مع الاستعداد لحفل تنصيب ماكرون لولاية ثانية.. ماذا ينتظر العلاقات الفرنسية الإفريقية؟
يتسلم إيمانويل ماكرون، السبت، منصبه رئيسًا لفرنسا لولاية ثانية، بعد فوزه في الانتخابات في 24 أبريل، حيث حصل على 58,55% من الأصوات في الجولة الثانية، متفوقًا على مارين لوبان التي حصلت على 41,45% من الأصوات.
وبحسب البروتوكول المتبع خلال حفلات التنصيب السابقة في فرنسا، يفترض أن يبدأ الحدث بإعلان النتائج الرسمية للانتخابات من قبل رئيس المجلس الدستوري لوران فابيوس.
ووفقًا لصحيفة ذا جارديان البريطانية، إنه مع الاستعداد لحفل تنصيب ماكرون لولاية ثانية غدًا 7 مايو الجاري، ماذا ينتظر العلاقات الفرنسية الإفريقية خلال الخمس سنوات المقبلة؟
حيث أشارت الصحيفة إلى أن ماكرون يعتبر أول رئيس في منصبه منذ 20 عامًا يعاد انتخابه، وفاز بنسبة 58.55 في المائة مقابل 41.45 في المائة، بهامش أكبر مما كان متوقعًا.
وحسب الصحيفة، كانت نسبة المشاركة أقل بقليل من 72 في المائة، وهي أدنى نسبة في جولة الإعادة الرئاسية منذ عام 1969، وأدلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص بأصوات لا تصلح.
كما تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب النصر يإيجاد حل لليمين المتطرف في البلاد.
وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، إلى أنه من المتوقع أن يلقي ماكرون خطابًا حول أوروبا في ستراسبورج، شمال شرق فرنسا، مقر برلمان الاتحاد الأوروبي، يوم الإثنين المقبل، حيث سيواجه ماكرون قريبًا انتخابات برلمانية حاسمة، كما أنه يواجه بعض التحديات في الحفاظ على أغلبيته.
السياسة الداخلية
فيما يتعلق بالسياسة الداخلية، فقد صرح ماكرون بأن إحدى أولوياته ستكون تمرير قانون خاص لدعم القوة الشرائية وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة التي غذتها الحرب في أوكرانيا بحلول الصيف.
وستحدد الانتخابات البرلمانية على مستوى البلاد، المقرر إجراؤها على جولتين يومى 12 و 19 يونيو، من يسيطر على الأغلبية من 577 مقعدًا فى الجمعية الوطنية.
إذا كان حزب ماكرون، فإن حزب La République En Marche! (LREM) يحصل على الأغلبية، وسوف يعين حكومة جديدة وفقًا لذلك، وسيكون قادرًا على تمرير القوانين بسلاسة.
إذا حصل حزب آخر على أغلبية المقاعد، فسيتعين عليه تعيين رئيس وزراء ينتمي إلى تلك الأغلبية الجديدة، وفي مثل هذه الحالة، التي يطلق عليها عادة "التعايش" في فرنسا، تنفذ الحكومة في معظم الأحيان سياسات تختلف عن مشروع ماكرون.
السياسة الخارجية لفرنسا
وأشار المحامي ومعلق الشئون الخارجية هنري أوجو، إلى أن الطبيعة الوثيقة للسباق بين لوبان والرئيس ماكرون تتحدث بشكل كبير عن مزاج فرنسا وديناميكيات الاتجاهات السياسية في فرنسا.
وأوضح أن لوبان زعيم حزب التجمع الوطني وصف بأنه سياسي من أقصى اليمين من الطيف السياسي.
وقال: "ارتبطت سياسات اليمين المتطرف بالفلسفات القومية المتطرفة والأصلانية، وفي بعض الحالات، الميول المتطرفة مثل التفوق العنصري".
ومع ذلك، صرح أوجو بأنه على الرغم من قيادة لوبان في التجمع الوطني (حزبها السياسي) انحرفت عن بعض ميولها الأساسية، على سبيل المثال، من خلال إلغاء معارضتها للشراكات بين نفس الجنس ودعمها لعقوبة الإعدام، ظلت لوبان لا تزال قائمة، صوت قوي لبعض المقومات السياسية للحزب.
وقال أوجو إن هذه الأسس تدعم السياسات القوية المناهضة للهجرة والسياسات القومية، والتي يعتقدون أنها ستعطي الأولوية للهوية الفرنسية وتحميها.
كما وردت أنباء على نطاق واسع بأن لوبان تعارض بشدة سياسات أمريكا وحلف شمال الأطلسي التي لا تحدد مصالح فرنسا على أعلى مستوى.
وكانت قد تعهدت بإخراج فرنسا من دائرة نفوذ أمريكا والناتو.
ووفقًا له، من ناحية أخرى، فإن الرئيس ماكرون كان من إخراج سياسي متمركز حول أوروبا، والذي كان يعارض جميع الميول المتطرفة لوبان وحركتها اليمينية المتطرفة.
ومع ذلك، ذكرت أنه من المتوقع أن يتأثر موقف ماكرون الليبرالي بشكل كبير بنتيجة الانتخابات الأخيرة لأنه يرى الآن أن فرنسا أكثر انقسامًا مما كانت عليه في وقت طويل جدًا حيث يظهر القوميون المتطرفون أكثر شعبية وحزمًا وحزمًا، وفق الجارديان.
العلاقات الفرنسية- الإفريقية ونيجيريا
وقالت الصحيفة إن “التوصل إلى حل وسط في قيادة حكومة شاملة قد يؤدي إلى اتخاذ الرئيس الفرنسي مواقف أكثر صرامة بشأن مواضيع حساسة مثل الهجرة”، مشددة على ضرورة أن تدرك نيجيريا أن مواطني العديد من الدول المتقدمة في العالم قد بدأوا في التجمع حول السياسات الخارجية التي تؤكد هوياتهم ورفاهيتهم فوق الاعتبارات الأخرى.
وأفادت الصحيفة: حثت نيجيريا على بذل الجهود من أجل التنمية الذاتية، لأنه لن يكون هناك أي دولة في وقت قصير يلجأ إليها طلبًا للمساعدة.
حيث أشار التقرير إلى أنه: يجب أن نتخذ خطوات مدروسة ودقيقة لإعطاء الأولوية لرفاهية نيجيريا والنيجيريين في جميع جوانب عمليتنا السياسية والحكومية.. وقريبًا جدًا، لن يكون لدينا من نقترض المال منه، ولن تتدخل قوى عظمى أجنبية في الوقت المناسب عندما نجد أنفسنا في مواقف صعبة لأن الجميع يفكرون في أنفسهم وبلادهم أولاً.
وأعلن أن "قاعدة الدعم المتزايدة لوبان وحزبها تبث الحياة في هذه النقطة وستؤثر الديناميكيات بالتأكيد على تفاعل فرنسا وتدخلها في نيجيريا وإفريقيا".
من جانبه، قال المدير العام السابق، معهد نيجيريا للشئون الدولية (NIIA)، بولا أكينترينو، إن إعادة انتخاب ماكرون كانت متوقعة، لأنه من غير المعروف في التاريخ أين ستذهب فرنسا إلى أقصى اليمين.
لكنه أشار إلى أن الناس صوتوا بغضب، وقالوا إنهم صوتوا بقلوبهم في الجولة الأولى.