كان يستمع لأم كلثوم.. الشيخ أحمد ندا أول قارئ قرآن يمتلك حنطور بـ 6 خيول
فجأة ظهر شيخ أسمر اللون نحيف العود وسيم القسمات، يقرأ القرآن بشكل جميل وبطريقة مبتكرة، طريقة تجبر السامعين على الجلوس في أماكنهم لساعات طويلة يستمعون إليه، وقد أثر الصوت الجديد على عقول ومشاعر المستمعين، وكان محور الثورة الذي يدور حوله النقاش والخلاف هو هل الطريقة مبتكرة في التلاوة وبهذا الصوت الجميل، حلال أم حرام؟
وترك الشيخ أحمد ندا، قارئ القرآن الكريم، أصحاب السؤال يتناقشون، ومضى طريقه يحقق كل يوم انتصارًا باهرًا، ويجمع المزيد كل يوم من المريدين والأنصار، وهكذا قلب الشيخ العبقري الموازين كلها ووصل أجره إلى 5 جنيهات في الليلة الواحدة، جاب أقاليم مصر كلها يسهر في قصور البشوات ودور العمد والأعيان، بحسب ما جاء في كتاب “ألحان السماء” للكاتب محمود السعدني.
ويهرع لسماعه الألوف المعجبين بصوته، ومرة أخرى ارتفع أجر الشيخ من خمسة إلى 10 جنيهات ثم إلى 20 ثم إلى 40 جنيه في الليلة، وظل يرتفع أجره بعد ذلك حتى وصل إلى 100 جنيه في الليلة الواحدة، وأصبح للشيخ ندا حنطور تجره 6 خيول، وقصر يؤمه الشعراء والأدباء ورجال الحكم والسياسة، وأصبح هو الشعلة الوحيدة المضيئة وسط الظلام الرهيب الذي كان يؤمئذ يخيم على مصر.
كان الشيخ أحمد ندا من أوائل القراء الذين التفتوا إلى موهبة الست أم كلثوم، كان يطرب لصوتها ويقبل على سماعها فى أي وقت، وكانت هى الأخرى تحب سماع صوته وتطرب لطريقته الفذة فى الأداء، وقد أحيت أم كلثوم زواج ابنه محمود ندا، ورفضت تتقاضى أي أجر، ولسوء الحظ رفض الشيخ ندا تسجيل القرآن على أسطوانات، وكان يرى أنها لا تليق أن يحمل عليها كلام الله، فربما تحملها أيادى متسخة أم يلقى بها فى الأرض -على حد قوله آنذاك.
وشار إلى أن الشيخ أحمد ندا من مواليد عام 1852 في حي البغالة بالقاهرة، وكان أصله مِن مدينة المحلة الكبرى بالغربية، لأب يعمل مؤذنًا في مسجد السيدة زينب رضي الله عنها، ورحل عن عالمنا 1932.