في أول حوار له| مقدم برنامج «حياة كريمة»: المبادرة عالمية.. ولهذا السبب قدّمتها في قالب تلفزيوني
خطوات الخير دائما سبّاقة، حاضرة، لا تنضب أبدا، «حياة كريمة» تمناها الرئيس عبد الفتاح السيسي لكل المصريين، ليظهر ذلك جليا عندما وقف المذيع الشاب أيمن مصطفى في شوارع المحروسة يختار أبطاله من المصريين.
«أيمن» الذي يقدّم برنامجا صار حديث مواقع التواصل الاجتماعي «حياة كريمة» يعرض عليهم أزمة إنسانية قبل أن يفاجئهم بأن أحلامهم أوامر، البرنامج الذي تعاطف معه الجميع، حتى وقع الاختيار على اثنين من أبطاله ليجلسا بجوار الرئيس السيسي في حفل إفطار الأسرة المصرية.
«الدستور» تواصلت مع المذيع الشاب، لمعرفة كواليس البرنامج، وكيف يتم اختيار الحالات الأكثر احتياجًا.
في البداية قبل أن نتطرق إلى مشاركتك في برنامج حياة كريمة.. حدثنا عن بداياتك كـ «يوتيوبر» ومهنتك الأصلية؟
أنا من مواليد دولة الكويت ودرست في مصر بكلية الآداب جامعة عين شمس، ثم سافرت مرة أخرى بعد التخرج للعمل بالكويت بوزارة الداخلية هناك، وعدت إلى مصر، وبدأت العمل كيوتيوبر عام 2015.
والبداية جاءت من خلال تنفيذي لبعض الفيديوهات البسيطة بيني وبين أصدقائي على سبيل المزاح وذلك باستخدام كاميرا "موبايلي"، إلى أن وجدتها تلقي استحسانًا كبيرًا لدى المُشاهدين فاستمريت في تنفيذها وتوسعت في ذلك.
-كيف أصبحت مُشاركًا في المبادرة الرئاسية الأولى في مصر «حياة كريمة»؟
فوجئت باتصال القائمين على المبادرة والشركة المنتجة للبرنامج «ديجيتال استوديو» برئاسة الأستاذ إيهاب الطراوي لتنفيذ هذا الموسم من برنامج «حياة كريمة»، ووجدت أن الفكرة جديدة ومختلفة عن العام الماضي لذلك وافقت.
وربما جاء اختياري لتنفيذ فكرة هذا الموسم من برنامج حياة كريمة، لأنني قد نفذت برمضان الماضي برنامجًا شبيهًا بالجهود الذاتية اسميته «المحطة»، وكانت فكرته تعتمد أيضًا على النزول بالشارع وتقديم المساعدات للمواطنين الذين أجدهم في حاجة للمساعدة.
-ماهي ظروف وملابسات تصوير البرنامج وعدم ساعات العمل فيه؟
أجواء التصوير شاقة للغاية فنحن نصور في رمضان يوميًا قبل إذاعة الحلقات بيومين أو ثلاث ونستمر لمدة 24 ساعة، ويضطر جروب العمل الذي يتكون من حوالي 60 فردًا للإفطار بالشارع، حيث يستمر العمل يوميًا حتى الساعة الرابعة فجرًا، إذ أن هناك العديد من التجهيزات المُسبقة التي تستغرق وقتًا طويلًا قبل كل حلقة من ضبط صوت وكاميرات للدخول بها على الحالة التي يتم اختيارها لمساعدتها، كما أن هناك العديد من الحلقات التي تفشل لعدة أسباب ما يصعب المهمة أكثر.
-كيف يتم اختيار الشخصيات المُقدم لها المساعدات؟
اختيار الشخصيات يكون إما نتيجة ترشيح مُعدة البرنامج "شريهان"، التي تحرص على التحري الدقيق قبل تسجيل الحلقات عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية للعديد من المواطنين بشوارع القاهرة، للوصول إلى أكثرهم احتياجًا للمساعدة عن غيرهم، وفي حالات أخرى يتم الاختيار من خلال سيري بشكل عشوائي بالشوارع وملاحظتي لمواطنين يستحقوا بالفعل المساعدة، وبالتالي ترشيحي لهم لإدارة البرنامج التي تستجيب على الفور،ونبدأ بالتسجيل معهم دون سابق معرفتهم بالأمر.
-من صاحب فكرة البرنامج؟.. وهل تتدخل في أيًا من الأمور أثناء التصوير؟
صاحب فكرة البرنامج هي شركة «ديجتال استوديو»، وبالفعل أنا أتدخل في البرنامج فأنا من أتعامل مع جميع الحالات بشكل مباشر، ولذلك أنا أحدد بخبرتي كثيرًا هل بالفعل هذه الحالة تستحق للمساعدة أم لا، كما أن الحديث الذي يدور بيني وبين الحالات هو جميعه ناتج عن ارتجالي الذاتي، ولا يُمليه عليّ أحد.
