من روائع الادب العالمى
«ريح الشمال».. قصة ماركيز عن عنصرية الأوربيين ضد أهل الجنوب
ريح الشمال هى واحدة من القصص البديعة للكاتب الكولومبى الكبير جابريل غارسيا ماركيز.
وهى ترتكز على قاعدتين اولهما فكرة قصة اللقطة وثانيهما فكرة الفلاش باك المرتبط باللقطة التى هى اصل القصة. وهى قصه تحمل فى طياتها قضية كبرى، إلا وهى فكرة تعالى أهل الشمال والمقصود بهم الأوروبيون على أهل الجنوب.
كما أنها واحدة من الإثنا عشر قصة التى حكى فيها ماركيز عن تجارب شخصية عاشها فى المدن الأوروبية. والتى جاءت تحت عنوان إثنى عشر قصة مهاجرة. والتي جاءت برغم تنوعها تحت راية واحدة وهي غطرسة الأوربيون على غيرهم من اهالى البلدان الأخرى الواقعة فى أمريكا اللاتينية أو إفريقيا.
تفاصيل القصة
تدور أحداث قصة ريح الشمال فى مدينة برشلونة، وتحديدا فى كباريه بوكاشيو، حيث يجلس شاب إفريقي منزويا وكأنه يخشى من قادم مجهول فى بلاد الغربة، فيدخل عليه أحد عشر شابا سويسريين ويأمروه أن يذهب معهم ليغنى لهم فى حفلة كاداكيس. كان الشاب يصرخ أمام ضحكات السويسريين وتجاهل الحاضرين وكأن مجرد دومية يتلاعبون بها وينتهكونها منى أرادوا دون حسيب أو رقيب.
وهنا يبين ماركيز ى عنصرية الأوربيون حين قال الشبان لقد وجدناه فى القمامة وعليه أن ينهض معنا.
بين ماركيز سر صراخ الشاب الافريقى الذى شبهه بالكاريبيين ليبين ان كلاهما محتقر من قبل اهل الشمال . حين اوضح انه الوحيد الذى يعلم خوف الشاب من الخروج خشيه أن تصيبه ريح الشمال التى لن يحتملها اذا ذهب مع هؤلاء الشبان.
ثم عاد بنا ماركيز الى الفلاش باك من خلال مشهد مرعب مرت به اسرته حين هبت ريح الشمال على بلادهم مما أدى الى انتحار البحار الذى يسكن فى الطابق الأسفل منهم.
ينهى ماركيز قصته باتصال من قبل أحد الشخوص يخبره أن الشاب الإفريقى قفز من السيارة التى كان يستقلها مرغما مع السويسريين ولقى مصرعه على الفور خشيه ان تقتله ريح الشمال فى حفلة كاداكيس.
الهدف من القصة
لم يكن ماركيز بالقطع يقصد الحديث عن ريح الشمال ولكن كان يقصد الشمال نفسه، الذى لا يأتى من ورائه خير لأهل الجنوب من الكرة الأرضية. وكأن هذه القصة واخواتها من قصصه المهاجرة هى جرس انذار للعالم يبين حماقه الشماليين.