التجنيد بالحب.. هكذا كان داعش يستقطب الفتيات الأجنبيات

كان عدد النساء اللاتي أتين من روسيا والدول الغربية للانضمام لداعش أكثر بكثير من العربيات اللاتي انضممن للتنظيم بحسب ما ذكر خبراء في هذا الشأن، وأرجع الخبراء السبب في كثرتهن لمحبة الزوج المنضم للتنظيم أو بناء على قصة حب طرف منها داخل التنظيم.

وفي تقرير لمركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية، ميزت الباحثة سمية فطاني ما بين استخدام الخطاب الديني لـ«داعش» لاستقطاب النساء العربيات، وما بين الخطاب الاجتماعي الموجّه للنساء الغربيات من جهة أخرى، وذلك عبر حملات إعلامية توظف مفاهيم وعناوين مختلفة في التواصل حسب المستهدفين، وهذا ما يعكس التلون الخطابي واستخدام إستراتيجية مختلفة في اللغة والمضمون تتكيف من أجل الوصول إلى وسيلة تواصل اجتماعية وشرعية تعبر القارات وتتغلغل إلى داخل البيوت وتخطف قلوب الفتيات.

هنا وشذى والحب في داعش

تذكر الكاتبة عبير عبد الستار في كتابها "نساء في مخدع داعش" والذي صدر عن دار تويا للنشر والتوزيع الكثير من النماذج النسائية التي ساقها الحب لداعش، ومنهن هنا وشذى، وهما فرنسيتان من أصول جزائرية الأولى هنا وعمرها ١٨ عامًا تعرفت على مجاهد من داعش فرنسي من أصول مغربية اسمه حكيم وعمره ٣٤ عامًا، ارتبطت معه بعلاقة حب عبر الفيس بوك وتحدث معها عن دولة الخلافة ومقرها الشام والعراق وأنه يقاتل في سبيل الله، وأنه ترك زوجتة الكاثوليكية في فرنسا، وأن الحياة في دولة الخلافة هي الجنة الموعودة في الأرض التي تسبق جنة السماء إذا نال الشهادة، وبدأت المراهقة تستجيب له؛ بل بدأت في تجنيد ابنة خالتها شذى ذات الـ١٧ عامًا التي تعيش في المدينة نفسها، وأقنعتها بالسفر معها إلى تركيا ومن تركيا إلى العراق حيث استقبلها حكيم وتزوجها دون توثيق الزواج عام ٢٠١٤، وانضمت كل من هنا وشذى إلى نساء داعش وبدأتا في الانخراط في العمل، وكانت شذى تعرف بعض المعلومات عن التمريض نظرًا إلى عمل أبيها وأمها في مهنة التمريض بفرنسا وبدأت في معالجة الجرحى من مجاهدي التنظيم، وتزوجت من مجاهد سوري يدعى بسام عاويد، أنجبت المراهقة الأولى هنا طفلاً، ولادة مبكرة ومات الطفل فور ولادته نظرًا لصغر سنها، وضعف جسدها، وبعدها قتل حكيم في إحدى معارك داعش، ولأن أرملة المجاهد تتزوج فور انتهاء عدتها من مجاهد آخر، فقد تزوجت هنا من مقاتل ألماني وأنجبت منه طفلة، أما شذى فلم تنجب أطفالاً، وكانت ترعى أطفال زوجها من زوجته الأولى التي توفيت نتيجة مرض غير معلوم بأرض الخلافة، وقتل زوجها في غارة من غارات قوات التحالف مع أحد أبنائه، وبقي معها طفل آخر، حاولت الهروب من جحيم داعش، ولكن تم عقابها من الحسبة النسائية، وبعد هزيمة تنظيم داعش ومقتل وسجن معظم أفراده تم إيداع هنا وشذى في معسكر مع باقي نساء داعش، ورفضت فرنسا استقبالهما لخطورتهما على الأمن الداخلي.

ساندرا

ساندرا ماير من مدينة ميونيخ، وميرفه آيدين من مدينة هامبورج من العائدات أيضًا قد أقرتا أمام المحكمة بالتحاقهما بالتنظيم وزواجهما بمقاتلين من داعش، إلا أنهما نفيتا المشاركة في نشاطات التنظيم الإرهابي، وقالتا: إنهما كانتا متفرغتين للبيت وتربية الأطفال. وقالت «آيدين» لبرنامج «دير شبيجل تي في»: إنها التحقت بـ«داعش» سنة 2014 مع صديقها بلال زكرتي، وأنهما تزوجا في سوريا. ورُزقت آيدين من زكرتي الذي قُتل لاحقًا في قصف أمريكي، بطفلين وُلدا في مدينة الرقة.

شانون كونلي

الحظ كان حليفًا لشانون كونلي (17 عامًا) التي تم القبض عليها في يناير 2015 لمحاولتها الانضمام إلى داعش، بينما كانت تحاول الصعود على متن طائرة إلى ألمانيا؛ حيث كانت تخطط لاستكمال رحلتها إلى تركيا ومنها لسوريا، وقال والد الفتاة للمحققين: إن ابنته تعرفت عبر الإنترنت على شاب تونسي من مقاتلي داعش في سوريا، وإنها عشقته وخططت للسفر إليه للزواج منه وتركت رسالة إلى أهلها قبل مغادرتها المنزل، وأبلغ الأب الشرطة التي لحقت بالفتاة في المطار قبل المغادرة إلى أرض الخلافة.