وزير الأوقاف: عبادة العشر الأواخر من رمضان ليست صوما وصلاة فقط
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: إن "هناك دروسًا عدة نستخلصها من العشر الأواخر من رمضان هو ما كان من النبي في فتح مكة مع من آذوه وأخرجوه وحاولوا قتله، فلم يقابل إساءتهم بمثلها، بل عفا وأصلح، وقال قولته المشهورة: ما ترون أني فاعلٌ بكم ؟ قالوا: خيرًا، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ ، فقال (صل الله عليه وسلم) مقولته الأكثر شهرة والتي جرت مجرى المثل: اذهبوا فأنتم الطلقاءُ".
وأوضح أن "نبينا (صل الله عليه وسلم) دخل مكة مطأطئًا رأسه تواضعًا لله (عز وجل) ، ولما سمع قائلاً: اليوم يوم الملحمة قال (صلى الله عليه وسلم):“اليوم يوم المرحمة، اليوم يعظم الله الكعبة، وكان (صل الله عليه وسلم) قد نهى قادة الجيش ألا يبدأوا أهل مكة بقتال، إن لم يبدأهم أهل مكة به، وأن يتجنبوا القتال ما وسعهم ذلك”.
وتابع:"لقد تعامل (صلى الله عليه وسلم) مع أهل مكة وغيرهم من منطلق قوله تعالى:وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"، وقوله سبحانه:"وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (فصلت : 34) ، فهذا أوان العفو والصفح والتسامح والتراحم لعل الله عز وجل أن يشملنا جميعا بواسع رحمته، وهذا الدرس الأول".
وأضاف وزير الأوقاف أن الدرس الثاني فهو أن ندرك أن عبادة العشر ليست صومًا وصلاةً وقراءة قرآن فحسب ، إنما هي إلى جانب ذلك بر وصلة، وزكاة وصدقات ، وإطعام للطعام، وبعد عن الجشع والاستغلال والاحتكار والأثرة والأنانية، فضلاً عن اجتناب الحرام بكل صوره وألوانه".
وعن الدرس الثالث، أوضح جمعة أنه "في تحري ليلة القدر في هذه الأيام ، وحيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ): مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"(رواه مسلم)".