في خميس العهد.. أهمية ارتباط الكنيسة بالماء وفق «البابا شنودة»
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بخميس العهد.
هذا ويعتبر الماء أهم عنصر من العناصر المستخدمة في إتمام طقوس خميس العهد، نظرًا لإتمام الرعاة في كل الكنائس القبطية الأرثوذكسية طقوس اللقان، الذي يعتمد على غسل الراعي لأرجل الشعب على غرار المسيح الذي غسل في هذا اليوم أرجل تلاميذه.
ويقول البابا الراحل شنودة الثالث، في كتاب تأملات في خميس العهد، إن الماء مرتبط ارتباطًا كبيرًا بالحياة، حتى الحياة الجسدية ترتبط أيضًا بالماء، سواء كانت حياة لإنسان أو نبات أو حيوان، وقد قيل في قصة الخليفة إن الله أخرج من الماء ذوات الأنفس الحية، والحياة الروحية أيضًا ترتبط بالماء، وتبدأ بالولادة من الله، الولادة التي من فوق، من الماء والروح، ولماذا الماء؟ لأن الروح القدس يعمل في الماء، وفيه يطهر ويحيى، يعطي نقاوة وحياة.
وأضاف: "يغتسل الإنسان في ماء المعمودية فيأخذ طهارة. يموت الإنسان العتيق، ويحيا إنسان جديد على صورة الله فينال الإنسان حياة، وينجو من حكم الموت، هذه هي المعمودية ولها رموز في العهد القديم أيضًا، لذا قال القديس بولس الرسول (لست أريد أيها الإخوة أن تجهلوا، أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة، وجميعهم اجتازوا في البحر، وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر)".
وتابع: "السحابة ماء والبحر ماء، وكلاهما كان للمعمودية هذا الماء دخله آباؤنا شعبًا مُستعبدًا تحت عبودية فرعون، وخرجوا منه شعبًا حرًا تحت قيادة الله وموسى، وهذا الشعب الهارِب من العبودية، دخل الماء والموت يجرى وراءه، وخرج منه وقد نال حياة جديدة انتصرت على الموت.. حدث تغيير هام في اجتياز هذا الشعب للماء، وكانت السحابة تظللهم باستمرار، لأنهم كانوا يعيشون في ظل هذا الماء الحى، أو الماء المحيى، طول مدة غربتهم في البرية التي ترمز إلى غربة هذا العالم الحاضر".