كيف ودع السيد المسيح تلاميذه في العشاء الرباني مساء خميس العهد؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بخميس العهد.
وقال البابا الراحل شنودة الثالث، في كتاب تأملات في خميس العهد، إنه في الحقيقة الإنسان لا بُد أن يتردد كثيرًا قبل أن يتكلم عن جلسة وداعية بين المسيح وتلاميذه. فنسال أولًا: أحقًا ودع المسيح تلاميذه؟، والوداع معناه الترك. والمسيح لم يتركهم مطلقًا، هذا الذي قال لهم (حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى، فهناك أكون في وسطهم) وهو الذي قال لهم أيضًا قبيل الصعود (ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر)، ولكنه على أي الحالات كان تركا بالجسد، وإلى حين، ومع ذلك كان الأمر صعبًا عليهم. وكان الرب يعرف هذا، لذلك جلس معهم يخفف عليهم ويعزيهم.
وأضاف أنه "كان يعرف أن هذا الأمر صعب عليهم. ويظهر هذا من قوله لهم (لأنى قلت لكم هذا، قد ملا الحزن قلوبكم) فما هو هذا الأمر الذي قاله لهم فحزنوا؟ إنه قوله لهم (أما الآن فأنا ماض إلى الذي أرسلنى)، وكان لا بُد أن يواجههم الرب بالواقع الذي سيحدث.. ثم بعد ذلك يعالج تأثير هذا على مشاعرهم، أما عن هذا الواقع، فقال لهم (يا أولادى، أنا معكم زمانا قليلا بعد). وكما قلت لليهود: (حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا) وكان لا بُد أن يرد على سؤالهم الذي يقولونه: (إلى أين تذهب؟.. لسنا نعلم أين تذهب؟).
وتابع أن المسيح أجابهم وقال: "إنى ذاهب إلى الآب.. وبعد قليل لا تبصروننى.. كما أنكم ستبكون، والعالم يفرح". وكان لا بُد أن يقول لهم حقيقة أخرى، بالإضافة إلى ذهابه وهي: (إن كانوا قد اضطهدونى، فسيضطهدونكم) ولتعزيتهم أعطاهم الرب رجاء في كل شيء.