كاتبة بريطانية: عندما تتولى النساء القيادة تتحسن حياة الجميع
في نهاية العام الماضي، كان كتاب "فجوة السُلطة" للكاتبة البريطانية ماري آن سيغارت واحدًا من أفضل خمسة كتب سياسية وفقًا للقائمة التي أعدتها صحيفة "الجارديان".
في هذا الحوار الذي أجراه موقع " woman& home"، تتحدث الكاتبة عن مظاهر التمييز ضد المرأة رغم كل سنوات النضال من أجل المساواة، والأسباب التي تجعل من الدعوة إلى مزيد من تمكين النساء ضرورة من أجل حياة أفضل للجميع.
صارت سيغارت خبيرة في تصورات المجتمع عن المرأة والسلطة. كانت تعمل سابقًا محرر مساعد في صحيفة "ذا تايمز"، أجرت أبحاثًا وكتبت"فجوة السُلطة" الذي نُشر عام 2021. يضُم الكتاب نتائج بحث أكاديمي واسع النطاق ومقابلات مع نساء ناجحات. يُظهر عمل سيغارت مرارًا وتكرارًا أنه على الرغم من نضال النساء من أجل المساواة لأكثر من قرن، فما زلنا نتراجع بسبب التحيز اللا واعي.
تقول ماري آن سيغارت، مؤلفة كتاب "فجوة السُلطة" ورئيسة لجنة التحكيم لجائزة المرأة هذا العام في الرواية، إن النساء يتم التقليل من شأنهن وإهمالهن، لكن السبب وراء حاجتنا إلى المزيد من النساء في السلطة له فوائد بعيدة المدى تتجاوز الحق الأساسي في المساواة بين الجنسين.
في عام 1999، حضرت ماري ماكليس رئيسة أيرلندا اجتماعًا خاصًا مع البابا يوحنا بولس الثاني. وبينما كانا يسيران باتجاه بعضهما البعض، التفت البابا إلى زوج ماكاليز؛ مارتن، وقال: "ألا تفضل أن تكون رئيسًا لأيرلندا على أن تكون متزوجًا من رئيس أيرلندا".
التقليل من شأن النساء
تشير سيغارت إلى أننا نميل إلى التقليل من شأن النساء، غالبًا ما نقاطعهم ولا نستمع إلى ما يقولونه بانتباه كما نفعل مع الرجال. نحن أكثر ترددًا في أن نتأثر بآرائهم أكثر من آراء الرجل. من المرجح أن نتحدى سلطتهم ونقاوم أن يكونوا في السلطة علينا في كثير من الأحيان.
تقول سيغارت: ما تقيسه "فجوة السلطة" هو الفرق بين مدى جدية تعاملنا مع النساء وتعاملنا مع الرجال، فما زلنا أكثر ترددًا في منح السلطة للنساء أكثر من الرجال. نميل إلى افتراض أن الرجل يعرف ما يتحدث عنه حتى يثبت خلاف ذلك، بينما بالنسبة للمرأة، غالبًا ما يكون العكس.
وتتابع: انظر إلى المقاطعات التي تشير إلى أن الشخص الذي يقاطع، وعادة ما يكون رجلاً، لديه شيء أكثر إثارة للاهتمام ليقوله، وتؤدي حرفياً إلى إسكات المتحدث . هناك دراسة أمريكية حديثة تُسجِّل عدد مرات مقاطعة قضاة المحكمة العليا، كان احتمال مقاطعة القاضيات أربع مرات أكثر من زملائهن الرجال و 96٪ من المقاطعات كانت من قِبل الرجال.
التغلب على التحيز اللا واعي
كيف حدث هذا؟ تلفت سيغارت إلى أن آلاف السنين من النظام الأبوي رسّخت فكرة تفوق الرجال على النساء لكن كل العلوم تُظهر أن النساء لسن أقل ذكاء وكفاءة من الرجال، فالأدلة الموضوعية تظهر أن تفوق الذكور ليس سوى خطأ، إلا إذا كان الأمر يتعلق بالقوة العضلية.
وتضيف: هذا التفكير متجذر بعمق في النساء أيضًا، لأننا نشأنا جميعًا في عالم لا يزال فيه الرجال في الأساس مسؤولين، علينا أن نثقف الجزء البدائي في عقولنا، فالسبيل الوحيد للمضي قدمًا هو أن نفكر جميعًا بشكل عقلاني للتغلب على تحيزنا اللا واعي.
عالم أكثر كفاءة
ردًا على سؤال: لماذا نحتاج المزيد من النساء في السلطة، تقول الكاتبة إنه عندما تتولى النساء السُلطة يمكن أن تحدث أشياء عظيمة وفوائد يشعر بها الجميع، وليس فقط النساء. فمن خلال الاستفادة بشكل أفضل من مهارات النساء، ننتهي إلى عالم أفضل وأكثر كفاءة، وإلا فإننا نفقد مخزونًا هائلاً من المواهب والذكاء.
وتستطرد: هناك مثال ممتاز على ذلك من الآونة الأخيرة، إذ أظهر البحث الذي أجراه مركز أبحاث السياسة الاقتصادية والمنتدى الاقتصادي العالمي أن البلدان التي تضم قيادات نسائية تعاملت بشكل منهجي وأفضل مع وباء كورونا؛ ألمانيا تحت قيادة أنجيلا ميركل، ونيوزيلندا تحت قيادة جاسيندا أرديرن، والدنمارك مع ميتي فريدريكسن، وتايوان مع تساي إنغ وين، وفنلندا تحت قيادة سانا مارين، كان لديهم عدد أقل من الوفيات كنسبة مئوية من السكان.