من السياسة للأدب.. رحلة ميسون صقر حتى فوزها بـ«الشيخ زايد» للكتاب
"ينتمي هذا العمل إلى عالم الكتابة الأدبية المنفتحة على أشكال أدبية مختلفة، ولاسيما ما يعرف بسرد الأمكنة، إذ أن لمقهى ريش في مدينة القاهرة تاريخا ثقافيا عريضا وإرثا إبداعيا واجتماعيا واسعا، وقد قام الكتاب على جهد يجمع بين التاريخي والسردي الذي يجعل الكتاب سيرة تاريخية موثقة من جهة، وإبداعية من جهة أخرى" هكذا جاء في حيثيات فوز الشاعرة والروائية الإماراتية ميسون صقر بـ"فرع الآداب" بجائزة الشيخ زايد للكتاب التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، عن كتابها "مقهى ريش.. عين على مصر" الصادر عن دار نهضة مصر للنشر لعام 2021.
وبحسب حيثيات الفوز أيضا؛ فإن الكتاب يقدم توثيقا لحقبة مهمة من التاريخ الثقافي لمصر من خلال تتبعه لتحولات ثقافية واجتماعية في التاريخ المصري الحديث والتوقف عند أبرز المثقفين والمبدعين المرتبطين بالمقهى وبتاريخ الحياة الفكرية في مصر.
نجحت ميسون صقر في تقديم سردية فريدة لرحلة القاهرة مع التحديث المعماري، طوال قرن كامل، ويظهر الأدوار التي لعبتها المقاهي في تاريخ المدينة خلال العصر الحديث، كما غاصت فى التاريخ والوثائق، وتفاصيل وأحداث القاهرة الثقافية والاجتماعية والسياسية منذ ثورة 1919 وحتى ثورة 30 يونيو، ويرجع الفضل في ذلك تخرجها من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من قسم السياسة بجامعة القاهرة عام 1982، ثم عملها في المجمع الثقافي بأبوظبي بمركز الوثائق، ثم في مؤسسة الثقافة والفنون كرئيس لقسم الثقافة، ثم لقسم الفنون ثم أنشأت قسما للنشر بما فيه من عقود ونظم ومستشارين وطبع خلال فترتها الكثير من الكتب الهامة المترجمة والمؤلفة، ثم أصبحت رئيس قسمي النشر والفنون فأنشأت قسم النشر كما أنشأت وأقامت مهرجان الطفولة الأول والثاني، وعملت بوزارة الإعلام والثقافة كمدير الإدارة الثقافية.
سبق وصدر لها عدة روايات؛ واحدة باسم "ريحانة" عن دار الهلال بالقاهرة وتتحدث عن فكرة الحرية والمرأة وتلامس البنية التحتية لواقع الخليج في فترة ما قبل النفط، كما صدر لها رواية "في فمي لؤلؤة" عام 2016 عن الدار المصرية اللبنانية، وتعد مزيجا من الشعر الشعبي والحكايات القديمة والجديدة، حكايات من كتب من الشعراء، وأبرز من كتبوا عن اللؤلؤ.. وهي حصاد سبع سنوات من البحث والقراءة والتأمل.
لميسون صقر تسع مجموعات شعرية هي "هكذا أسمي الأشياء" 1983 و"الريهقان" و"جريان في مادة الجسد" و"البيت" في عام 1992 و"الآخر في عتمته" و"مكان آخر" و"السرد على هيئته" و"تشكيل الأذى" وأخيرا "رجل مجنون لا يحبني" كما أصدرت ديوانين باللهجة العامية المصرية هما "عامل نفسه ماشي" و"مخبية في هدومها الدلع".
وأقامت ميسون صقر تسعة معارض تشكيلية في القاهرة والإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين، كما شاركت في معرض الفنانات العربيات في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1990 - 1991 أقامت أول معرض تشكيلي لها في الإمارات ثم نقل في نفس العام إلى القاهرة باسم "خربشات على جدار التعاويذ والذكريات لامرأة خليجية مشدوهة بالحرف واللون" ممازجة بين الشعر والتشكيل وأصدرت بصدده كتيبا للمعرض يحوي بعض النصوص، وعام 1992 أقامت معرضها الثاني في القاهرة ثم تم نقله إلى الإمارات باسم "الوقوف على خرائب الرومانسية" وأصدرت معه كتيبا يحوي بعض النصوص، وأقامت معرضها الثالث "السرد على هيئته" عام 1993، وبعده جاء معرضها الرابع "الآخر في عتمته" عام 1998، متنقلا ما بين قاعة الهناجر بالقاهرة وقاعة الطاهر الحداد بتونس وملتقى المبدعات العربيات بتونس والمركز الثقافي بالبحرين، ولا تزال تواصل تجربتها التشكيلية الموازية للشعر.