المدهشون
لا شك أن رمضان ٢٠٢٢ يعتبر من أفضل مواسم الدراما المصرية من حيث كم الأعمال المتقنة، وتنوعها ما بين الكوميدية (مين قال) (الكبير 6) (أحلام سعيدة) (مكتوب عليا) والملحمية (جزيرة غمام) والجاسوسية (العائدون) والوطنية (الاختيار ٣) والنفسية (وجوه) والفورمات (سوتس) والرسوم المتحركة (حارة أم الدنيا) (يحيى وكنوز) وغيرها.
كما شَهِد هذا الموسم حدثًا رائعًا هو عودة العظيم أسامة أنور عكاشة من خلال (راجعين يا هوى) والكبار عمرو عرفة (أحلام سعيدة) ومحمد ياسين (المشوار)، يُحسب أيضًا لعددٍ من المتنافسين في هذا الموسم ما نسميه بتغيير الجلد، أي تجديد إطار أعمالهم الفنية (Ganre) بالمقارنة مع ما قدموه في الأعوام الماضية، وأبرزهم يسرا، مصطفى شعبان، كاملة أبوذكرى، كما شهد الموسم تقدم أعضاء جدد لنادي البطولة المطلقة هم روجينا (انحراف) وحنان مطاوع (وجوه) وظهور آخرين كممثلين لأول مرة بعد تحقيقهم شهرة كبيرة كمقدمي محتوى على مواقع التواصل مثل محمود السيسي (مكتوب عليا) والطفل عبدالرحمن طه (الكبير٦)، بينما غابت أسماء مهمة ومنافسون دائمون أبرزهم يحيى الفخراني وغادة عبدالرازق ومحمد إمام وتامر محسن، في الوقت نفسه ساهمت أعمال هذا العام في اكتشاف عدد من المبدعين الموهوبين قدمتهم لأول مرة أو أعادت اكتشافهم بمنحهم فرصًا أظهرت مساحات من موهبة مدهشة ظلت خفية لديهم في أعمالهم السابقة.
أحمد أمين (جزيرة غمام)
ارتبط أحمد أمين منذ ظهوره فقط بالكوميديا، هي موهبة صاحبها محظوظ بدون شك.. لكن البقاء داخل حدودها يحرمه من إثبات قدراته التمثيلية خاصة إذا كانت الرؤية العامة للكوميديان أنه ممثل درجة ثالثة، أمين الذي بدأ بتقديم الاسكتشات في التليفزيون ظل حبيسًا في حدود الكوميديا حتى بعد دخوله السينما، خفيف الظل نعم.. لكن لم تمنحه أدواره تقييمًا أكثر من ذلك، ربما أهّله لذلك مسلسل ما وراء الطبيعة، إلا أن عرضه حصريًا على منصة مدفوعة أبقى مشاهدته فئوية، في هذا الموسم.. نكتشفه ممثلًا فذًا يفاجئنا من خلال شخصية عرفات بقدرات نادرة على امتلاك زمام شخصية يؤديها بمنتهى الجدية والرهافة، وهو ما يحسب للمخرج حسين المنباوي لاختياره ممثلًا ارتبط لدى الناس بصورة واحدة بعيدة كل البعد عن طبيعة الأداء المطلوبة.
نبيل على ماهر (أحلام سعيدة)
عرفناه موسيقارًا موهوبًا من خلال تأليفه الموسيقى التصويرية لمجموعة كبيرة من الأعمال الناجحة.. الناظر.. فول الصين العظيم... تامر وشوقية.. اضحك الصورة تطلع حلوة.. هذا العام يقدمه عمرو عرفة في أحلام سعيدة كممثل، ربما كانت مساحة الدور غير كبيرة، إلا أن ماهر قدم أداءً رصينًا في دور تاجر الأنتيكات النادرة عوني، دفعنا للتساؤل عن عدم استغلال قدراته التمثيلية الجيدة حتى الآن خاصة مع امتلاك ملامح مقبولة ومرحلة عمرية لا غنى عنها في الكثير من الأعمال.
نور محمود.. (الاختيار ٣، أحلام سعيدة)
منذ بداياته عام ٢٠٠٧ قدم نور محمود عددًا من الأدوار الثانوية في أعمال سينمائية وتليفزيونية: اختيار إجباري.. الخلية.. الجماعة.. الرحلة.. الممر.. إلا أن صِغَر حجم الدور في كل عمل لم يمنع هذا الممثل الموهوب من التميز المستمر، بفضل تلقائية في الأداء تدعمها كاريزما خاصة وملامح طيّعة، هذا العام نعيد اكتشافه عبر دورين أكثر أهمية هما حازم في (أحلام سعيدة) وموريس في (الاختيار٣) ليقدم لنا هذا الموسم فرصتين ذهبيتين لإعادة اكتشاف قدراته كممثل جدير بالأدوار الرئيسية في مواجهة كبار الممثلين.
سماء إبراهيم.. (الكبير٦، المشوار، انحراف، دايمًا عامر)
بقليل من البحث ستكتشف امتلاكها لمجمع مواهب.. الغناء.. العزف.. البانتومايم.. تصميم الديكور.. وأخيرًا التمثيل.. لعبت سماء إبراهيم في السنوات الماضية أدوارها بامتياز في: (لحم غزال، ملوك الجدعنة، نصيبي وقسمتك) إلا أن موسم رمضان هذا العام قدّم لها فرصة غير مسبوقة من خلال ٤ أدوار دفعة واحدة.. وبالرغم من نجاحها في دور الكبيرة فحت بمسلسل (الكبير٦) بشكل كان هو الأكبر بين أدوارها هذا العام إلا أن لعبها لـ ٣ أدوار أخرى في موسم واحد وإجادتها التامة لها، أكّد اكتشاف قدراتها التمثيلية الكبيرة أكثر من أي عام مضى.
إسلام عبدالسميع (جزيرة غمام)
يجسّد إسلام عبدالسميع معنى المثل الدارج "ابن الوز عوام"، إذ ورث عن والده مدير التصوير الكبير محمود عبدالسميع حساسية تكوين الكادرات، هذا الموسم أدار من خلاله تصوير مسلسل (جزيرة غمام)، حيث أثبت من لقطاته الأولى امتلاكه موهبة عظيمة ترجمها في تكوين كادرات هي أقرب للوحات بديعة متخمة بالجماليات المعبرة بشكل رائع عن البعد الأسطوري لأجواء المسلسل مما أضاف الكثير لتأثيره وقيمته.