كيف تعدل تفكيرك السلبي تجاه حياتك الزوجية؟
بعض الأزواج يتقبلون ما تعطيهم إياه الحياة بصدر رحب، حيث يتسامون فوق المشاكل بينما تتملك مشاعر اللوم والكراهية آخرين حين تواجههم نفس الصعوبات، لذا نجد بعض الأزواج يحافظون على استمرار الحياة الزوجية بشكل جيد والبعض الآخر لا يستطيعون ذلك.
إن الزواج الدائم يتطلب التفكير في الإمكانات والمرونة وسعة الأفق ويحتاج انتباهًا وتكيفًا مستمرين، كما يتطلب تغيرًا في الاهتمامات للتوافق مع اهتمامات شريك الحياة، ولكي يظل الزواج قويًا يجب أن نعمل على تعديل وجهات نظرنا وإعادة تعديلها، وهذا هو الطريق الوحيد للوصول إلى خيارات إيجابية لأكثر ظروفنا صعوبة.
إننا لا يمكننا أن نغير الماضي ولا يمكننا أن نغير الطريقة التي سيتصرف بها الآخرون كما لا يمكننا تغيير ما لا سبيل إلى تفاديه، الشيء الوحيد الذي يمكننا تغييره هو نظرتنا للأمور، يقول "إبراهام لينكولن" إن الناس يشعرون بالسعادة بقدر استعداد أذهانهم للشعور بها.
وهناك خيط رفيع يفصل بين العقبة والفرصة، والفرق بينهما هو وجهة نظرنا تجاههما، فكل فرصة تنطوي على صعوبة، وكل صعوبة تنطوي على فرصة.
بعض الناس لا يجدون حلًا لمشاكلهم ولا يعرفون كيف يبحثون عن حل لها، والسبب في هذا أن لديهم توجه ذهني يؤدي إلى حجب الحلول عن أعينهم.
ينقسم الأزواج والزوجات على مستوى العالم إلى معسكرين فيما يتعلق بوجهات نظرهم تجاه الزواج وهما: من لديه توجه ذهني إيجابي، ومن لديهم توجه ذهني سلبي، وإذا كنت تريد أن تنضم إلى معسكر وجهة النظر الإيجابية فستحتاج إلى أن تتعلم كيف تغير التوجه الذهني السلبي ويتطلب منك هذا عدة خطوات:
الخطوة الأولى ابحث عما هو إيجابي، وهذا يعني أن تبحث عن الأشياء الطيبة في شريك حياتك والحلول الإيجابية لمشاكلك، ربما تعتقد أن زوجتك سطحية أو أنانية أو مجادلة أو غير حساسة أيًا كانت الصفة السلبية، فالحل هو أن تتجاوزها بتفكيرك وتركز على خصالها الإيجابية التي يمكنها أن تحدث توازنًا مع خصالها السلبية.
الخطوة الثانية أرفض أن تكون ضحية، ربما تشعر بالأسف على نفسك لأنك لا تملك نفس الموارد المالية التي يمتلكها أصدقاؤك أو ربما لم تنشأ في بيت يوفر النموذج الجيد للحياة الزوجية أو ربما تعاني من مرض جسماني يجعلك تشعر بالأسى لنفسك، أيا كان موقفك، مهما بلغت شدته، لن تكسب شيئًا بأن تكون ضحية، إن الشفقة على الذات هي المتعة التي لا يتحملها أي زواج وتؤثر سلبيًا عليه.
الخطوة الثالثة: تخلص من الأحقاد
المرارة والكراهية هما بمثابة السم القاتل للتفكير الإيجابي لذا إذا أردت التفكير الإيجابي فتخلص من ضغائنك مهما كانت مبرراتها.
الخطوة الرابعة ترفق بنفسك وبحياتك الزوجية، وتذكر أن كل يوم جديد يقدم لك فرصة أخرى للبداية من جديد وكل يوم تبذل فيه جهدًا لتحسين وجهة نظرك يقربك من الحياة الزوجية التي تريدها. ولتعلم إن التغييرات التي تصنعها في وجهة نظرك قد لا تكون دائمًا موجهة نحو الهدف لكن هذا لا يعني إنك لا تتجه في الاتجاه الصحيح.
- ومن الأمور التي تؤدي لكثير من المشاكل أن بعض الأزواج يعتقدون أن الزواج يعني التخلي عن الفردية أي التخلي عن أفكارهم ومشاعرهم الفريدة وهذا خطأ كبير لأن الحب الحقيقي يحافظ دائمًا على تميز المرء عن شريك حياته ، وهناك بعض المعلومات الشخصية التي يعرفها شريك حياتك عنك وتجعلك تشعر بالتهديد أكثر من غيرها لأنك لا تريد استخدامها ضدك في أوقات النزاع لذا لابد أن نكون واضحين جدًا مع بعضنا البعض في أن هناك أشياء بعينها تعتبر خارج الحد المسموح به مثل العلاقة الصعبة التي بيننا حاليًا وبين أحد والدينا وأن استخدام هذه المعلومات ضدنا سيكون بمثابة الضرب تحت الحزام.
- ورغم أن الزواج يمزج بين هويتين مختلفتين لكن لا بد أن يكون في علاقتكما مساحة تسمح بحرية الحركة لكل منكما وليحب كل منكما الآخر لكن لا تجعلا الحب رباطًا مقيدًا لكما.
- بعض الأزواج يعيشون حياة تبدو مستقرة ولكن مع إنجاب أول طفل لهم تبدأ مشاكل عديدة في الظهور، إن إنجاب طفل يعني أنك تدخل في نسخة جديدة من علاقاتك الزوجية، وتبين الدراسات أنه في السنة التالية لإنجاب الطفل الأول تعيش 70% من الزوجات حالة من الإحباط المتعلق بعلاقتهن الزوجية، عندما يبلغ الطفل الثالثة تزيد الصراعات بمقدار ثمانية أضعاف ويعاني الزواج بشدة وتشعر النساء بزيادة الحمل عليهن بينما يشعر الرجال بأنه قد تم تجنبهم، وهناك أسباب كثيرة للشعور بذلك منها قلة النوم والشعور بالإرهاق المفرط وعدم التقدير والمسئولية المرعبة من الاهتمام بهذا المخلوق اللطيف وقلة الوقت المخصص للزوجين وحدهما.
- إن الأمومة تجلب لكل أم جديدة مجموعة كاملة من المشاعر الجديدة، فهي تشعر بحب عميق خال من الأنانية تجاه طفلها ومستعدة لعمل تضحيات ضخمة من أجله، يقول "جون جوتمان" إن هذه التجربة مغيرة لحياة الزوجة لدرجة أن زوجها إن لم يصحبها خلال هذه التجربة فمن الطبيعي أن يحل التباعد بينهما "إذن مفتاح المحافظة على سعادة الزواج أن يمر الأب أيضًا بنفس التحول.
كلمة للأزواج "حبوا أطفالكم وليحب أحدكم الآخر بما يكفي لرسم الحدود التي تحمي زواجكم".