مصر في الصحف الدولية| الأمن المائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الأبرز
تناولت الصحف الدولية، العديد من الأحداث والأخبار المهمة المتعلقة بمصر، من بينها جهود الدولة لتحقيق الأمنيين المائي والغذائي بهدف زيادة الإنتاجية الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح في ظل التحديات التي تواجهها البلاد من الزيادة المستمرة في نمو السكان والاضطرابات التي تشهدها الأسواق العالمية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.
كما سلطت التقارير الدولية الضوء على جهود مصر وتقدمها في إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، كجزء من إستراتيجيتها لزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة الخضراء. وترصد "الدستور" أبرز ما جاء في تلك التقارير فيما يلي:
"المونيتور" يبرز جهود مصر لتحقيق الأمن المائي
قال موقع "المونيتور" الأمريكي، إن مصر تبذل المزيد من الجهود لتحقيق الأمن المائي لسكانها من خلال العديد من المشروعات التي تهدف إلى تطوير شبكات الري ورفع كفاءة استخدام المياه لزيادة الإنتاجية الزراعية في ضوء توجيهات القيادة السياسية، ويشمل ذلك إنشاء محطات معالجة المياه وحفر القنوات والمصارف الزراعية وتطبيق نظام الري الحديث.
وأشار الموقع إلى تصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بشأن التحديات التي تواجه مصر في تحقيق الأمن المائي في ظل الزيادة السكانية المستمرة، خلال كلمته في احتفالية إطلاق المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، من العاصمة الإدارية الجديدة، يوم 28 فبراير الماضي، إذ أكد فيها أن كل مؤسسات الدولة تبذل جهوداً مضنية في كل رقعة من مصر بدعم وتوجيهات من القيادة السياسية لتنفيذ مشروعات للحفاظ على كل قطرة مياه والوصول إلي أقصي استفادة ممكنة من مواردنا المائية وتغطية الاحتياجات الحالية للعدد السكاني الموجود، بما في ذلك معالجة مياه الصرف الصحي والزراعي، وتحلية مياه البحر، وتطهير البحيرات، وتبطين الترع.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة لـ "المونيتور": "إن الحكومة المصرية تعمل على الاستفادة من كل قطرة ماء تحصل عليها، من خلال القيام بالعديد من المشاريع المائية مثل بناء السد العالي وحفر القنوات والمصارف الزراعية وتنفيذ الري الحديث وبناء عدة سدود صغيرة لحماية السكان من مخاطر السيول والحفاظ على المياه، كما عملت الدولة على تطوير بنية المحاصيل للحصول على محاصيل عالية الغلة تستخدم كميات أقل من المياه وتتحمل التقلبات المناخية".
وأضاف: "تبذل مصر جهودا ضخمة لتحقيق الأمن المائي من خلال إنشاء محطات معالجة المياه مثل محطة المحسمة لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي وإعادة تدويرها بطاقة مليون متر مكعب في اليوم، ومحطة بحر البقر، التي تعد الأكبر في العالم، بسعة 6 ملايين متر مكعب في اليوم، بالإضافة إلى مشروع تبطين الترع بطول حوالي 20 ألف كيلومتر [12400 ميل] بتكلفة 80 مليار جنيه مصري [4.32 مليار دولار]، بالإضافة إلى عشرات محطات تحلية مياه البحر بسعة حوالي 400 مليون متر مكعب كل سنة".
وفي الإطار ذاته، سلط الموقع الضوء على فوز العالم المصري حمدي الموافي (رئيس المشروع القومي لتطوير الأرز بوزارة الزراعة)، مؤخرا، بالميدالية الذهبية في مجال الزراعة في معرض جنيف الدولي للاختراعات لعام 2022، بسبب ابتكاره صنف جديد من سلالة محصول الأرز "سخا سوبر 300" العملاق، يوفر المياه ويزيد الإنتاجية الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز وتحقيق فائض للتصدير أيضًا.
وأشار الموقع إلى أن هذا الفوز جاء تتويجا لجهد استمر سنوات في تطوير واستنباط سلالات من الأرز عالية الإنتاجية وموفرة للمياه، وهي معادلة صعبة هدفها مواجهة تحديات ندرة المياه وتداعيات التغيرات المناخية، في ظل تقليص مساحة الأرز المنزرعة في مصر، توفيرًا للمياه، مضيفا إن محصول الأرز العادي ينتج 4 أطنان للفدان، بينما ينتج صنف "سخا سوبر 300"العملاق الجديد 5 أطنان للفدان.
ونقل الموقع عن الموافي قوله: "يتميز النوع الجديد من الأرز بجودة الحبوب والقدرة على تحمل الظروف المناخية الصعبة [ندرة المياه والملوحة والحرارة]، ما يمكّن الدولة من زراعته على نطاق واسع في محافظات كفر الشيخ والبحيرة والغربية والدقهلية ودمياط والشرقية، وكذلك في الأراضي المستصلحة المتأثرة بملوحة التربة والمياه".
"شينخوا" تبرز سعي مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح
تناولت وكالة "شينخوا" الصينية في تقرير مصور قيام المزارعون في مصر بحصد محصول القمح مع إنطلاق موسم الحصاد هذا العام في أبريل الماضي، مشيرة إلى أن الدولة تحرص على ضمان تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح وزيادة تخزين المحصول في الصوامع الجديدة بالرغم من التحديات التي يشهدها قطاع المياه.
