في ذكراه.. محمود السعدني يروى تفاصيل لقائه مع «مبارك» و«هيكل»
تمر اليوم ذكرى رحيل الكاتب الساخر محمود السعدني، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الموافق 4 مايو 2010، وعرف السعدني بكتاباته الساخرة، التى كانت سببًا في أن يصبح أحد أبرز الكتاب من مجايليه، وأكثرهم شهرة، إلى جانب أنه أصبح بكتاباته الساخرة أحد أقطاب تلك النوعية من الكتابة الصحفية، ولقب بالعديد من الألقاب ومنها عميد الساخرين، والولد الشقي.. إلخ، وكما كانت سخريته سببًا رئيسًا في شهرته، كانت سببًا في سجنه ومطاردته ونفيه.. وعن علاقته بأحد أبرز نجوم الصحافة السياسية في مصر والعالم العربي "محمد حسنين هيكل" يدور التقرير التالي.
يقول الكاتب الصحفي، أكرم السعدني عبر مقاله المنشور بصحيفة الوفد تحت عنوان السعدني وهيكل: "كان السعدنى من قراء هيكل ومريديه وعشاقه ومحبيه، وهو الذى أطلق عليه لقب «أعظم صحفى أنجبته أمة محمد»".
السعدني لهيكل.. أنا صحفي على باب الله وانت اللي مع الرئيس
وقد كتب الكاتب الصحفي محمد حماد عبر موقع أصوات أون لاين "حكي السعدني مرة أن الأستاذ «هيكل» طلب إليه العمل في مجلة ساخرة كانت «الأهرام» تنوي إصدارها، وحدد له موعدًا في الساعة الثامنة صباحًا، غير أن السعدني وصل متأخرًا عن موعده بنحو ساعتين، فلم يحادثه هيكل في أي شيء يتعلق بعرض العمل في «الأهرام»، ودار الحديث في موضوعات عامة، وبذكاء السعدني وخفة ظله أراد أن يخفف وقع عدم الالتزام بالموعد المحدد له، فقال لهيكل: «لأنك بتصحى بدري، وأنا أصحى زي ما أنت شايف، فأنا محمود السعدني اللي على باب الله، وأنت هيكل اللي مع الرئيس».
ولفت محمد حماد إلى "نكتة السعدني لاذعة، تضحكك وتبكيك في نفس الوقت، كثيرون ممن جالسوا الكاتب الساخر الكبير تحدثوا عن «خفة دمه» الطبيعية والغير متكلفة.
وتابع حماد: "أكتفي هنا بحكاية رواها الأستاذ محمد حسنين هيكل يقول: جاءني الكاتب الكبير والساخر الأكبر الأستاذ «محمود السعدني»، مرَّ على مكتبي دون موعد يقول: «إنه لا يريد غير خمس دقائق وسوف ينصرف بعدها»، ودخل إلى مكتبي، وسحبني من يدي إلى شرفة المكتب يقول لي بصوت هامس: «مصيبة، كنت عند الرئيس مبارك الآن»، وأبديت بالإشارة تساؤلًا مؤداه، وأين المصيبة؟، وراح «السعدني» يروى:
السعدني يروي تفاصيل ساعة مع مبارك لهيكل
جلست مع الرئيس ساعة كاملة كلها ضحك ونكت، وعندما حان موعد انصرافي سألته مشيرًا إلى المقعد الذي كان يجلس عليه: يا ريس، ما هو شعورك وأنت تجلس على الكرسي الذي جلس عليه «رمسيس الثاني» و«صلاح الدين» و«محمد على» و«جمال عبدالناصر»، بماذا تظنه أجاب علىَّ؟، ولم ينتظر «محمود السعدني»، بل واصل روايته: نظر إلى الكرسي الذي كان يقعد عليه، والتفت إلىَّ وسألني: هل أعجبك الكرسي؟، إذا كان أعجبك، فخذه معك.
ويخبط «محمود السعدني» كفاً بكف وهو يقول: «وخرجت وطول الطريق لم أفق من الصدمة ــ الرجل لم يستطع أن يرى من الكرسي إلا أنه كرسي، لم يدرك المعنى الذي قصدت إليه».
يقول هيكل: حاولت طمأنة «محمود السعدني»، وأنا نفسي لا أشعر بالاطمئنان، وكان تعليقي: «الحق عليك وليس عليه، لماذا تحدثه بالرمز؟، لماذا تفترض أن رئيس الدولة يجب أن يكون عليمًا «بالمجاز» في أدب اللغة؟، وكان تعليق «السعدني» لفظًا واحدًا لا يجوز نشره.