وصفها لوالدته بعد عودة من العمرة.. ما الذي رآه إبراهيم المازني داخل الكعبة؟
كتاب «رحلة إلى الحجاز» للكاتب والشاعر الراحل إبراهيم عبد القادر المازني، يعد من الكتب التي تنصف فى أدب الرحلات، كان سبب تأليف لهذا الكتاب أنه في سنة 1930م، وجه الملك "عبدالعزيز آل سعود" دعوة لشخصيات مصرية مهمة كى يزورون مكة وجدة ويؤدوا مناسك العمرة.
وكان إبراهيم المازني واحد من الشخصيات المدعوة، وكان يتمتع آنذاك بخفة دمه، فقرر أن يكتب أحداث الرحلة من أول ما صعد إلى السفينة إلى نهاية الرحلة من الحجاز، ويتميز الكتاب بأنه مليء بالكثير من المواقف الكوميدية التى تعرض لها، إضافة إلى مواقف أخرى توضح كرم وضيافة أهل السعودية.
ومن بين المواقف التي رصدها المازني، رؤية الكعبة ووصفها لوالدته، فقد جاء في الكتاب في صفحة 97 هذا الموقف فقال:" ولما عدت إلى مصر أقبلت أمى على تسألنى فقصصت عليها ما رأيت فى بلاد الحجاز، ووصلت فى وصفى إلى الكعبة فقالت هل دخلتها؟ فقلت بلى دخلناها بصفة خاصة، فقالت طوبي لك، لا تخبر أحدًا بما رأيت فيها، احذر، فسألتها عن السبب، فقالت :" إن من يرى الكعبة من الداخل لا يقص على غيره ما يرى، قلت:" ولكنها خالية ولا شئ فيها، كانت أشبه بمخزن للأوثان فى الجاهلية فأخلاها منها النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت :"أيوة، خليك على كده، كل من سألك عنها تقول له لم أر شيئًا".
فقلت لها ولكنها حقيقة خالية، قالت: تمام مضبوط، بارك الله فيك، فقلت: "إنى لا أكذب ولا أدعى: هى حقيقة كما أقول خالية"، فقالت: أيوة تمام أهو كده، الله يزيدك عقلًا" فأسكت، ولم أرلى حيلة، وهأنذا أقول للقراء إن الكعبة لا شئ فيها فليصدقوا أو لا يصدقوا، وليكونوا كأمى، وليدعوا لى أو فليضنوا على بالدعاء كما يشاءون".
وقد أهدى المازني الكتاب لوالدته والتي قال في مقدمته:" إلى التي تفرح لفرحى وتحزن لحزني والتي أسئ إليها فتعفو، وأرهقها فتتحمل، والتى لا تكون معى إلا راضية عنى مباهية لى إلى أمى".