعد أول فيلم سياسي مباشر يتحدث عن الاشتراكية والانتهازية الذين ركبوا موجة الاشتراكية للاستفادة منها في تحقيق مصالحهم الشخصية، ومن خلال الفيلم تعرضت لقضايا واقعية هامة في تلك الفترة، حيث يدور الفيلم حول قضية الفساد وهل يحتاج إلى إصلاح أم إلى ثورة، وكان الرمز هنا هو "البناية" الآيلة للسقوط والتي تتسائل اللجنة هل رممها أو تهدمها لنبينها من جديد ووضعت أكل في نهاية الفيلم حيث أقول.. "هدها يا عم وابنيها من جديد" وهذا فعلا ما كان مطلوبا ومفروضا في ذلك الوقت إلا أنه عندما عرض الفيلم كانت قد حدثت تغييرات سياسية وحدث إصلاح للفساد داخل الاتحاد الاشتراكي، لذلك عندما عرض الفيلم كان يمس الاتحاد الاشتراكي بوضعه الجديد، فصور الفيلم بعد عرضه بأسبوعين فققط، وعرض في الخارج وحقق نجاحا كبيرا لدرجة أن النقاد في فرنسا دهشوا كثيرا وتعجبوا أن تنتج مصر مثل هذا الفيلم في تلك الظروف.
أما التجربة الثالثة التي كشف عنها المخرج الراحل، قال إن الفيلم لم يفشل، ولكن النقاد هاجموه بشدة عند عرضه بينما يعتبرونه اليوم اليوم من أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية، مستطردا: فوجئت بصحيفة صباحية تهاجم الفيلم قائلة "أيتها الواقعية كم من الجرائم ترتكب باسمك"، وكان غريبا أن أواجه بمثل هذا الهجوم وأتهم بأنني ارتكبت جريمة، إلا أن المحرر اعتذر بعد ذلك بأنه لم يكتب هذا العنوان وأن خطأ قد حدث.