رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإخوان والدولار البداية والنهاية «5»

وصلنا فى الحلقة الرابعة من سلسلة «الإخوان والدولار» عند حجم ممتلكات الإخوان وتنوعها من شركات استثمارية والمستشفيات والمدارس الخاصة والأنشطة التجارية والإلكترونية إلى جانب بيزنس الجمعيات الأهلية وصولًا إلى البنوك الإسلامية.
فتحت شعار تعظيم موارد الجماعة، أباحت الجماعة الاستثمار فى كل شىء والتجارة بكل شيء، حتى اقتصاد البلد ذاته لم يسلم من تجارة الإخوان، وإذا كان البعض يظن أن جماعة الإخوان هى جماعة دينية فهذا خطأ محض فجماعة الإخوان لا علاقة لها بالدين إلا من خلال الاسم فقط، ولكنها جماعة فاشية تبحث عن الحكم، لا تعرف مفاهيمنا الوطنية عن الوطن، ومن أجل الوصول للحكم كان يجب أن تستغل الدين، ثم كان يجب أن تقوم بتعظيم مواردها المالية مع ضرب اقتصاد الوطن.
وقد استغل الإخوان قوانين الانفتاح الاقتصادى الذى بدأ تطبيقها عام 1974 فكانت فرصتهم للانقضاض على الجنيه المصري، مستغلين فتح الدولة صفحة جديدة معهم، فحتى عام رحيل الرئيس جمال عبد الناصر فى 1970 كان سعر صرف الدولار 40 قرشًا ولم يتحرك سعره طوال الـ18 عامًا من 1952 وحتى 1970 سوى قرشين فقط وتحرك سعر الدولار من 40 قرشًا إلى 60 قرشًا ما بين عامى 1970 و1980، ومع توسع نشاط شركات توظيف الأموال نشطت تجارة العملة إلى جانب اعتماد العملات الحرة كليًا فى الاعتمادات البنكية وإلغاء نسبة 40% بالجنيه المصرى فكان الانهيار الفعلى للجنيه المصرى أمام العملات الأجنبية وخاصة الدولار، فتم تعديل سعر الدولار أمام الجنيه فى تحويلات المصريين فى عام 1984 إلى 112 قرشًا ليقفز سعر الدولار لأول مرة ويتخطى الجنيه المصرى، ثم توالت الانهيارات مع انتشار السوق السوداء. 
وفى السوق السوداء أو تجارة العملة برز اسم سامى على حسن الشاب الثلاثينى الذى تضخمت ثروته وتجاوزت 400 مليون دولار فى وقت قصيرجدًا، ولم يكن سامى على حسن من الإخوان، لكن كعادة الإخوان كانوا إلى جوار أى خراب للاقتصاد المصرى فيبرز اسم الإخوانى محمد رضوان كأحد تجار العملة المقربين من سامى على حسن، واستغلالًا لانفتاح الأسواق وفتح الاستيراد تبرز شركات الإخوانى مدحت الحداد مؤسس الشركة العربية للاستيراد والتصدير والشركة العربية للتعمير إلى جانب عدة شركات استثمارية أخرى، كما برزت اسماء الدكتور عبد المنعم سعودى الذى بدأ حياته كأستاذ اقتصاد فى كلية الزراعة ومع موجة الإنفتاح أتجه للأستثمار وأسس عدة شركات لتجارة وصناعة السيارات والمواد الغذائية وكانت البدايات مع تجارة العملة، أيضًا يذكر تاريخ تجارة العملة أسماء أعضاء جماعة الإخوان إدريس نصر الدين وممدوح الحسينى وأحمد شوشة. 
ويأتى الإخوانى أحمد عبيد كواحد من أهم الأسماء التى استغلت الانفتاح فى تضخيم ودعم اقتصاد الجماعة والبداية كالعادة فى تجارة العملات الأجنبية وبدأ ودخل عبيد عالم البيزنس عن طريق إدارته لشركات الشريف للبلاستيك والتى أسسها رجل الأعمال عبداللطيف الشريف والذى لم يكن إخوانيا، وأرادت الجماعة الاستفادة من شركته فى توسع بيزنس الجماعة، ثم أسس أحمد عبيد شركة الحجاز الاستثمارية والتى دخلت فى شراكة مع شركات الحداد وأسمرت عن شركات الأندلس والحجاز والتى بدأت تبنى فى مصر لأول مرة المساكن الفاخرة أو ما يُعرف بالكمبوندات السكنية وأنشأت أيضًا «قرية أندلسية» فى مطروح والتى هرب إليها مرشد الجماعة فى أعقاب فض اعتصام رابعة. 
وتستمر أسماء جماعة الإخوان من تجار العملة فى الظهور، فكان محمد عليوة الذى دخل فى علاقات مصاهرة مع رجل الأعمال الإخوانى حسن مالك، وفى 1986 تدخل الجماعة مرحلة جديدة فى عالم البيزنس بعودة المهندس خيرت الشاطر من الخارج ودخوله فى شراكات مع يوسف ندا وحسن مالك ليسيطر الشاطر على مجموع شركات الاخوان التى بلغ حجم أموالها عند تطبيق قرارات التحفظ نحو 61 مليار جنيه.