وتظهر الصور التي نشرتها الوكالة سعي المزارعين إلى العمل بشكل مثالي لتوريد أكبر كميات من القمح مع بدء موسم حصاد القمح بمحافظة المنوفية، في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم والاضطرابات التي ضربت الأسواق العالمية بسبب الحرب الروسية- الأوكرانية الدائرة بين أكبر دولتين مصدرتين للقمح.
وأشار التقرير إلى أن الصوامع الجديدة التي تبنيها الدولة تستقبل حاليا 5.6 مليون طن من القمح بطريقة تتوافق مع معايير عملية التخزين الجيدة التي أصبحت تتناسب مع المواصفات القياسية في تخزين القمح وبالتالي الوصول بشكل أكبر للاكتفاء الذاتي، موضحة أن الحكومة تسعى لزيادة الطاقة التخزينية في الصوامع مع تقليل نسب الفقد التي كانت تحدث في الصوامع القديمة بسبب سوء التخزين.
وبدأ المزارعون بمحافظة المنوفية، في أبريل المنصرم موسم حصاد القمح لهذا العام، وسط فرحة عارمة لما جنوه من محصول جيد.
ويتوازى موسم حصاد القمح هذا العام 2022 مع تبني الدولة المشروع القومي لإنشاء الصوامع، حيث تم إنشاء مجموعة من الصوامع بطاقة تخزينية نحو 6 ملايين طن، وهي الكمية المستهدف الوصول لها مع نهاية موسم حصاد المحصول الاستراتيجي، في إطار جهود الدولة لتحسين إنتاجية القطاع الزراعي من أجل توفير الغذاء عبر الإنتاج المحلي جنبا إلى جنب مع تأمين وتنويع مصادر الاستيراد.
كما يتوازى مع الدعم الذي تقدمه الدولة للمزارعين في ظل الإجراءات الخاصة بالحوافز لمزارعي القمح بهدف تشجيعهم على زيادة الكميات الموردة من القمح المحلى مع صرف حافز توريد للمزارعين بهدف تعزيز التداول والتعامل على القمح المحلي وتسهيل عملية تحصيل عائد التوريد في أقرب وقت مع التزام المزارعين بتسليم كافة كميات القمح.
"رينيوابل ناو" يثمن التقدم المصري في “الطاقة النظيفة”
رصد موقع "رينيوابل نا" العالمي المعني بالطاقة، المتخصص بأخبار الأعمال ومعلومات السوق لقطاع الطاقة المتجددة، مدى التقدم الذي حققته مصر في مجالات الطاقة النظيفة في إطار إستراتيجية قطاع الكهرباء للتوسع في استخدام الطاقة المتجددة.
وقال الموقع في تقريره، إن مصر أنتجت 4735 جيجاوات ساعة من الكهرباء المولدة من الطاقة النظيفة خلال الربع الأول من عام 2022، في ظل السعي لزيادة إنتاج محطات الطاقة المتجددة بما في ذلك محطات الرياح والطاقة الكهروضوئية ومحطات الطاقة الكهرومائية ، في جميع أنحاء الجمهورية.
وأظهر التقرير وصول إنتاجية الطاقة الكهرومائية خلال الربع الأول من العام 2654 جيجاوات ساعة، أي أكثر من نصف إجمالي التوليد، بينما سجلت مشروعات طاقة الرياح إلى حوالي 1132 جيجاوات ساعة، فيما بلغت الطاقة المنتجة من الخلايا الشمسية المتصلة بالشبكة حوالي 949 جيجاوات ساعة، وذلك وفقا للبيانات التي أصدرتها هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة (NREA) في تقريرها ربع السنوي.
وذكر الموقع إن مستويات إنتاج مصر من الطاقة المتجددة مماثلة لتلك التي كانت موجودة في الربع الأول من عام 2021 عندما أضافت محطات الرياح والطاقة الكهروضوئية والطاقة الكهرومائية ما مجموعه 4،789 جيجاوات ساعة إلى مزيج الكهرباء في مصر.
وأضاف إنه في العام الماضي، أنتجت محطات الطاقة الشمسية في مصر حوالي 4500 جيجاواط / ساعة، بينما أنتجت توربينات الرياح 5400 جيجاوات / ساعة من الكهرباء الخضراء، وجاءت 14000 جيجاوات ساعة أخرى من محطات الطاقة الكهرومائية.
وتابع إنه من المتوقع أن يتم إضافة من 300 إلى 400 ميجا إضافة إلى إجمالي القدرات الكهربائية المنتجة من مشروعات الطاقة المتجددة على الشبكة القومية لنقل الكهرباء في مصر خلال العام الجاري 2022، بالإضافة إلى مشروعات أخرى قيد التطوير، ومن المنتظر بحلول 2023-2024، أن تتجاوز القدرات الكهربائية المنتجة من الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة 10 آلاف ميجا، حسبما أكد الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية الطاقة الجديدة والمتجددة NERA.
وسلط الموقع الضوء في تقرير سابق له على جهود مصر لتطوير مشاريع الطاقة الخضراء المتجددة، مشيرا إلى تفاوض إحدى الشركات المصرية التي تعمل في مجال الطاقة النظيفة على تنفيذ 25 مشروع طاقة شمسية مع عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص بقدرات إجمالية تصل إلى 10 ميجاوات.