القمص بيشوي شارل: برنامج الرعاية الاجتماعية يضمن سرية البيانات والبابا فقط يمكنه معرفتها
◄ تمويل برنامج الرعاية الاجتماعية يأتي من العشور والعطايا
◄ تم وضع قاعدة بيانات مشتركة ولدينا بحث حالة لكل الأسر
◄ تفاصيل هل إلغاء لجنة البر؟.. كواليس تخصيص 30% للفقراء خلال اجتماع الرعاية الأخير
قال القمص بيشوي شارل سكرتير البابا تواضروس الثاني للرعاية الاجتماعية انه من ضمن مبادئ الكنيسة ألا تحرم فتاة من زواج فالكنيسة كأم رأت أن الأسر غير القادرة على تجهيز بناتها للزواج تلجأ للكنيسة وتطلب مساعدتها.
وأضاف سكرتير البابا للرعاية الاجتماعية في حواره لـ "الدستور" فرأت الكنيسة أن تقوم بفتح دفتر توفير لكل فتاة خاص بها وبزواجها
في البداية.. كيف بدأت فكرة برنامج الرعاية الاجتماعية بالكنيسة والهدف منه؟
فكرة برنامج الرعاية الاجتماعية والتنمية بالكنيسة هي فكرة قديمة منذ بداية أنشاء أسقفية الخدمات في عهد قداسة البابا كيرلس السادس وتولي نيافة الأنبا صموئيل مسئولية الاشراف عليها.
وفكرة تقديم الكنيسة للخدمات في المجتمع من خلال برنامج الرعاية الاجتماعية الذي يتم تطويره من عام لعام ومن جيل إلى جيل ليكون مواكبًا للعصر الذي نعيش فيه كأعضاء حية وسط الكنيسة والمجتمع والوطن ونقدم من خلاله الخدمات للإنسان ولكل إنسان.
ومع بداية جلوس قداسة البابا تواضروس الثاني على كرسي مارمرقس الرسول بدأ في التفكير في كيفية أن ترتقي الكنيسة بفكر الفقراء والمحتاجين كما أنه رأي أنه من غير اللائق أن يتجول الفقراء داخل الكنائس والشوارع يطلبون احتياجاتهم، ولذا فكر قداسته أن نقوم بعمل برامج تنمية لهؤلاء الأشخاص المحتاجين ومعني برنامج التنمية هي التنمية الفكرية والاجتماعية والمادية.
القمص بيشوي شارل خلال الحوار
كيف يضمن البرنامج سرية بيانات المحتاجين؟
يضمن البرنامج سرية البيانات ويعرف باسم البرنامج العنقودي، فهو نظام محكم جدا فقداسة البابا تواضروس الثاني بصفته رأس الكنيسة هو الوحيد الذي له حق معرفة كل البيانات في أي وقت، ويمكنه معرفة من حصل على مساعدات وقدر المساعدة حتى يتم تنظيم الخدمة بين الكنائس ومعرفه المنظومة كيف تسير، وبعد قداسة البابا يليه مطارنة واساقفة الإيبارشيات المختلفة كل أسقف يستطيع أن يطلع على قاعدة البيانات الخاصة بإيبارشيته فقط .
ولا يستطيع أسقف إيبارشية أخرى أن يدخل على قاعدة بيانات لإيبارشية مجاورة له كذلك لا يستطيع الكهنة في الإيبارشية الواحدة أن يتطلعوا على قاعدة البيانات التابعة لكنيسة أخرى لا تخضع لإشرافه.. بالإضافة إلى انه أصبح لكل أسرة من عائلات الرعاية الاجتماعية لها رقم في هذا البرنامج يمكننا من معرفة وضعها وحالتها المادية.
ماهي حقيقة ما تردد بشأن إلغاء لجنة البر.. وما كواليس تخصيص 30% للفقراء خلال اجتماع الرعاية الأخير؟
لجنة البر قائمة يتوقف نشاطها في الفترة الاولي من الصوم الوقت الذي تتوقف فيه الأكاليل بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكان أخر اجتماع لها يوم 16 ديسمبر 2021، وخلال اخر اجتماع للبابا تواضروس الثاني مع كهنة الرعاية الاجتماعية تم رصد فيه أعداد الفتيات التي ساهمت الكنيسة في زواجهن من خلال لجنة البر، والذي يتضح فيه ان العملية في تزايد مستمر ولجنة البر لم تتوقف نهائيًا ولكن خلال فترة الصوم يتم تأجيل الاجتماعات بها وهي الفترة التي تتوقف فيها الأكاليل والأفراح بالكنيسة وبالتالي يتوقف زواج الفتيات خلالها.