- لماذا الدفع بأشخاص لتأدية دور المحتاجين أمام من يُقدم لهم المساعدات بعد المساعدة بعدة دقائق؟
قدمنا هذه الفكرة لنُظهر النماذج الحسنة بالمجتمع، وكيف أن هناك أشخاص تعاني الفقر والظروف الصعبة ولكنها تشعر بغيرها وتعطف عليه، فأنا في البداية اختار شخصًا أعلم أن ظروفه «صعبة»، وأساعده بمبلغ مادي، وبعدها أرسل له شخصًا "ممثل" يطلب منه المساعدة لنضعه في الاختبار هل سيساعد غيره بعد أن أكرمه الله بالمساعدة أم لا.
وفي حال ساعده أعود له مرة أخرى وأقدم له معونة أكبر من خلال تنفيذ مشروع له أو أي ما يطلبه من مساعدات، ومن خلال ذلك نكون قد أظهرنا النماذج الحسنة بالمجتمع، وشجعنا على مساعدة الجميع لبعض حتى في حال كانوا محتاجين ليعلموا أن نتيجة تقديمهم المساعدات للغير حتى مع احتياجهم، الله سيكرمهم أضعافًا مُضاعفة.
-هل هناك أفراد رفضوا تقديم المساعدة للمحتاجين على الرغم من حصولهم هم عليها قبلها بدقائق؟
بالفعل فلا يمكننا الكذب على بعضنا البعض ونقول أن الجميع يساعد الآخر، فهناك بعضًا من الحالات التي ترفض بعد ذلك تقديم المساعدة لغيرها على الرغم من كونهم قد نالوا مثل هذه المساعدة من خلال برنامجنا "فبالطبع ليس الجميع مثاليين"، وهنا نكتفي بما قدمناه لهم من المبلغ المالي، ولا نقدم لهم المشروع الربحي، كما أن ذلك يعني أن الحلقة قد فشلت ونضطر إلى تسجيل حلقة جديدة مع شخص آخر.
-هل خشيت المقارنة بينك وبين المذيع أحمد رأفت خاصة مع تشابه فكرة برنامجكم بعض الشيء؟
«أحمد أخويا وحبيبي، ومن زمان في السكة دي»، وفكرة برنامجه تعتمد على طرح سؤال ثم إعطاء المحتاجين مساعدات مادية مباشرة كما أنه يستخدم كاميرات ظاهرة ولكن برنامجي يستخدم كاميرات خفية غير ظاهرة، كما أنه لا يعتمد على تقديم المساعدات المادية فقط، فهو يقدم لكل حالة ما تحتاجه من مساعدات سواء كانت بضاعة لبدء مشروع تجاري جديد أو سيارة نقل لتوفير مصدر دخل، أو فرش وجهاز لإتمام زواج وغيرها من المُساعدات الأخرى.
كما أن فكرة برنامجي تعتمد على وضع المواطن تحت ضغط واختبار بالدفع بأحد الممثلين لتمثيل دور المحتاج عليه ومن ثم متابعة كيف سيكون تصرفه معه، وبناء على هذا التصرف يُستكمل الجزء الثاني من الحلقة بتقديم له المساعدة الكبرى أم لا.
وفي كل الحالات أنا أرى أنه حتى وإن كان هناك تكرارًا في مثل هذه النوعية من البرامج فأنا أشجعها وأدعو إلى كثرتها، طالما أن من وراء هذه البرامج هناك من يستفيد من المواطنين المحتاجين لأي مساعدة، ويتحقق المزيد من أعمال الخير.
-ما أكثر الحالات التي أثرت فيك حتى الآن دونًا عن سائر الحالات؟
حلقة عامل النظافة بمحافظة المنوفية، الذي كان كل حلمه أن يشتري بلح رمضان لأولاده، ولم يكن راضيًا بأخذ مبلغ إضافي بعد أن أعطيته الـ500جنيه، وقال لي: «راضي غيري، مش عايز أكون طماع»، فأنا لا يمكن أن أنسى هذا العامل لقدر الرضا والقناعة الذين وجدتهما به.
-انتقالك من يوتيوبر كوميدي إلى مقدم برامج للمساعدات الإنسانية.. هل مثل لك صعوبة وخوف من عدم تقبل المشاهدين ذلك أو انصراف بعضهم، وبالتالي تقليل نسب المشاهدات؟
لا يهمني نسب المشاهدة على الإطلاق، طالما أنني أقوم بعمل شئ يرضيني وأصدقه وأخلص نيتي فيه لله.
