«يحضر جلسة الحرافيش دوما».. ذكريات نجيب محفوظ مع العيد
«حضرت في طفولتي عيد الأضحى في أكثر من مكان، أولا في حي الجمالية الذي ولدت به، ثم في حي العباسية الذي انتقلنا إليه بعد ذلك، ثم حضرته في الكبر في أنحاء متفرقة من القاهرة والإسكندرية، لكن ذكرى العيد في الطفولة ما زالت هي ذكرى الجمالية».
حكى الأديب نجيب محفوظ ذكرياته مع الاحتفال بالأعياد، في مذكراته المنشورة بعنوان «أنا نجيب محفوظ» للكاتب إبراهيم عبد العزيز.
وتابع أديب نوبل: «فقد كنت أشاهد مباهجه حتى من قبل أن يُسمح لي بالنزول إلى الشارع».
وكشف حسين عبد الجواد، صديق نجيب محفوظ في شلة «الحرافيش» أن أديب نوبل نجيب محفوظ كان منتظما للغاية في مواعيده، ويحرص على أن يكون موجودا في جميع الأيام، وكانت الجلسات تبدأ في رمضان متأخرة ساعة نظرا لاستعداد الإفطار، قال: «وجوده كان لا يتغير، سواء كان يوم العيد أو الوقفة، البرنامج ثابت لا يتغير، إلا إذا أصيب بوعكة برد أو غيرها».
كتب نجيب محفوظ مقالاً بعنوان «الصيام طاعة ومحبة لله» في جريدة «الجمهورية» في أبريل 1957 وكان نصه كالتالي: «قالوا لي في حكمة الصيام إنه فرض على المؤمنين ليخبروا في أنفسهم آلام الجوع فتنعطف قلوبهم نحو الفقراء وأنه وسيلة تربوية لشحذ الإرادة واعتياد الصبر وأنه سبيل إلى تهذيب نوازع النفس وتطهير الروح، كل هذا حق، غير أن المؤمن لا يقبل على الصيام لداعٍ من هذه الدواعي بقدر ما يقبل عليه طاعة لله ومحبة فيه، وهو يجد في هذا السعادة دون تعليل أو تأويل، وطاعة الله ومحبته تقتضيان واجبات روحية لعلها أخطر من الصيام نفسه، ولكن الصيام تذكرة لمن شاء أن يوجه ضميره نحو هذه الواجبات لتأملها والعمل على تحقيقها فليكن لنا من شهر الصوم فرصة طيبة لمراجعة النفس في سلوكها حيال الحياة والناس على ضوء مبادئ الدين الخالدة».