أما بخصوص نسبة الـ%30 الخاصة بأخوة الرب والمحتاجين، فمنذ تولي قداسة البابا تواضروس الثاني السدة المرقسية عام 2012 أوصى قداسته والمجمع بتقسيم ميزانية كل إيبارشية أو كنيسة إلى 30 % من الميزانية لخدمة الفقراء، و30% لإداريات الكنيسة والمرتبات،و30% للمباني و10% للطوارئ والاحتياطي.
ماهي فكرة برنامج علم ابنك وبماذا يهتم؟
من مبادئ الكنيسة القبطية ألا يحرم طالب علم من التعليم.. لذا يهتم برنامج علم ابنك بعمل مجموعات دراسية داخل الكنيسة او الإيبارشية على ان تتكون المجموعة ما بين 11 إلى 12 تلميذًا فقط ولا تزيد عن ذلك بحيث نطمئن أن هؤلاء التلاميذ ينالون أكبر استفادة ممكنة، ويقوم بالتدريس في هذه المجموعات المعلمين التربويين المتخصصين. وتساهم الكاتدرائية بالجزء الأكبر في التمويل (50%) والكنيسة الفرعية تساهم بنسبة اقل (25%) وكذلك اسرة التلميذ (25%).
وقداسة البابا مهتم جدا بهذا الجانب لأنه يريد حصول أبناء الوطن على أكبر قدر من التعليم حتى تستمر نهضة مصر وانشاء الجمهورية الجديدة.
وبرنامج علم ابنك لا يقتصر فقط على قطاع كنائس القاهرة الكبرى والإسكندرية فقط، بل يمتد إلى الإيبارشيات المختلفة، وخلال فترة انتشار فيروس كورونا، كان هناك تخوف من توقف البرنامج بسبب توقف المدارس، ولكن حدث العكس ووجدنا اهتمام أكثر لدى اسر هؤلاء التلاميذ بفصول التقوية والحضور بانتظام.
ما هي فكرة مبادرة بنت الملك والهدف منها؟
من ضمن مبادئ الكنيسة أيضا ألا تحرم فتاة من الزواج، فالكنيسة كأم رأت أن الأسر غير القادرة على تجهيز بناتها للزواج، تلجأ للكنيسة وتطلب مساعدتها فرأت أن تقوم بفتح دفتر توفير لكل فتاة خاص بها وبزواجها وذلك للفتيات من مواليد عام 2003 و2004 حيث يوفر للفتاه مبلغ يقدر حوالي 4000 جنيهًا كبداية يساعدها على تكاليف الزواج حين تجد الإنسان المناسب.
و أضاف لـ " الدستور" يشرف الأب الأسقف على دفتر التوفير باعتباره الواهب ولا يحق للفتاة أو أسرتها الإنفاق من تلك الأموال إلا بموافقته. وهذا الدفتر نتعشم ان يغذي باستمرار من قبل اسرة الفتاه واقاربها والاحباء وأيضا من الكنيسة ومحبي الخير ليكون مبلغا مناسباً لاحتياجات الزواج.
وقد بدأت الفكرة عندما وقع قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، والوزيرة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ونافة الأنبا يوليوس المسئول عن أسقفية الخدمات بروتوكول تعاون مع بنك ناصر الاجتماعي لمشروع "بنت الملك"، بهدف إصدار دفاتر توفير خاصة لزواج الفتيات عند بلوغهن سن الزواج، تساهم الكنيسة في دعمهن بالاشتراك مع أسرة الفتاة والراغبين في تقديم الدعم والمساعدة من أبناء الكنيسة، مما يسهم في تدبير احتياجات الفتيات المقبلات على الزواج بشكل لائق، بالإضافة إلى أنه يتم فتح الدفتر بأموال بفايدة شهرية ولا يتم السحب المبلغ إلا من خلال الكنيسة ويكون بعد تقديم عقد الخطوبة.
وهذا لا يلغي خدمة أخوة الرب في الكنيسة ولا يلغي دور لجنة البر – البارز جداً- الذي أسسها قداسة البابا شنودة الثالث ويكمل مسيرتها قداسة البابا تواضروس الثاني.