أما عن خوفي من تقديم هذه النوعية من البرامج فغير موجود، وذلك لأنني قد اعتادت على تقديم مثل نوعية هذه البرامج منذ عام 2016، 2017، وكنت أصورها جميعها بكاميرا هاتفي المحمول وكانت تلقى صدى واسع جدًا حيث كانت تصل نسب مشاهدات بعض الفيديوهات إلى 20 مليون مُشاهدة.
والناس يمكن أن ترفض أي محتوى إلا المحتوى الذي يقدم خدمات ومساعدات للآخرين، إلا إذا كان يستخدم أسلوبًا غير لائقًا في تقديمها بينما إذا كان الشخص يراعي الله في معاملاته مع المواطنين ويراعي طريقته في تقديم المساعدة لهم فبالطبع يلقى ترحيبًا من الجميع، وهو ما حدث معي فالناس حاليًا تطلب مني النوعين من الفيديوهات الكوميدية، والإنسانية.
-من خلال متابعتك.. ما هي أكثر متطلبات المواطن المصري من مساعدات؟
أكثر متطلبات الناس تتركز في مصروفات الجهاز لأبنائهم سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا، نتيجة تفكير الأهالي في أولادهم وحِمل همهم أكثر من التفكير في متطلباتهم هم الشخصية.
- هل هناك بعض الحالات اللي رفضت الدعم المادي وطلبت فقط مشروع صغير؟
بالفعل حدث هناك بعض الأفراد من رفض المُساعدة المادية، وطلب مساعدته في إقامة مشروع وهو ما تم بالفعل معهم.
-هل تستمر متابعة هذه الحالات بعد تقديم المساعدات لها؟
نعم، تتم متابعتهم من خلال القائمين على مبادرة حياة كريمة فالمبادرة لا تترك الحالات التي تم مساعدتها في البرنامج ويتم متابعتها من الحين إلى الآخر، وتلبية ما يحتاجونه من طلبات.
-هل من الممكن أن تستمر المبادرة إلى بعد الشهر الكريم؟
المبادرة مُستمرة بكافة محافظات مصر طوال العام، ولكن الفرق أنها تُقدم بشهر رمضان بصورة مختلفة حيث أن نسب المشاهدة أكثر، لذا فيكون المحتوى المرئي أقرب، إلى جانب ما تقدمه من نشاط مستمر بعيدًا عن شاشات التليفزيون والتي تستمر طوال العام.
-من خلال عملك بالمجالين.. أيهما فضلت العمل به مهنة «اليوتيوبر» أم مقدم برامج للخدمات الاجتماعية والإنسانية؟
أنا «يوتيوبر»، وجمهور اليوتيوب هم الذين صنعوني، وقد عُرض علي منذ سنوات للعمل بالتليفزيون ولكنني أرفض دائمًا، ولكن ما جعلني أقبل بفكرة برنامج «حياة كريمة» أنها فكرة محترمة للغاية، وبرعاية مبادرة كبيرة هي الأهم حاليًا والأكثر تأثيرًا.
-إلى الآن كيف ترى نجاح برنامج حضرتك مع مبادرة حياة كريمة بالمقارنة بالفيديوهات الكوميدية التي كنت تنفذها؟
«الحمد لله أرى بنفسي نجاح البرنامج ونحن مازالنا في منتصف الموسم، إذ وصلت نسبة بعض الفيديوهات إلى 11 مليون مُشاهدة بيومين فقط، لذا فالحمد لله أرى أن كل من تقديمي لبرنامج حياة كريمة، وتقديمي لفيديوهات كوميدية على قدر متساوِ من النجاح».
- ما رأيك بمبادرة حياة كريمة.. وكيف رأيتها عن قرب بعد الاشتراك فيها؟
مبادرة عظيمة جدًا، «ماكنتش أعرف الكثير عنها وعن مدى الجهد المبذول فيها»، من خلال اشتراكي فيها عرفت أكتر عنها وعرفت عن المجهود الجبار المادي والمعنوي الذي يبذله المشاركون فيها و«عانيت» معهم، وفعلًا أستطيع القول إن مشاركتي في هذه المبادرة شرف عظيم لي.
- إلى الآن ما أكثر الدروس التي استفادتها من مشاركتك بالمبادرة؟
«أحمد الله على كل حاجة حلوة أو سيئة، أنا شوفت ناس الخمسين جنيه بتغير مجرى حياتهم بقيت مكسوف من ربنا وأنا واقف جمبهم وحسيت بالنعم إللي إدهالنها واحنا مش شايفناها، وكمان عرفت يعني إيه إن يكون فيه مثلًا شخص يتيم وفقير ورغم كدة في قلبه رحمة وعطف أول أما يلاقي حد محتاج مساعدة يطلع كل اللي في جيبه يديهوله من غير تفكير».