برلمانية تطالب بقاعدة بيانات معلنة عن التبرعات المحصلة وأوجه إنفاقها
قالت سها سعيد، عضو مجلس الشيوخ، إن مؤسسات العمل الأهلي أصبحت تمثل بعدا ضروريا في العمل العام على كافة المستويات، إلى الحد الذي لا يمكن فيه تجاهل دورها في المجالات ذات الصلة بقضايا التنمية، وذلك من خلال ممارسة أنشطة متباينة في التدريب والتوعية والتعليم والثقافة فضلا عن الانتشار الواسع في الأعمال الخيرية والخدمية، كما أصبحت مؤسسات العمل الأهلى شريكا للدولة في تبني القضايا المجتمعية سواء كانت تعليمية أو صحية أو اجتماعية.
وأضافت سعيد، خلال الجلسة العامة، “ترجع أهمية العمل الأهلي في مصر كونه يقوم بدور الوسيط بين المواطن والدولة، من خلال حرص مؤسساته على تفعيل مشاركة ودمج أكبر عدد من المواطنين في العملية التنموية ما بين مقدم ومتلقي للخدمات، فهي قادرة على الارتقاء بشخصية الفرد عن طريق نشر المعرفة والوعي، وتعبئة الجهود لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، في ظل وجود علاقة متوازنة بينها وبين الحكومة أساسها التعاون والتكامل والاحترام المتبادل في ظل دستور يضمن سلامة تلك العلاقة ويحقق الفائدة لجميع الاطراف”.
وأضافت: “حرصت الدولة المصرية على بذل جهود موسعة وإحداث نقلة نوعية متكاملة في مجال المجتمع المدني ونشاط المؤسسات الأهلية وإشراكها في العديد من مشروعات التنمية، كما قدمت لها كل سبل الدعم المادي والحماية القانونية المتاحة لتباشر عملها بكل حرية”.
وتابعت، أنه برز ذلك مؤخراً فى كافة التسهيلات والمزايا التي منحتها الدولة لمؤسسات العمل الأهلي، لاسيما منذ صدور اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي الصادر بالقانون رقم 149 لسنة 2019. وقد تنامى حجم التمويلات الواردة للجمعيات والمؤسسات الأهلية، منذ صدور اللائحة التنفيذية للقانون فى الفترة من يناير 2021 الى آخر اكتوبر 2021 حيث بلغ حجم:
1- المنح والتبرعات الواردة من جهات مانحة اثنين مليار ومائتين واثنين وعشرين مليونا وأربعمائة وعشرين ألفا وثمانمائة وثمانية جنيهات مصرية (2.222.420.880 جنية مصري).
2-أما حجم التبرعات من خلال تراخيص جمع المال على مستوى الجمهورية أربعة مليارات وتسعمائة وسبعة وتسعين مليونا وسبعمائة وثلاثة عشر ألفا وواحدا وتسعين جنيهاً مصرياً (4.997.713.091 جنيه مصري).
وطالبت بأهمية الإعلان بشفافية عن أوجه صرف تلك التبرعات وآليات الرقابة عليها، والنتائج المحققة من صرفها، مع ضمان اتساق أوجه الصرف والأصول التي يتم شرائها من قبل مؤسسات المجتمع المدني مع طبيعة الأنشطة والخدمات التي تقدمها المؤسسات والجمعيات، حتى لا نجد انفسنا امام قائمة مصروفات لا تخدم بوضوح برامج وأنشطة المؤسسة ولا تتسق مع الهدف التي تم تحصيلها من أجله، حتى وان كانت صحيحة التوثيق والثبوت.
كما طالبت بتوفير قاعدة بيانات معلنة عن التبرعات المحصلة وأوجه صرفها وتقسيمتها الجغرافية، ما يسهم فى الإنتقال من العمل الخيري التكافلي إلى الخيري التنموي، مع ضرورة تحقيق لشفافية في الإفصاح عن تكلفة الجنيه قيمة التبرع من حيث تكلفة المصاريف إدارية والمرتبات والإعلانات من صافي المتبقي لأوجه الصرف على الحالات المستحقة.
وطالبت صياغة منظومة تحفيزية للجمعيات بهدف تحقيق الاستغلال الأمثل لأموال التبرعات لصالح متلقي الخدمة من المواطنين وتحقيق التكامل المطلوب في الخدمات المقدمة، في ظل عدم جواز تدخل الوزارة في شكل إدارة الجمعيات لأنشطتها وفقًا للمادة ٧٥ من الباب الثالث للدستور.
كما شددت على ضرورة تفعيل دور مديريات التضامن الاجتماعي في المحافظات لتحقيق مستوى اعلى من التكامل بين جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، وذلك من خلال توزيع الأدوار وتكثيف الجهود للتنسيق بينهم.
واختتمت بناء على ما تقدم أطلب استيضاح سياسة الحكومة حول إجراءات المتابعة والرقابة على التبرعات النقدية والعينية المقدمة لمؤسسات العمل الأهلي وربطها بأوجه الصرف على الحالات المستحقة.