ماهي أبرز المبادرات التي يهتم بها البابا في برنامج الرعاية الاجتماعية والتنمية؟
قداسة البابا تواضروس الثاني يهتم أولاً بالتعليم ثم بالصحة، وتأسست حاليًا مؤسسة مصر بلا مرض على غرار ما تم في مبادرات القضاء على فيروس سي.
بالإضافة إلى اهتمام قداسته بإطعام المحتاج والفقراء فإنه يوجد بعض الأفراد غير قادرين على العمل مثل سيدة أصبحت أرملة ولديها أطفال فالكنيسة تساعدها في احتياجاتها اليومية والمعيشية، كما يهتم بفترة ما قبل التعليم بعمل العديد من الحضانات وذلك للاهتمام بالفكر والتوعية عند الأطفال في سن ما قبل 5 سنوات وتعليمهم اللغات. كما انه يهتم بعمل مشاغل لتشغيل الفتيات وبعمل مصانع لإشغال عدد كبير من الشباب.
كيف يتم التنسيق بين أسقفية الخدمات وبرنامج الرعاية الاجتماعية والمشاريع المماثلة في الدولة؟
الرعاية الاجتماعية وأسقفية الخدمات عبارة عن مجموعة متكاملة، وحديثًا قمنا بعمل مجموعة شركاء التنمية بحيث أن المؤسسات التي تقدم خدمات في الدولة تلتقي ببعضها وتقوم بعرض خدماتها ونقوم بعمل تنسيق للأفكار والخدمات ليتم وضع خطة مشتركة بين تلك المؤسسات وتم وضع قاعدة بيانات مشتركة ولدينا بحث حالة لكل الأسر والفئات المحتاجة فالبرنامج حيّ يتجدد كل يوم.
كيف يتم تمويل برنامج الرعاية الاجتماعية والتنمية؟
إن تمويل برنامج الرعاية الاجتماعية من قبل الكنيسة الأرثوذكسية يأتي من العشور والعطايا، وهي عبارة عن تبرعات من محبي الخير، فالكنيسة جسد واحد، حيث تتم بصورة منظمة، ومن خلالها يتم تغذية مشروعات برامج الرعاية الاجتماعية مثل في التعليم في مشروع علم ابنك او في الصحة.
ماهي أبرز الصعوبات التي تواجه برنامج الرعاية الاجتماعية وكيف يتم تسجيل الحالات؟
نطلب من الخدام والكهنة أن يقوموا بتسجيل الحركات الخاصة بالحالات التابعة لبرنامج الرعاية الاجتماعية أولا بأول، بالإضافة إلى تسجيل الحالات وادراجها أول باول على قاعدة البيانات التي تتبع سكرتارية البابا للرعاية الاجتماعية حتى يمكننا أن نتابع احتياجات الحالات المستمر.
اما عن تسجيل الحالات من المحتاجين فيوجد استمارة موحدة على مستوي الكرازة بالإضافة إلى استمارة أو جواب طلب مساعدة على مستوي الجمهورية والإيبارشيات فهذه هي اللغة المشتركة بين الكنائس وبين خدمة الرعاية الاجتماعية.
كيف تساعد الكنيسة حالات كبار السن؟
كبير السن لابد أن يكون له مأوي وأن يجد علاج ويجد مأكل ونحاول ان نوفر لكبار السن كل هذا وإذ لم يتوفر لدينا مأوي فيوجد بعض دور المسنين التي تستقبل حالات كبار السن، بالإضافة إلى أنه لابد أن نوفر لهم المأكل والمعيشة، ويوجد لدينا حاليا خدمة «الذين ليس أحد أن يذكرهم»، فيوجد لدينا مجموعة من الشباب يقوموا بتوزيع الوجبات على الفقراء والذين ليس احد أن يذكرهم.
كيف أثر فيروس كورونا المستجد على خدمة الرعاية الاجتماعية؟
إن أزمة جائحة كورونا أثرت على العالم كله وعلى بعض الأنشطة مثلما أثرت على أغلب الفعاليات في مصر والعالم، لكن الله لا يترك أولاده ابدًا فحينما توجد الأزمة توجد انفراجة فبعض من محبي الخير قدموا للكنيسة أكثر خلال هذه المحنة، وبالتالي كانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تشارك شعبها وأولادها في كيفية اجتياز هذه الأزمة وهذه المحنة التي نمر بها حتى الآن، وكانت تقوم بتوفير الطعام للمحتاجين من وقت لأخر.